حول البدعة والتمذهب والتصوف والسلفية عند الشناقطة 

اطلعت على مقال نافع مفيد لفضيلة الإمام الداعية الشيخ عبد الله بن أمين تحت عنوان :  "الدين الحق وحي من الله لا منتج محلي" .
وأقول ابتداء إنني استفدت من هذا المقال وكيف لا وقد كتبه داعية ناصح من أهل العلم والفضل والصلاح له تاريخ حافل في الدعوة وإرشاد الناس إلى الخير وحثهم على التمسك بالكتاب والسنة.
وحسبما فهمت فإن المقال جاء تعقيبا على تدوينة للأستاذ الحسين محنض.
وليست هذه الفقرات دفاعا عن الأستاذ الحسين، و إن كان ذلك يشرفني، فهو أديب وشاعر وفقيه وباحث وكاتب متمكن ولا يحتاج إلى أمثالي للدفاع عنه.
وأعرف أيضا أننا نحن معشر البسطاء إن أردنا التعقيب على العلماء والدعاة إنما نرتقي مرتقى صعبا.
ومع ذلك فإن هذا العبد الضعيف تؤرقه وتؤلمه هذه الحروب الباردة- كما وصفها بعض الكتاب- التي لا تهدأ بين الطوائف والمذاهب الإسلامية. 
ومن أخطر مظاهر هذه الحروب الباردة بين أبناء الملة الواحدة هي تحويل اجتهادات العلماء واختلافهم إلى مفاصلة بين الحق والباطل أو بين البدعة والسنة أو بين الإيمان والكفر.
وقد "حسم" بعض أبناء هذه المدارس المسألة فقرروا أن مدرستهم وحدها هي صاحبة الصواب وهي أهل السنة والجماعة وهي التي تمثل ما كان عليه  السلف في القرون المزكاة وهي الفرقة الناجية وغيرها من المدارس أو الطوائف تمثل عين الضلال وربما كفرت وفي أحسن الأحوال تمنح شهادة شرك أصغر وإن تلطفوا منحوها شهادة ابتداع.
وأصبح المنهج المحدد للعلاقة بين هذه المدارس أَو الطوائف أو المذاهب هو منهج المعادلة أو المبادلة الصفرية الذي يفيد أنه لكي أثبت أني على حق فلا بد من أن أثبت أنك على ضلال.
وأقصد هنا تحديدا الفرق التي تدعي الانتساب لأهل السنة: الأشاعرة والمَاتريدية من الصوفية وغيرهم والسلفية: وهوَ من العام الذي يرَاد به الخَاص، إذ يعنى بها: "مذهب الحنَابلة وأهل الحَديث" وقد كثرَ أدعياء الانتساب إليه وليسوا منه في شيء، فما كان التجسيم ولا التكفير مذهبا للإمام أحمد ولا لأصحابه. 
 أخذ  الصراع بين هذه الطوائف بعدا آخر صنفته إحدى هذه المدارس صراعا بين الداعين للعودة للكتاب والسنة وبين المذاهب الفقهية أو بين الأصوليين والفروعيين.
وتجلى الصراع في صورة أخرى كما لو كان صراعا بين العقل والنقل يهدف إلى حمل الناس حملا على اتباع منهج المدرسة الظاهرية حيث الحرب على أساليب اللغة ومجازها ودلالات الألفاظ حسب السياق مع إلغاء بعض مصادر التشريع الأساسية: كالقياس عند بعض المنتَسبين له، وَإغفال المقاصد الشرعية، وطرد التأويل في العقَائد عند عامتهم، مع أن أصحاب هذا المذهب هم أول من أول، فلم يكن ظاهر كلام العرب أبداً أن اليد والوجه وغير ذلك من الصفات بل هي أعضاء، وهم تأولوها فجعلوها صفات ثم منعوا التأويل عند غيرهم.
عموما: هذه الصراعات عانت منها الأمة على مر العصور فسأل حبر كثير حول قضايا اختلف فيها أهل العلم ووصل فيها الأمر إلى التكفير  أحيانا، مثل البدعة ومفهومها والموقف الشرعي من علم الكلام والتصوف وحول المقصود بالسلف. 
وكان لبلادنا نصيبها من هذه الصراعات الفكرية، ولكن هل كانت السلفية في بلاد شنقيط من عهد المرابطين إلى اليوم مرادفة للسلفية المستوردة؟ وكيف كانت العلاقة بين علماء البلاد الذين نسبوا إلى السلفية بنظرائهم من الصوفية؟  وهل كانت دعوات التجديد محاربة للتصوف وللمذهب المالكي؟ 
قبل الشروع في محاولة الإجابة على هذه الأسئلة في سياق التطفل على مناقشة ما تفضل به الشيخ عبد الله أمين من نقاط جديرة بالنقاش أود أن أنبه إلى أن هذه الفقرات ليست تحميلا للشيخ لمسؤولية بعض أساليب المدرسة السلفية التي يصنفها بعضهم بأنها إقصائية وأنها تتعمد بعض الخشونة في التعاطي مع المخالف، وإنما الحديث يأتي في سياق العلاقات بين هذه الطوائف ومواقفها المتبادلة التي قد يغيب عنها العدل والإنصاف دون تبرئة أي طرف بصورة مطلقة.
