كيف نعالج ظاهرة الغش في "مسابقة" الثانوية العامة؟

الغش حرام ومن كسب شهادة أو عملا بغش فقد اكتسب إثما عظيما وغش نفسه وأضر بها..

ومواجهة الغش مطلوبة في جميع مناحي الحياة ويتعين عدم حصر العملية في امتحانات "مسابقة" الثانوية العامة.. وقد اخترت عن قصد عبارة مسابقة لأن الذي يحصل في بلادنا ليس امتحانا عاديا مشابها لما يحصل في الدول الأخرى، ومن لاحظ نتائج شهادة الثانوية العامة في دول الجوار وفي البلدان العربية والإفريقية سيتضح له الفرق فمعدل النتائج عندنا في الغالب في حدود 5% وأظن أنها هي أقل نسبة في العالم ، فكيف نفهم أن نسبة النجاح في دول الخليج مثلا تتجاوز 95% بينما نحن نحافظ بأمانة على هذه النسبة المتدنية..

لذلك فإن معالجة ظاهرة الغش، على أهميتها، لن تحل المشكل على النحو المتبع حاليا لأن الحلول المتبعة في الوقت الراهن هي أقرب إلى الحلول الأمنية للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تحتاج إلى علاج جذري أعم وأشمل أو هي أقرب إلى من يجتهد في تطبيق الحدود دون السعي لتأمين الحاجيات الأساسية والحياة الكريمة للأفراد وللمجتمع.

فالقضية إذن تتعلق بعلاج المنظومة التربوية برمتها من حيث المناهج والكادر التعليمي والطرق الإدارية... وهناك على وجه الخصوص حاجة ملحة لإخراج امتحان شهادة الثانوية العامة من "نظام المسابقة" إلى نظام امتحان تجاوز عادي يمكن أكبر عدد من الطلاب من الحصول على الشهادة ولا معنى لتذرع الدولة بالطاقة الاستيعابية على مستوى التعليم العالي.. فالطالب الذي يحصل على شهادة الثانوية العامة إذا لم يجد فرصة في المؤسسات التعليمية الحكومية سيسعى لتدبر أمره بطريقته داخل البلاد أم خارجها.. أما الطلاب الذين لن ينجحوا في الثانوية العامة فمصيرهم إلى التسرب وربما الضياع وذلك يمثل هدرا للطاقات وتهديدا حقيقيا للمجتمع والدولة وللأجيال المقبلة.

نسأل اللـه التوفيق..

اللهم ارفع عنا البلاء والوباء

رب اغفر لي ولوالدي ولوالديهم ولجميع المسلمين

والصلاة والسلام على الحبيب الشفيع المبعوث رحمة للعالمين.

 

الهادي بن محمد المختار النحوي

جمعة, 17/06/2022 - 12:45