بين المختار ول الميداح وعدي بن الرقاع العاملي

في مطالعة كتب الأخبار والسير تتوارد الكثير من الأفكار والخواطر والتساؤلات , قد تكون موضوعية ومناسبة وقد لا تكون , من تلك الخواطر والأسئلة ما تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ مجسا من مجالس الخليفة عبد الملك بن مروان أنشد فيه الشاعر عدي بن الرقاع العاملي قصيدته "الهائية", وكان من بين الحضور الفرزدق وجرير , فتساءلت :   

لو كان جرير والفرزدق حضرا قول المختار بن الميداح وهو يصف حدة أذني فرس ممدوحه الأمير المجاهد / أحمد بن الديد:  

(اركب باز البيزان ..رخ شيهان .. كهدروج الــغيران .. لعب رجليه  

يالثعبن كثعبان .. شيل كــــلشان .. كيف أقلام القرآن .. روص وذيه )  

هل يحسدانه أكثر مما حسدا عدي بن الرقاع وهو يمدح الخليفة / عبد الملك بن مروان عندما شبه حدة وسواد قرني رشإ :  

(كالظبية البكر الفريدة ترتعي .. من أرضها قفراتها وعهادها  

إلى أن يقول :  

تزجي أغن كـــأن إبرة روقه .. قلم أصاب من الدواة مـدادها )..؟  

 

في أدب الكتاب للصولي : يروى أن جريرا قال – وكان حاضرا – لعدي بن الرقاع وهو ينشد هذه القصيدة لما انشد صدر البيت:"تزجي أغن كأن إبرة روقه " رحمته وقلت:هلك, فلما قال : "قلم أصاب من الدواة مدادها" حالت الرحمة حسدا.  

 

وهل لو اطلع زكي مبارك على رسم المختار بن الميداح كان ضمه مع "هائية" ابن الرقاع إلى باب "المعاني والأغراض في كتابه "الموازنة"..؟  

 

كما فعل مع النابغة الذبياني وامرئ القيس الكندي وحندج بن حندج المري في وصفهم لليل.  

يقول النابغة :  

كليني لهم يا أميمة نـــــــاصب .. وليل أقاسيه بطيئ الـــــكواكب  

تطاول حتى قلت ليس بمنقض .. وليس الذي يرعى النجوم بآئب.  

امرؤ القيس :  

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي .. بصبح وما الإصباح منك بأمثل  

حندج :  

في ليل صول تناهى العرض والطول .. كأنما ليله بالليل مـــوصول  

لا فارق الــــصبح كفي إن ظفرت به .. وإن بدت منه غرة وتحجيل.  

 

  وهل على سبيل التعسف تمكن الموازنة بين أبيات ابن زيدون وول سعيلعبد الجليل :  

يقول ابن زيدون :  

كيف اصطباري وفي كانون فارقني .. قلبي وها نحن في أعقاب تشرين .  

يقول ول سعيلعبد الجليل :  

عتان من عــزت لكريظ .. للشهر واجبير الــمديور  

نتاوك داير شوف البيظ .. مزلت افكمرايت عاشور ..؟  

 

أربعاء, 03/03/2021 - 13:49