ستتناول هذه الفقرات نقاطا محددة وردت في مقال فضيلة الشيخ حفظه الله:
- البدعة وعلم الكلام
- بين الكتاب والسنة والمذاهب
- سلفية المرابطين
- الإمام المجدد الشيخ سيدي باب وموقفه من التمذهب ومن التصوف 
- موقف الإمامين بداه وعدود 
-  الاستقرار المذهبي جزء من الهوية السياسية والسيادية

البدعة وعلم الكلام
يقول الشيخ حفظه الله :
(وطالِبُ الحق بصدق وإخلاص يدرك أن المسلم في بابي الإيمان والإحسان -أو الاعتقاد والتزكية- يكفيه ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كانت عليه القرون المزكاة من تسليم وإذعان للنصوص دون تأويل أو تحريف أو انتحال، أو خوض في متاهات أحدثتها بدعة أنكرها من أدركها من السلف -ومنهم الإمام مالك رحمه الله- الذي يتخذه البعض صنما من تمر، ويعاملونه كما لو كان عاطلا من الاعتقاد والتزكية، فلا يأخذون عنه إلا الفقه ادّعاءً- وأعني بالبدعة هنا بدعة علم الكلام-). 
تناول الشيخ في الفقرة أهمية الاكتفاء بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حذر من البدعة وعلم الكلام، وهذه النقاط تحتاج إلى بعض التوضيح. 
الاكتفاء بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم 
يقول الشيخ الخليل النحوي في كتابه: المسائل العشرة:
(ومن تصور أن يكون المقصود بالحديث أو بالآية المذكورين أن يلقن النبي ، مثلا، جميع ما يمكن أن ينفع العباد من الصلوات عليه والأذكار، أو من أصناف عمل البر، ويعلمهم بأجره على وجه التحديد، فإنه سيتهم جميع الأمة بالطعن في أمانة البلاغ، وبالابتداع في الدين، فإن علماء الملة لم يزالوا خلفا عن سلف يتفننون في ألوان الصلوات على النبي، وفي صنوف تحميد الله في مقدمات كتبهم وغيرها ولم يقل لهم أحد لو كان هذا خيرًا لسبقونا إليه، فإنهم فعلا قد سبقوا إليه إن لم يكن بعينه فبجنسه وأصله.  وقل بمثل ذلك في جميع  ما استحدث من الخير مما لم يعهد في عهد النبي بما فيه جمع القرآن، وتدوين الحديث، وبناء علم الجرح والتعديل، والمصطلح وتقعيد قواعد العلوم الأخرى النافعة في الدين؛ بل الضرورية له، وبما فيه استخدام التقنيات الحديثة اليوم في البلاغ عن الله ورسوله، فإنه لا يقال لمن اشتغل بشيء من ذلك: إنه ابتدع في الدين أو طعن في بلاغ النبي الأمين له، بحجة أن النبي ﷺ لم يأمر بهده الأشياء بأعيانها ؛ بل يحمل ذلك كله على أنه امتثال لعمومات أوامر الله ونبيه فتلحق النظائر بأشباهها والفروع بأصولها والجزئيات بكلياتها والمدلولات بأدلتها فيتبين لذي نظر أن ذلك كله مما جاء به القرآن وبينه النبي). (1) 
البدعة 
اختلف العلماء حول مفهوم البدعة بين موسع للمفهوم وبين مضيق له. 
أقوال أهل العلم في البدعة:
ذهبت جماعة من أهل العلم منهم الإمام والنووي وسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام وابن الجوزي وأبو شامة المقدسي والعيني وابن الأثير والقرافي والحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم  إلى أن البدعة تطلق على كل محدثة لم توجد في كتاب الله سبحانه وتعالى ولا في سنة رسوله  صلى الله عليه وسلم سواء أكانت في العبادات أم العادات وسواء أكانت محمودة أو مذمومة.
ويرى هؤلاء العلماء أن البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة فإن وافقت السنة فهي حسنة محمودة وإن خالفت السنة فهي سيئة مذمومة.
وبناء على هذا الأساس قالوا إن البدعة تنقسم إلى الأقسام الخمسة فهي إما أن تكون واجبة أو مندوبة أو مباحة أو مكروهة أو محرمة.
