فانوس رمضان.. صنعه الفاطميون لإضاءة المساجد فصار رمزا لشهر الصيام

فانوس رمضان أحد أشهر وأبرز المظاهر التي ارتبطت بالشهر الكريم، في بدايته استعمل دليلا لإضاءة الطريق ليلا، إلى أن أمر الفاطميون بإضاءة مساجد القاهرة به -كما تقول بعض الروايات- فصار مظهرا رمضانيا موروثا منذ ذلك الحين.

الأصل والتعريف

"فانوس" كلمة مشتقة من الكلمة الإغريقية "فانس"، التي تعني الأداة المستخدمة في الإنارة، ويقابلها بالمعنى في اللغة العربية كلمة (مشعل)، وفي تفسير آخر يقال إنها مشتقة من الكلمة اليونانية "هانوس" التي تعني الضوء، ويطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم "فيناس".

يقول الفيروز آبادي (مؤلف معجم القاموس المحيط) إن كلمة "فانس" الإغريقية ترادفها في اللغة العربية كلمة "نمّام"، والنمام في اللغة العربية هو الشخص الذي يكشف مساوئ أخيه، والعلاقة بين الفانوس والنمام هي أن الفانوس ينير في الظلام ويبدد الظلمة، وكذا النمام يبدد ستر أخيه.

وكلمة فانوس أيضا تعني مصباحا يحمل في الليل لأجل الإضاءة، ويكون محاطا بالزجاج أو يتم تعليقه، وفقا للمعجم، ويشار إليه في العربية أيضا بالسراج والفتيلة الموقودة والقنديل.

فيما تقول أمينة عبد الله سالم في دراستها "التراث الشعبي بين الثبات والتغير.. دراسة أنثروبولوجية لفانوس رمضان" والمنجزة بكلية الآداب في جامعة حلوان، إن الفانوس عبارة عن مشكاة مستقلة، جوانبها من الزجاج يوضع فيها المصباح ليقيه من الهواء أو الكسر، وجمعها "فوانيس"، والفانوس جهاز لوقاية مصدر الضوء من الرياح والمطر.

وقالت الدراسة أيضا إن الرومان استخدموا فوانيس صنعت جوانبها من القرون الرقيقة لحماية المشاعل الزيتية التي ظلت تستخدم حتى العصور الوسطى إلى جانب الشموع، وفي عهد النهضة استخدمت فوانيس من المعدن المثقوب ثم استخدم بدلا منه الزجاج، ثم ظهرت الفوانيس المصنوعة من الورق، بينما في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط استخدمت فوانيس من النحاس المشغول.

 

خميس, 21/03/2024 - 22:59