لوموند: حرب غزة عمقت عزلة إسرائيل في العالم

تهاوى التعاطف "الواسع" الذي حصدته إسرائيل إثر هجوم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت وقع ضرباتها العسكرية في قطاع غزة، ليتحول إلى دعم للمدنيين الفلسطينيين وتتعمق عزلتها الدولية شيئا فشيئا.

هذا ما يمكن أن يلخص ما جاء في تقرير بصحيفة لوموند الفرنسية، أبرز أن هذا التحول صاحبته تشوهات في وجهات النظر بين العالم الخارجي وإسرائيل، وأن المشاعر والأحكام المسبقة المشروعة تحد من النظر في مدى تعقيد هذه المأساة، وتجعل التفكير في الحرب في غزة تحديا وسط حمى الحرم الجامعي والمواقف، والشبكات الاجتماعية المتوهجة، وصعود معاداة السامية.

ورأت لوموند -في تقرير بيوتر سمولار مراسلها في واشنطن- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحمل مسؤولية ثقيلة عن الأزمة التي تعصف ببلاده أمنيا وأخلاقيا، بعد أن هاجم القوى المعتدلة وتحالف مع ممثلي التفوق اليهودي العنيف، في وقت يجسد فيه صعود القبلية الدينية القومية تفتت المجتمع الإسرائيلي.

وعلى نحو مماثل، يتعين على نتنياهو -كما ترى الصحيفة- أن يتحمل المسؤولية عن كارثة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولن يتم ذلك إلا عن طريق لجنة تحقيق تسلط الضوء على التحذيرات التي لم تؤخذ في الاعتبار، والتحليلات التي تم تجاهلها. علما أن "بيبي" (كما يلقب داخل إسرائيل) كان يفضل انهيار المشهد السياسي الفلسطيني، وعقد اتفاقيات ضمنية مع حماس في قطاع غزة.

ومن خلال التركيز على نتنياهو، الذي فقد مصداقيته لدى الرأي العام بصورة مذهلة، فإن الخبراء الغربيين يفوتون شكلا من أشكال الإجماع الإسرائيلي الذي يعيش حالة حداد وغضب، ولا يوحده سوى الرغبة في وضع حد لحماس، مما يشكل أول سوء تفاهم.

خميس, 04/01/2024 - 10:10