يقول الإمام الشافعي: «البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة، فما وافق السنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم». ويقول  أيضا: «المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة».
ويقول أبو حامد الغزالي: «ليس كل ما أبدع منهيّاً عنه، بل المنهيّ عنه بدعة تضاد سنّة ثابتة وترفع أمراً من الشرع».
ويقول الإمام النووي: (البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة) .
ويقول ابن رجب الحنبلي: «والمراد بالبدعة ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل في الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة، وإن كان بدعة لغة».
علم الكلام:
ذم بعض العلماء علم الكلام وربما كان ذلك لعدم الحاجة إليه أو مخافة تأثيره على عقائد المسلمين، ولكن بعض العلماء اشتغلوا  به لما رأو أن في ذلك مصلحة للدين ولمواجهة أصحاب الشبهات. 
فهل يعقل اليوم مثلا أن نجادل الملحدين وأصحاب الشبهات بالقرآن والحديث وهم لا يؤمنون بهما؟ فإذا لم ننَاقشهم بأساليبهم وطرائق تفكيرهم فلن نتمكن من إيصال الحق إليهم. 
وسبحان الله العظيم فكيف يرى أحد من أهل العلم في هذا الزمان ذم علم الكلام وقد ضرب الإلحاد في أذهان الشباب ضربا، وغارت الشبهات في نفوسهم فلا تردع إلا بالمحاججة بالعقل ومن لم يتعلم علم الكلام والمنطق بل الفلسفة لا يستطيع أن يجابههم بحججهم ولا يرد عليهم، إذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فكيف يوثق بعلم عالم لا يستطيع رد شبهة عن الإسلام؟ 
فهذا ابن تيمية يصرح في فتاويه  بأن " مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم ليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة.. فإذا عرفت المعاني التي يقصدونها بأمثال هذه العبارات، ووزنت بالكتاب والسنة بحيث يثبت الحق الذي أثبته الكتاب والسنة، وينفي الباطل الذي نفاه الكتاب والسنة كان ذلك هو الحق " .
وهذا كما يقول الشيخ الدكتور البوطي هو ما اتفق عليه سائر المشتغلين بعلم الكلام قديما وحديثا من أهل السنة والجماعة، فإن أحدهم لم يتبن المضامين الباطلة للفلاسفة والمناطقة اليونانين، ولكنهم لم يجدوا مناصا من استعمال اصطلاحاتهم ومقاييسهم اللفظية في عصر انتشرت فيه هذه الاصطلاحات والمقاييس. (2)

بين الكتاب والسنة والمذاهب: 
ورد في مقال الشيخ نفع الله به:
(ولم يكن إقرار العلماء للمذاهب الفقهية، وقبولهم التفقه على أساسها، ولا الاقتناع بأن تراث الأمة الفقهي الاجتهادي مصدر ثراء وتنمية لملكة الاجتهاد والاستنباط، وعون على استيعاب المسائل وتقييدها، لم يكن شيء من ذلك مانعا للعلماء الراسخين -على مدار العصور- من رفض التعصب المذهبي وإنكاره، والدعوة إلى عرض التراث الفقهي على الكتاب والسنة وغربلته بهما). 
أحسن فضيلة الشيخ حفظه الله في تنبيهه إلى رفض العلماء للتعصب المذهبي والدعوة إلى عرض التراث الفقهي على الكتاب والسنة وغربلته بهما، لكن الخشية أن يفهم بعض الشباب المتحمسين طرح هذه النقطة كما لو كانت تعزيزا لدعوة بعض المتعجلين لإلغاء المذاهب بحجة التمسك بالكتاب والسنة. 
ولعل الشيخ يتكلم عن مكان غير سلف بلاد شنقيط، فلو استثني أفذاذ لا يتجاوزون العشرة، فالسواد الأعظم من علماء المحضرة على التمسك بالمذهب وتحريم الخروج عنه لغير المجتهد، أما العرض على الكتاب والسنة فبعيد المنال لغير أفذاذ المجتهدين وحسبك من ذلك قول سيدي عبد الله: 
والاجتهاد في بلاد المغرب == طارت به في الجو عنقا مغربِ 
فهذا الإمام المجدد الشيخ سيدي باب الذي كان يدعو إلى البعد عن التقليد، نجده في الوقت نفسه يحذر من اعتماد العوام على آيات القرآن الكريم. 
يقول العلامة باب في كتابه "إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين" : (وكذلك لا يجوز للعامي الاعتماد على آيات كتاب الله العزيز، لما تقدم، بل الواجب على العامي تقليد مجتهد معتبر ليس إلا، لا يخلصه من الله تعالى إلا ذلك، كما أنه لا يخلص المجتهد التقليد....). 
