قضية عيادة الرضوان: العمل الخيري لا يعفى من المساءلة والمحاسبة

لفت نظري بيان من عيادات الرضوان الممولة من رجل الأعمال السيد ولد الشيخ أحمد، حول ما أثير عن تعرض بعض المرضى لمضاعفات جراء عمليات جراحية غير ناجحة، وهو بيان سمج ومُطوّل، ويفتقر إلى رقة ورأفة وروح إنسانية.

مخاطبة المواطن سواء لأغراض إعلامية أو تجارية أو خيرية تستلزم احترام كرامته وشخصه والتألم لكل ضرر أو وجع ألمّ به، ثم الإشارة وبتفصيل موجز ومنطقي للظروف والملابسات التي أدت إلى الخطأ أو الإهمال الطبي، ثم الاعتذار والتعهد بالتحقيق ومعرفة الأسباب التي جرت إلى الأذية والضرر، ثم يستحسن البعد عن لغة التخوين ونظرية المؤامرة، فهذه حجج واهية وباطلة ولا يلتفت لها، ويجب تحاشيها في أي تبرير أو تبيان.

البيان المذكور للأسف خلا من كل هذا، ولا يساورني شك أن كاتبه هاو أو مبتدأ فانطلق من الأحرف الأولى في أنهم مستهدفون وأنهم يتعرضون لحملة تشويه لأغراض كيدية، ثم استفاض في ذكر مآثر عيادات الرضوان وإحصاءات عملها ومجموع الاستشارات، من غير أي التفاتة إلى حال الذين ذهبت أبصارهم وما الذي سبب هذه المأساة؟ ودون الإشارة إلى أي إجراءات أو تدابير لاستخلاص العبر وعدم تكرار مثل هذه الحوادث.

 على كل نشكر لعيادات الرضوان عملهم الخيّر والانساني، لكن هذا لا يعفيهم من المساءلة في حالة أي خطأ أو إهمال. ونتمنى عليهم أن تكون ألسنتهم -كأيديهم-تدعو إلى الخير وتنطق بالمعروف وتتجاهل لغو الحديث وساقطه، وتركز على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض. 

 

سيد احمد ولد اعمر ولد محم

جمعة, 04/03/2022 - 20:11