في بداية الألفية وبالذات في 11 سبتمبر سنة 2001م ضربت أمريكا في عمقها الاقتصادي البرجين العالميين وأثناء التحقيقات فوجيء العالم بقصة هدا الحدث ينشر على شكل فيلم ويحكي تفاصيل استهداف البرجين...قبل هدا التاريخ بسنوات
بعد 20سنة يصحوا العالم على فيروس قاتل يسمى كورونا ينطلق من الصين إلى العالم لنجد لا حقا رواية أمريكية كتبت مند 39 سنة تتكلم عن فيروس يذكر بالاسم وحتى المدينة الصينية التي انطلق منها...
لا يمكننا حسب رأي فهم القضية إلا اذا رجعنا إلى التاريخ بصفته سلسلة من الأحداث يفسر بعضها بعضا..
بالرجوع إلى الواقع العالمي الذي تشكل بعد الحرب الباردة فإننا نجد أن سقوط الإتحاد السوفياتي لم يكن يعني مجرد سقوط نظام في الحكم معين، ولا مجرد انحلال تكتل بين دول، ولا مجرد تفتت معسكر يتحدد بكونه يشكل حلفا بين دول، ضد حلف آخر يتشكل من دول أخرى، بل لقد كان سقوط الاتحاد السوفياتي يعني أيضا، وربما في الدرجة الأولى سقوط نظام اجتماعي واقتصادي وفكري، نظام كان يطرح نفسه كمشروع ضروري للمستقبل:
بمشروع حضاري جديد، هو ما عبر عنه بـ ((النظام الاشتراكي العالمي)، وقد كان يبشر بعلاقات إنتاج جديدة، وبنظام سياسي محلي ودولي جديد، وبإيديولوجيا جديدة، بمعنى تاريخ جديد للإنسانية..
وقد دخل كما هو معروف في صراع مع النظام الرأسمالي، القائم آنذاك..
وكان الصراع بين النظامين يشمل الاقتصاد والسياسة، والقيم والفكر والعلاقات الدولية.. إلخ
وبما أن هذا الصراع لم يتطور إلى صدام مسلح على غرار الحربين العالميتين، بسبب الرادع النووي لدى الطرفين، فقد اكتسى صيغة صراع حول المناطق الإستراتيجية ومواطن الثروة، وأيضا صيغة صراع إيديولوجي استعمل فيه الدين والعلم والثقافة بصورة عامة..
إن سقوط أحد طرفي هذا الصراع، كان بدون شك (انتصارا) للطرف الآخر، ولما كان المعسكر الرأسمالي هو المنتصر فإنه لم ينظر إلى هذا الانتصار على أنه انتصار من نوع خاص، فهو لم يكن نتيجة مواجهة يتحمل فيها كل طرف نسبة من الخسارة، ولا نتيجة معاناة تحمل كل طرف على التكيف مع ما جريات المعركة ونتائجها، مما كان لابد أن ينتج عنه تغيير على هذه الدرجة أو تلك في كيانهما ورؤاهما وأساليب عملهما، كلا !
لقد كان انتصار مجانيا، بدون ثمن. كان في الحقيقة إلغاء للمباراة قبل إجرائها، بسبب إنسحاب غير متوقع لإحدى الفرقينلقد إنهار الاتحاد السوفياتي... ومعه المعسكر الشيوعي
أما المعسكر الآخر فقد بقي كما هو بكل عدته العسكرية والاقتصادية والإستراتيجية والعلمية والفكرية، وأيضا بقي في حالة تعبئة وتجنيد، ولكن بدون عدو. لقد خلت له الأرض وخلا بها، فصار وحده يطلب الطعن والنزلاء)
ولكن مع من؟
بمعنى أن أمريكا أصبحت تبحث عن عدو يحفظ لها توازنها ... وتأتي هجمات الحادي عشر من سبتمبر والأحداث للاحقة لتجد فيها أمريكا ضالتها المنشودة كذريعة لمحاربة لإسلام وان اختلفت التسميات التي تتخفي وراءها:إرهاب تشدد,اعتدال...
وهدا العدو قاسته على مقاسها وسمته: القاعدة وداعش وبعد عقدين من الزمن وتدمير دول وحضارت تعلن أمريكا للعالم أنها قضت على خطر داعش الارهابي..
لكن العالم بما فيه المواطن الأمريكي أصبح يعرف جيدا أن أحداث 11 من سبتمبر ماهي الا مؤامرة أرادت بها أمريكا التدخل في العالم الآخر وتشريع ضرباتها الاستباقية.... وهذا ما شاهدناه في العراق، وأفغانستان، وفلسطين، والصومال،..وسوريا وليبيا... واليمن..حتى أنها ظهرت كمواضيع تشغل المعاهد والجامعات نظريات مؤامرة 11 سبتمبر أو 9/11 هي مجموعة نظريات مؤامرة تحلل هجمات 11 سبتمبر..وقد توصلوا أنها إما: عمليات تم السماح بحدوثها من قبل مسئولين في الإدارة الأمريكية.. أو بلد آخر.. أو المخابرات الأمريكية.. وقام العديد من المتطوعين بتحليل الوقائع مثل حركة حقيقة 11/9
التي نشأت عنها نظريات سميت بنظريات المؤامرة...
والآن بعد إعلانها عن القضاء على داعش التي اخترعتها لتحفظ لها توازنها فأين ستتجه أمريكا؟
لم تعد الساحة العالمية كما كانت تتصور أمريكا فقد ظهرت مؤشرات لقوى جديدة أصبحت تغض من مضاجع الأمريكان وهي القوة الصينية القادمة التي ستتخذ مكانتها بلا منازع في القرن الواحد والعشرين...
وقد اعتبرت مجلة دير اشبيكل الألمانية أن الواقع مختلفا كليا عن ما قاله نائب الرئيس الأمريكي حيث أصبح لروسيا والصين تأثير كبير على الساحة الدولية من خلال السياسة والاقتصاد، مضيفة أن أمريكا لم تعد وحيدة على الساحة الدولية بل هناك دولا مؤثرة مثل روسيا والصين وإيران...
في أواخر العام الماضي 1991م ظهر في مدينة ووهان الصينية فيروس كورونا ومازال يكتس العالم يوما بعد يوما مخلفا وراءه آلاف الإصابات ومئات الموتى...
في نفس الوقت يتفاجأ العالم بنفس الأحداث في رواية أمريكية مند أربعة عقود...