النقد البناء إنارة عمومية

النقد البناء إنارة عمومية، وهو أكسيجين الشعوب الذي تتنفس به، لأنه عملية تفريغ لضغط المشاعر، وإذابة شحنات الغضب التي تخلقها أوضاع الناس، وهو- ما اعتُبِرَ، وأُخِذَ باليد الأمينة- واق من التمرد المفضي إلى الفتنة، مؤَمِّن من الفوضى والتدمير والحروب...

كانت الشعوب قبل هوامش حريات التعبير التي كفلتها دساتير العالم تتنفس بالكتابة على الجدران، وتوزيع المناشير الليلية، والعمل السياسي السري، وكان الصدى أشواكا تخز ظهور أعتى الطغاة، وشرارة تزلزل عروش أشد الديكتاتوريات بأسا وفتكا وبطشا..

الضغط، وتراكم الإحباط، وإغلاق فجوات التعبير والتنفس يؤدي إلى الانفجار، وهل البراكين والزلازل والفياضانات إلا بحث الكم الزائد عن حرية ومتنفس؟وعن مساحة يتمدد فيها بعد أن ضاق عليه المستقر الأول؟؟

منح حرية التعبير المسؤول كالفتحة في الجدار، تدخل منها الشمس، والهواء النقي، وتخرج منها الأنفاس المزدحمة المتعفنة، البالون المثقوب لا ينفجر وإن حُمِّل من الهواء ما لم يكن يسع...

كان خالد بن الوليد رضي الله عنه يترك الفجوات في صفوف المقاتلين تسهيلا لفرار العدو، لأنه يدرك أن الخناق إذا اشتد على عدوه، وسدت عليه المنافذ، استمات لفتح الطريق، والخروج من المأزق، ولا بد في هذه الحالة من ضحايا مشتركين..

لا للبذاءة والتجريح وإشعال الفتن، ولا لتجفيف المحابر وخياطة أفواه الأقلام..

ثلاثاء, 20/09/2022 - 14:33