وقد ناصر الشيخ محمد فال بن باب الإمام الشيخ سيدي باب في دعوته كما ورد في القطعة التالية:
على الشيخ قد عاب الغبي لجهله     
تتبع أقوال النبي وفعله
وما في كتاب الله بالنص محكما
وما صح من تقرير خاتم رسله
وما قال جمهور الأئمة تابعا
لما صح من معنى الدليل ونقله
ومن يتتبع ذاك يلف لمالك
وأصحابه قولا قويا بحله 
ويهذي أخو جهل يعارض عالما
 يدلل لو تدري عل نقص عقله
ومن كان لا يرضى من الشيخ سيرة
 ولم يك يرضى المرء إلا بشكله
 فإني أراه كان حقا مجددا
 يدل على رشد ويهدي لسلبه
نعم عرفت هذه البلاد التعصب المذهبي كما هو الحال في كل البلاد الإسلامية لكن ذلك لا يعني أن العلماء في القطر لم يهتموا بعلم الوحيين، فهذا مثلا الإمام المجدد سيدي عبد الله ببن الحاج إبراهيم يختصر ألفية العراقي في نظم طلعة الأنوار، وقد عبر الشيخ باب بن أحمد بيب عن تمكن سيدي عبد الله في علم الحديث في البيتين التاليين :
قد كاد أن يوصف بالترجيح  ،، لفهمه ونقله الصحيح 
وكان في الحديث لا يبارى ،، كأنما نشأ في بخارى

وقد دعت طائفة أخرى من العلماء إلى العمل بالحديث كما بين ذلك أستاذنا الشيخ محمد الحافظ بن المجتبى في كتابه : "الحديث الشريف : علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط" منهم : محمد بن حبيب الله اليعقوبي والمامون بن محمذن الصوفي وحبيب الله بن ألمين الشقروي والشيخ سيدي المختار الكنتي ومحمدو النابغة الغلاوي ومحمدي بن سيدين العلوي واحمد بن دهاه العلوي ومحمد يحيى بن سليمة الداودي وغيرهم. (3)
ولما احتدم الصراع بين المتمسكين بالمذهب والداعين للعودة للسنة صحح بعض العلماء المسألة مبينين عدم وجود تناقض بين الاتجاهين، مثل الشيخ سيدي المختار الكنتي، وهو طبعا مالكي المذهب كغيره من علماء البلد، إذ يقول :
وإياك ترضى باقتناص فروعها *** بغير ارتشاف من مناهلها العذب
فإن الأصول كالقواعد ترتضى *** طمأنينة للقلب و النهج بالأرب
فمن لم يقيد بالكتاب علومه ** طغى وبغى واستبدل البسر بالرطب
و لا تقتصر ان الحديث بيانه *** وتفسيره فقه الأئمة لا الشعب
ومن يترك القرآن ملقى وراءه ** فقد صار في التمثال كالجفر المذب
ومن حاد عن نص الحديث سفاهة** فقد أبدل الجياد بالحمر الحدب
ومن يترك الفقه المهذب رغبة *** فقد رام تجهيلا وعن رشده يذب
ولكن تفقه وانتق الحق مذهبا *** وميزه بالذكر الحكيم ولا تؤب
إلى غير تحقيق من القول واضح ** تداوله التحقيق والسلف النجب
وثق بكتاب الله والسنة التي *** أتت عن رسول الله والعكس فاجتنب
ودع عنك آراء الرجال و قولهم ** لقول رسول الله فهو الذي يطب.
وعلى هذا النهج سار  الشيخ محمد فال بن باب أيضا:
وأن هدى الله العظيم هو الهدى * ولم يضلل المستمسكون بحبله
فما جيء من بعد النبي بناسخ* سوى سوء فهم المذهبي وجهله
....                                       ....
ولست بنافي الفرع أصلا وإنما * أمرت بأخذ الفرع وصلا بأصله
كما لابن عبد البر جاء مبينا *  لدى جامع العلم الشريف وفضله

سلفية المرابطين
ورد في مقال الشيخ سلمه الله:
(إن أول دولة قامت على هذه الأرض كانت على منهج السلف: "دولة المرابطين"، فمن يرى الدين منتجا محليا أو تراثا وطنيا فحري به أن يدعو إلى ما كان عليه المرابطون.) 
يفهم من كلام الشيخ هنا أن دولة المرابطين كانت على منهج السلف بالمفهوم المضيق لمعنى السلف أو بالمعنى المذهبي الطائفي غير أن إطلاق السلفية على مذهب المرابطين فيه نظر ، لأن بعض أبناء المدرسة السلفية تبنوا دولة المرابطين دولة سلفية. 
