كورونا: هل نتجه لتطبيق "مناعة القطيع"؟

يبدو ان العالم يسير بخطي حثيثة نحو تبني مقاربة مناعة القطيع، صحيح ان الامر لم يعلن رسميا بعد ان فشلت بريطانيا في ذلك التبني، إثر ضغوط هائلة تعرضت لها الحكومة في بداية الازمة، لكن الاحداث تؤكد وجاهة تلك المقاربة ويعود ذلك حسب رأيي للأسباب التالية:

• كورونا لم يكتشف له لقاح لحد الساعة و قد يبقي لفترة طويلة نسبيا وقد يتحول الي مرض مستوطن؛ • استحالة استمرار العزل الاجتماعي بسبب المشاكل الاقتصادية، وعملية عض الأصابع نتج عنها صراخ العديد من الحكومات، وتجلي ذلك في تخفيف الإجراءات الاحترازية بالرغم من استمرار انتشار الجائحة؛

• ارتفاع نسبة وفيات كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، فلو اقتصر العزل عليهم لوفر لهم الشباب مناعة القطيع وكانت الآثار الاقتصادية المترتبة بسيطة؛ • المجتمعات التي تكون قاعدة هرمها السكاني عريضة تملك فرصة أكبر لنجاح تلك المقاربة؛

• هنالك حالة وحيدة لا تكون هذه المقاربة مبررة فيها وهي اكتشاف لقاح فعال خلال أشهر. يبحث العالم اليوم سبل التعايش مع الفيروس خصوصا ان طرائق مكافحته الآن باهظة، ولا شيء يمنع من بقائه نشطا او معاودة انتشاره غدا في أقاليم ومدن قد تراجع فيها اليوم! نحتاج الي وقفة تأمل واستشراف للمستقبل، وعلى الجميع ان يدرك اننا نستنفذ الآن وقتا ثمينا لن يلبث ان ينفذ وعندها يجب ان نكون جاهزين لبدائل مقبولة.

جمعة, 24/04/2020 - 09:37