من حزب الدولة إلى أحزاب السياسيين.. حقبة الاستقلالية الحزبية

لكل عشر رئيس، تسارع التناوب فأدرك السياسيون أن الاستقلالية الحزبية مفتاح عبورهم للعشريات. فلو أبقى بيجل على حزبه للعب خلال السنوات الأخيرة دورا غير الذي لعبه. لقد كانت منت مكناس سباقة إلىإدراك جدوائية الجمع بين الاستقلالية الحزبية والدعم اللامشروط للرئيس وقد كان قطافها الذي تشكل الاستمرارية الوزارية رأس جليده، محفزا لآخرين على السير على دربها الذي تبينت مغانمه. تريد منت مكناس ما يريده السياسيون الذين يدورون في فلك الدولة لا يعارضون حاكما مدنيا أو عسكريا، منتخبا أو انقلابيا، لكنها تختلف عنهم في أنها أدركت قبل الجميع أن الاستقلالية الحزبية هي أحسن ضمان للوصول إلى ما تريد.

 

منت مكناس، ولد أمين، ولد حجب، ولد طالبنا، ولد أبو المعلي وآخرين، ستمكن الاستقلالية الحزبية هذه الأسماء من عبور العشريات، وإن استطاعوا منع الحزب الذي تحدد الرئاسة رئيسه -وهي عاجزة عن تحديد رؤساء بقية أحزاب الأغلبية- من الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان، سينتزعون مناصب وزارية مستحقة، وسيحفز ذلك كثيرا من كبار السياسويين على تشكيل أحزابهم الخاصة واعتماد خيار الاستقلالية الحزبية بعد أن تبين أنها آلية تعظيم واستمرارية المكاسب وأنها الضامن الأمثل لعبور العشريات المتلاحقة، إيذانا بالنهاية التدريجية لحقبة حزب الدولة المتغول.   

 

وفق الله وأعان

د. م. شماد ولد مليل نافع

 

 

أربعاء, 10/05/2023 - 12:21