وتسمية ما كان عليه المرابطون سلفية فيه بعض خلط بين السلفية الحنبلية النجدية، التي هي فهم معين، ومنهج دولة المرابطين الذي ينطلق من النظرة إلى  التربية الربانية المبنية على المذهب المالكي وأصوله، كما استقر في المغرب الإسلامي، في عصر المرابطين، ممزوجا بالمذهب الكلامي الأشعري، والتصوف الجنيدي. وإنما خُدع من يخلط هذا الخلط بتشدد المرابطين في الدين، وأخذهم بالصرامة في تطبيق الشريعة، وحملهم الناس على الأحوط في الدين، وأخذهم بالتربية الإحسانية. وهذا شيء، والسلفية مذهبا فكريا كلاميا شيء آخر. أي إنه قد خلط التشابه في بعض مظاهر السلوك، بالمقولات العلمية التي كان الفريقان فيها متباينين تباين الصوفية والأشعرية والسلفية اليوم. وما ذهب إليه المرابطون من الشدة في الدين يذهب إليه كل متشدد من المذاهب الإسلامية الأخرى، في كل عصر ومصر.  وأخشى أن يكون إغفال هذا أمرا يتعمده بعض من يريد أن يجعل للسلفية بمفهومها الحنبلي أصلا في شنقيط، يسوغ به وجودها، أو يتذرع به إلى إزالة حساسية أهل شنقيط منها. وهو أمر لا يستند إلى أصل علمي، وإنما يستغل تشابها لا يعدمه المرء بين المذاهب الإسلامية كلها، التي تستمد من أصل واحد، وتفيء في تبعيتها العلمية إلى أصول مقررة عند العلماء، الذين أسسوا المذاهب السنية. ومن أوجه التباين الواضحة بين السلفية الحنبلية و"السلفية" المرابطية أن المرابطين كانوا حركة سياسية صوفية، قادها عبد الله بن ياسين، وأخذت اسمها من مصطلح من مصطلحات التصوف، هو الرباط. ومن أشهر الصوفية في عهد المرابطين الإمام أبو علي حسين بن محمد الصدفي (ت514) الذي كرس حياته للعلم والتعليم والجهاد إلى أن استشهد بموقعة قتندة. وقد أثر منهجه في الأمير يوسف بن تاشفين الذي كان متقشفا في مأكله زاهدا في الدنيا وكذلك ابنه الأمير علي الذي وصف بأنه يعد من الزهاد والمتبتلين أقرب منه إلى الملوك. (4)
مذهب الدولة المرابطية 
يقول الشيخ الطيب بن عمر في تحقيقه لكتاب الإمام باب بن الشيخ سيدي "إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين" نقلا عن عبد الواحد  المراكشي: (لم يكن يقرب من أمير المسلمين علي بن يوسف تاشفين ويحظى عنده إلا من علم علم الفروع، أعني فروع مذهب مالك، فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب، وعمل بمقتضاها، ونبذ ما سواها). 
ويقول الشيخ الطيب أيضا: (يمكن القول بأن عهد المرابطين استمر فيه التعايش بين الأصول والفروع، وإنما كانت السيادة المطلقة لدراسة الفروع، والاقتصار عليها في العصور التي بعد المرابطين.). (5)

المذهب المالكي هوية أهل المغرب
يقول الشيخ محمد محمود بن بيه في كتابه "الأثر السياسي للعلماء في عصر المرابطين" :
(إن العلماء المرابطين قد وضعوا باختيارهم للمذهب المالكي كمذهب رسمي لدولتهم، إطاراً جديداً للانتماء سوف يشكل مع الزمن نوعاً من الهوية لأهل المغرب ... وسوف يصبح المذهب المالكي منذ الخطوة المرابطية هذه جزءاً من المكونات العميقة لشخصية أهل هذه المنطقة) . 
موقف المرابطين من علم الكلام
يقول الشيخ محمد محمود بيه:
(.. على هذا الأساس قرر العلماء المرابطون تقبيح علم الكلام وكراهة السلف له وهجرهم من ظهر عليه تعاطيه وأنه بدعة في الدين ربما أدى أكثره إلى اختلال في العقائد. ونتيجة لهذا وجدنا أمير المسلمين علي بن يوسف يكتب المرة تلو المرة إلى عماله في البلاد بالتشدد في نبذ الخوض  في شيء من علم الكلام. 
