ما ذكر وما نُسي من أخبار ميسي!

حدث ابن المدائن قال: مما رويت من أخبار الغابرين وأنباء الراحلين أنه في عام ظفر جند الكرة من أهل أرجنتينا على جند الكرة من إفرنجة الفرنسيس, حدثت لأهل موريتانيا أقضية عجيبة لم يروا لها مثالا من قبل!
قال من ذلك أن رجالا طلقوا أزواجهم بسبب الغيرة عليهن من صاحب أرجنتينا الذي كان لايبارى في اللعب وله قدم لا تجارى في الملعب. ففتن به وقطعن أيديهن.
وأما الرجال ممن لم يخطبوا لحداثة سنهم; بل أكثرهم لما يبلغوا الحلم, فاهتزوا طربا وأحدثوا في الحواري شغبا, ورام بعضهم وشم عضده ووشي شِقه, لفرط حبهم لذلك الشاب المتوج في دوحة قطر من أميرها بتاج النصر وبُرده وكأس زبرجده. فقد كان هو موسوما بالوشم والتصاوير والأصباغ القبيحة على مدى ذراعه الأيمن, وربما زاد فيه تحت القميص والإزار!
وقد استقبح الناس تلك الرسوم المطلسمة, وعدها المحققون من المُثلة المحرمة.
قال ومما نظره قضاة انواكشوط وروته الألسن ورسمته الأقلام بالخطوط, ما وقع في بيوت كثيرة من نزاع بين الآباء والأمهات في ذلك العام والذي يليه على تسمية مواليدهم باسم قائد كرة أرجنتينا المتغلب; ويدعى بين الناس "اليونيل ميسى", والله أعلم باسمه الحقيقي الذي لا يختلف اثنان على عجمته.
وروي أن رجلا أراد تسمية ابنه وقد عق عنه كبشا أقرن, باسم "محمد يونيل ميسي" فرفضت أمه وأخواله ذلك ولم يزالوا يرفضون والأب يصر إصرارا على اسم ولده ذاك... حتى رفعوا الأمر لقاضي تفرغ زينة; وكان اسمه القاضي أحمد ميسي. فلما وقفوا أمامه وتحاجوا, أخبرهم أن اسمه أحمد ميسي, لأنه ولد عام ميسي الذي يوافق سنة اثنتين وعشرين بعد الألفين من العيساوي, فسقط في أيدي أم الولد وأهلها, وقبلوا الصلح على أن يسجل المولود في قيود النفوس بالاسم الذي اختاره الأب, يدعى ويُرقَّص في الدار ونحوها بمحمد ميسي فقط. وإنما كان ذلك احتراما منهم لذلك القاضي ونزولا عند استحسانه للتراضي...

قال ابن المدائن: وقد روينا من طريق أخرى أن بعض أهل مدن موريتانيا اختلفوا وتنازعوا حتى استنفروا للحرب نفيرها وكادوا يتساقطون في حفيرها, بسبب 
ادعاء كل بلدة أن طائرة بطل كرة أرجنتينا وعصبته قد مرت من سمائهم وحلقت على أجوائهم. وتشعب ذلك النزاع وبلغ الغاية القصوى في الاتساع. حتى جاء أهل الحكومة والسلطان, معززين بذوي الخبرة في الطيران, 
فجمعوا المتخاصمين حولهم, وأخرجوا أقلامهم وطروسهم, وأبرزوا آلاتهم وبسطوا خرائطهم.
وبعد ما كان من الهرج والمرج, انتهى الحكماء إلى عدم جدوى الاتفاق للتعارض وتعذر الجمع بين مرور الطائرة "المسية" بكذا من القرى المتباعدة في جهتين تنحرفان عن خط الاتجاه الغالب لتلك الطائرة; اللهم إلا إذا كانت فرقة الأرجنتينا أمرهم أميرهم يونيل مسي بالتعرج حتى يمر على كل القرى التي يتبعه بعض أهلها. وهذا بعيد.
قلت: ومن عجائب هذه الحادثة أنه نمى إلى علمنا ووقع في سمعنا بعد تلك السنة أن الطائرة التي اختلفوا على محل مسارها وتيمنوا بمرورها, لم يكن فيها ميسي بنفسه ولا فيها وتد الذهب المعبر عنه بالكأس, لأن ميسي لا يسرج ولا يركب غير طائرته التي يملكها, وتلك قد أخفي مسارها حذرا, ولا يعرف من أي نواحي موريتانيا مرت. 
هذا وروى ابن المدائن في تاريخ عام ميسي: عن العدول أنهم شاهدوا الناس يقتنون بكثرة صور الميسي هذا وهو في فراشه يتبطن كأس الذهب أو يضمه ويتذرعه. وربما اقتنوا, في غرفهم أو على مرايا هواتفهم, صورته مع أهله, أو هو يرتشف كأسه أو يحتسي مدامته... 

ولله في خلقه تصاريف عجيبة
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وسلم.
انتهى.

أربعاء, 21/12/2022 - 09:44