ويشرح ابن بيه خلفية موقف المرابطين من علم الكلام:
(ومما يدل على أن محاربة العلماء في العهد المرابطي لعلم الكلام إنما كانت لحجز العامة عن الوقوع في الشبهات فتفسد عقائدها من  تقدير لبعض أئمة الكلام لدى هؤلاء العلماء ويتجلى هذا التقدير بوضوح في الجواب الذي كتبه شيخ المالكية أبو الوليد ابن رشد في رده على استفسار أمير المسلمين علي بن يوسف عن أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانة أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية؟ فأجابه بأن هؤلاء أئمة خير وهداية وممن يجب بهم الاقتداء لأنهم قاموا بنصر الشريعة وأبطلوا شبه أهل الزيغ. وقد اشتهر بعض علماء المرابطين بمعرفة علم الكلام مثل الإمام الحضرمي المرادبي فقد وصفه القاضي عياض بأنه أول من أدخل علوم الاعتقاد إلى المغرب الأقصى وله فيها عدة مؤلفات منها كتاب التجريد ومن علماء الكلام في هذا العصر أبو الحجاج بن موسى الكلبي وهو تلميذ المرادي، قال عنه ابن بشكوال : من أهل التبحر والتقدم في علم التوحيد والاعتقادات وهو آخر أئمة المغرب فيه . والعبارة الأخيرة تدل على أن علم الكلام لم ينتشر في المغرب كثيراً كما انتشر في المشرق) . (6)

الإمام المجدد الشيخ سيدي باب وموقفه من التصوف 
ورد في مقال الشيخ وفقه الله:
(وجاءت قرون السيبة، وظل دعاة هذا المنهج موجودين ظاهرين، وجاء الاستعمار، فكان صاحب الاجتهاد الذي مهّد لوجود دولة مركزية -تمنع سفك الدماء وهتك الأعراض ونهب الأموال- حاملا للواء الدعوة إلى الكتاب والسنة : الشيخ سيديَّ باب -رحمه الله-). 
أتفق مع الشيخ في أن اجتهاد الإمام الشيخ سيدي باب كان موفقا وصائبا فقد كانت ثمرته استتباب الأمن بعد فترات طويلة من الفوضى وهيمنة القوي على الضعيف كما اتفق معه في كون الإمام باب كان من أكابر حملة الدعوة إلى الكتاب والسنة. 
وربما حمل بعض الدارسين دعوة باب ومنهجه التجديدي على محاولة تقديمه كما لو كان حاملا للواء السلفية النجدية. 
وهكذا قدم العلامة باب بصفته معاديا للتصوف وللتمذهب، غير أن هناك قراءة أخرى لموقف الشيخ سيدي باب من التصوف، وقد مر معنا جانب من موقفه من التمذهب. 
أما موقفه من التصوف فهو دعوة إصلاحية وليس إنكارا للمبدأ. 
 يقول الإمام باب : 
حقيقة الصوفي عند القوم   أهل الصفاء من دواعي اللوم
 العالم العامل في إخلاص    لا غير يا ملتمس الخلاص
  فباب في هذين البيتين إنما يتفق مع مشايخ التصوف على معنى وحقيقة التصوف ولو كان نبذ التصوف لما رأى فيه صفاء ولا إخلاصا،فقد ورث التصوف عن أبيه وجده وأخذه عن الشيخ أحمد بن الشيخ اسليمان الديماني وبعض مريدي الشيخ سيدي . ولطالما نادى أهل التصوف الخلَّص بما نادى به باب، ومن رجع إلى مقدمة (إحياء علوم الدين)، و(الرسالة القشيرية) رأى ما انتقد به الصوفية أدعياء التصوف، وعلم أن ليس كل من انتسب إلى مذهب أو نحلة كان ممثلا لها أو حجة عليها. نعم قد يكون باب أعرض عن بعض المظاهر التي قد يستقيم منهج القوم دونها، وقد يكون لاحظ بعض المخالفات وكل ذلك وارد، لكن باب عاش في ظروف خاصة، وكان يدير مجتمعات متناحرة أحيانا، وهو أوتي ملكوت القيادة، فكان يتصرف كما يتصرف رؤساء الدول والمصلحين الاجتماعيين وذلك يقتضي أن يتعامل مع الناس خارج دائرة العلاقة بين الشيخ ومريديه، فأراد تصحيح علاقته بالفقهاء والأمراء والعوام. وقد ذكر لي أحد الأكاديمين من أحفاد الشيخ سيدي باب العارفين بسيرته بأبعادها المختلفة أنه لم يكن يرفض من التصوف إلا ما يتجاوز الضوابط والقواعد التي وضعها القوم، وما خالفها ليس من التصوف حقيقة وأكد لي أن سلفيته بعيدة عن السلفية المعروفة اليوم، فموقفه مرده أساسا إلى ما رأى من استحالة خروج الزوايا عن هيمنة قوى اجتماعية أخرى كانت تسيطر على الحكم بقوة الرجال والسلاح. ولعل من مراجعه الفكرية في ذلك قصائد أبيه الشيخ سيدي محمد وخاصة الهمزية، فلم يكن أمام الزوايا إلا الهروب من الحياة العامة، والاكتفاء بما يقتضيه التصوف من زهد وبعد عن الدنيا ، لكن الأمر قد يفسر حسب بعض الدارسين الاجتماعيين أنه بحث عن ملاذ آمن بعيدا عن الخضوع للمتغلبين. ومن هذا المنطلق أراد باب تغيير هذه الصورة. كما أنه لم يكن يرفض أبدا علماء التصوف أحرى أن يكفرهم بل كانت له صداقات قوية معهم. وإلى جانب من هذا المعنى يذهب الدكتور حماه الله ولد السالم الذي يرى أن سلفية باب بن الشيخ سيدي قد تكون رفضا لسلطة الفقهاء واكتشافا لمجال تأويلي أوسع يسمح بالمناورة أمام المخالف في الملة.
 ويتحدث  الشيخ اباه بن عبد الله عن تصوف باب بصورة أوضح: (كان يقول في نثره ونظمه، إن التصوف علم وعمل وإخلاص ويحذر مما يخالف ذلك. وقال في ذلك: 
حقيقـةُ الصوفـي عنـد القوم أَهْلِ الصفاءِ مِنْ دواعي اللـوم
 العالمُ العـاملُ بالإخـــلاص لا غيـرُ يا مبتـغيَ الخـلاص
 والشيخُ في هذا الزمان الحاضر ليس كما تسمع في ابن عاشـر "
 يصحب شيخا عارف المسالك   يقيه في طريقيه المهالك
 وهكذا يشير إلى قلة الصادقين في هذه الأزمنة، وله في ذلك قطع مشهورة محفوظة. ولم يزل المحققون من الصوفية يَحُطّونَ على المنحرفين من المنتسبين إلى طريق القوم من غير التزام مذهبهم، حتى حمل القشيريَّ في رسالته على إنشاد قول القائل:
 أمـا الخيام فإنــها كخيامهم      وأرى نساء الحي غير نسائها
 وقال زروق: "أما الآن فلا خيام ولا نساء").  وهكذا يؤكد الشيخ اباه أن سلفية باب كانت دعوة لإصلاح التصوف كما دعا لذلك الخلص من القوم ولم تكن أبدا نبذا له. وهناك فرق شاسع بين نبذ بعض المخالفات أو المظاهرَ الدخيلة على طريق ومنهج القوم وبين التمسك بجوهر منهجهم الذي يعرفه باب وورثه عن أبيه وجده، فإذا كانت السلفية سلفية الشيخ سيدي باب الذي ترعرع ونشأ في أسرة بنت التصوف ونالت ما نالت من المجد بسببه، وكان مجلسه مجلس علماء ومشايخ الصوفية وعلاقاته بهم كانت علاقة أخوة وصداقة واحترام فتلك سلفية لا تناقض التصوف، مثل سلفية الشيخ بداه والمرابط محمد سالم بن عدود. (7)
 يقول الشيخ محمد الحسن بن الددو: "فالذي يوجد هنا الآن ليس سلفية محضة كما هو موجود بالخارج". 
الإمامان بداه وعدود
ورد في مقال الشيخ عبد الله نفع الله به:
(ثم جاء الاستقلال فكان أبرز علماء البلد رسميا وشعببا -على السواء- رجلين يحملان دعوة الرجوع إلى الكتاب والسنة: الشيخ الإمام: بداه بن البوصيري والشيخ العلامة: محمد سالم بن عدود) .
أنعم وأكرم بالشيخين والإمامين الجليلين الشيخ بداه البوصيري والمرابط محمد سالم عدود فقد كانا من أبرز علماء البلد بل والأمة وخدما العلم والسنة والدعوة ولكنهما لم يكونا وحدهما في الميدان فأضرابهما في العلم والفترة الزمنية من العلماء الأجلاء قدما أيضا خدمات جليلة للعلم وللسنة وللدعوة أمثال الشيخ اباه عبد الله والشيخ والشيخ عبد الله بن داداه والشيخ محمد الحسن أحمد الخديم والشيخ حمدن التاه والشيخ عبد الله بن بيه وغيرهم، إلا إذا كانت خدماتهم كانت لنشر البدع وفق مفهوم المخالفة.
إن قصر دعاة عرض التراث الفقهي على الوحيين على أسماء محدودة من علمائنا الأجلاء فيه من تضييق الواسع ما لا يخفى، وهذا يذكرني بتوصيف أحد الدعاة لمفهوم السلف عند السلفية المعاصرة، فالسلف عندهم، حسب هذا الداعية، يقصدون به الإمام أحمد ثم يقفزون إلى ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في القرن الثامن الهجري وربما أضافوا عالما أو عالمين من تلك الفترة ثم يقفزون إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثالث عشر الهجري ثم يقفزون إلى  بعض المشايخ في العصر الحديث. 

الاستقرار المذهبي جزء من الهوية السياسية والسيادية
تشمل سيادة الكيانات السياسية في الدول الإسلامية اليوم المذهب الفقهي والعقدى وكذلك القراءات.
فالموريتانيون ورثوا الفقه المالكي وطريقة الجنيد والأشعرية واستقر أمر الدولة على هذا كما استقر أمر الدول الإسلامية الأخرى على مذاهب عقدية وفقهية تبنتها الدوائر الرسمية ولا تسمح بتغييرها لأن محاولة تغييرها قد يؤدي إلى تشويش على العوام وربما تطور الأمر إلى فتن فكرية قد تتطور إلى صراعات سياسية اجتماعية تؤثر على استقرار وأمن البلد.
صحيح أن الدين وحي وليس منتجا محليا ولكن الذي استقر عليه الحال في البلد هو أيضا من الدين فلا معنى مثلا للسعي لاستبدال المذهب المالكي بمذهب فقهي آخر أو استبدال قراءة نافع بقراءة أخرى، 
أو محاربة التصوف الضارب في هذه البلاد لأن رؤية فكرية نبتت في بلد آخر تنكره.
نعم ينبغي نبذ التعصب والبعد عن منهج التمسك بما كان عليه الآباء دون تمحيصه فما كان عند الآباء ليس بالضرورة هو الحق المطلق ولكن ذلك لا يسوغ الثورة عليه فقط لأنه كان عند الآباء.
وفي هذا السياق أذكر حكاية فيها بعض الطرافة والمعنى فقد قال لي أحد الإخوة الأفاضل أن موريتانيا صلى بجماعة في الرياض وقرأ برواية ورش عن نافع فلما انتهت الصلاة سأله المصلون عن هذه القراءة فقال لهم إنها قراءة الإمام نافع فردوا عليه : الله لا ينفع بك.
كلمة أخيرة
جربت الأمة المعارك الباردة الطاحنة بين المدارس الإسلامية ولم تستفد من ذلك سوى التشتت وزيادة الفرقة.
أما آن للعلماء والدعاة أن يوجهوا الأمة إلى المشترك، وما أكثره، ويعيدوا النظر في مناهج الإقصاء واحتكار الصواب والحق وادعاء كل فرقة أنها تمثل الفرقة الناجية وحدها، فرحمة الله أوسع من ذلك وجنته عرضها كعرض السماوات والأرض.
كلمة خاصة لإخوتنا السلفيين: 
أنتم فرقة من فرق المسلمين نفع الله بكم الدين في مجالات معينة وأخطأتم في أمور معينة أخرى مثلكم مثل أهل التصوف وغيرهم، فلستم وحدكم من تمثلون منهج السلف.
كما ينبغي التفريق بين السلفية الشنقيطية الهادئة التي لا تقصي أحدا وتتعايش بهدوء وسلام واحترام مع المخالف وهي التي ينبغي تعزيز تجربتها،  والسلفية المعاصرة المستوردة الناطحة التي تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من أساليبها وطرائقها الدعوية، وقد بدأ ذلك. 
قد يقول قائل:والصوفية الشاطحة تحتاج أيضا إلى مراجعة، أقول نعم، التصوف ترهل ويشهد الكثير من المخالفات والإنحراف البين عن منهج القوم. 
وهذه المراجعات تحتاج إلى الحكماء والعلماء للتنادي لحوار جامع عنوانه التناصح الصادق بعيدا عن احتكار الحق وهدفه : الناجي منا يأخذ بيد أخيه. 
فالجمع أولي من الترجيح. 
وفضيلة االشبيخ عبد الله أمين هو أفضل من يتبنى هذه المبادرة لعلمه وصلاحه ولما قدمه للدعوة في الأطر التنظيمية وخارج الأطر التنظيمية. 
هذا والله تعالى أعلم. 

الهادي بن محمد المختار النحوي 

اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء
رب اغفر لي ولوالدي ولوالديهم ولجميع المسلمين 
والصلاة والسلام على الحبيب الشفيع سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
—---------------
المراجع
١- الخليل النحوي: كتاب المسائل العشرة

٣- محمد الحافظ بن المجتبى  : "الحديث الشريف : علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط"
٤-  تعرض جامع وكاتب هذه الفقرات لهذا الموضوع في بحث نشر قبل سنوات تحت عنوان: بين التصوف السلفية في بلاد شنقيط.
٥- الشيخ سيدي باب بن الشيخ سيدي "إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين"
٦-  محمد محمود بن بيه، "الأثر السياسي للعلماء في عصر المرابطين"
7- تعرض جامع وكاتب هذه الفقرات لهذا الموضوع في بحث نشر قبل سنوات تحت عنوان: بين التصوف السلفية في بلاد شنقيط.

أربعاء, 19/07/2023 - 16:22