41 مصنعا للأسماك في نواكشوط مهددة بالإفلاس

يعاني قطاع الصيد، و هو أحد أكثر قطاعات الإقتصاد الوطني حيوية ، من جلب العملة الصعبة إلى امتصاص البطالة، من مشاكل بنيوية جمة ، مشاكل يتعلق اغلبها بضعف البنية التحتية و غلاء فاتورة المتوفر من الخدمات اللوجستية، التي تستند عليها انشطة القطاع، مثل الطاقة و المياه و الصرف الصحي، فضلا عن مشاكل عدم توفر العمالة المدربة و غلاء البواخر ، بالإضافة إلى المشاكل الناتجة عن وجود ثغرات في الاتفاقيات مع الدول الشقيقة و الصديقة، يعمد الأجانب إلى استغلالها لمضايقة و تقليل استفادة المنتجين الوطنيين، لدرجة أنها تضخ الأسماك في الأسواق الأجنبية و تحرم منها السوق الوطنية، و توفر لهؤلاء الأجانب و السينغاليين منهم بالخصوص الفرصة و القدرة على منافسة الموريتانيين في الأسواق الدولية و .الإفريقية، بالاسماك التي تعطيهم هذه الاتفاقيات الحق في اصطيادها من المياه الموريتانية
ونظرا لتشعب مشاكل القطاع، فقد أرتأينا تخصيص هذا المقال لإنارة الرأي العام وصانع القرار الوطني حول المشاكل .الخطيرة التي يعاني منها المستثمرون في قطاع مصانع السمك في منطقة الجنوب -أنواكشوط
إذ تعاني مصانع السمك في منطقة الجنوب أنواكشوط من مشاكل القطاع العامة، ولكنها تختص بمشاكل خطيرة توشك ان تقضي عليها، وقد أدت حتى الآن إلى إغلاق أربعة مصانع، وسيؤدي عدم حلها حتما إلى إغلاق 41 مصنعا -لا زالت تقاوم .-قبل نهاية العام، وهو ما سيؤدي إلى تشريد 25 ألف عامل يشغلهم القطاع حاليا
ولقد نشرت قسم المصانع والمصدرين في الإتحادية الوطنية للصيد منطقة الجنوب، بيانا تفصيليا وضع من خلاله الرأي العام والحكومة أمام حقيقة الوضعية الكارثية التي تعيشها المصانع، والتي تضعها على حافة الإفلاس، ويمكن تلخيص :المشاكل التي عدد البيان التحذيري في النقاط التالية:

1. مشكلة ضعف الإنتاج :

معلوم أن رقم أعمال هذه المصانع يرتبط ارتباطا وثيقا بالإنتاج، وقد أدى قرار السلطات بوضع حد لنظام التخييم وحظر العمالة الأجنبية (العمال السينغاليين) إلى إطلاق رصاصة الرحمة على إنتاج الأسماك في منطقة انواكشوط، والذي خنقه .تشغيل ميناء تانيت بعد أن كان يشكل قطبا حيويا ومزدهرا

2. مشكلة الطاقة
تشكل فاتورة سوملك أحد أكبر الأعباء على ميزانية تشغيل مصانع السمك، وقد فاقم فرض ضريبة ثابتة جديدة تبلغ مليون .ومائتا أوقية من الوضعية المالية السيئة للمصانع وجعلها في وضع لا يمكن تحمله.

 

3. ندرة المياه 
تستهلك مصانع السمك كميات كبيرة من المياه، وقد فرض عدم توفر المياه على أصحاب المصانع شراء صهاريج المياه .بأسعار خيالية لضمان استمرار تشغيل مصانعهم
وبالنظر إلى العجز الواضح للشركة الوطنية للمياه عن توفير المياه اللازمة لتشغيل المصانع، فإن تدخل الحكومة العاجل .لمساعدة الشركة وتمكينها من القدرة على توفير هذه المياه بات مسألة حياة او موت للمصانع

4. الصرف الصحي
كان من الغريب حرمان مصانع السمك من شبكة الصرف الصحي الخاصة بسوق السمك في انواكشوك والتي مالها البنك .الدولي بغلاف مالي يصل إلى 20 مليون دولار أمريكي
وتعتمد المصانع اليوم على طريقة متخلفة للصرف الصحي، تتمثل في تأجير شاحنات وصهاريج لنقل المياه العادمة ....ومخلفات الأسماك

5. اتفاقية الصيد الموريتانية السينغالية لتزويد سينلوي بالأسماك .
لقد أدى هذا الإتفاق إلى مفارقة عجيبة تتمثل في أننا اليوم نزود الأسواق الأجنبية بالأسماك في الوقت الذي يعاني فيه سوقنا .المحلي من نقص فادح فيها
ولقد أعطى الاتفاق للصيادين السينغاليين 400 رخصة صيد، يمنحون موريتانيا 6 % فقط مما يعلنوا أنهم استخرجوه من منطقة صيدنا الخالصة، والواقع أننا لا نعرف الكميات والأنواع المصطادة لأن الاتفاقية قد منحتهم حق إنزال ما يصطادونه .في ميناء مدينة سينلوي السينغالية
وتطالب الاتحادية بمراجعة الاتفاقية بما يحفظ مصالح المستهلكين الموريتانيين، الذين باتوا يحرمون من السمك في .أسواقهم، والمصدرين الموريتانيين، الذين باتوا يتعرضون لمنافسة غير متكافئة مع أجانب يستغلون ثرواتهم بصفة قانونية

6. مشاكل البنوك 
لقد أدى التوقف شبه الكامل للإنتاج في مصانع السمك ومضاعفة أعباء التكاليف الثابتة إلى عجز المصانع عن الوفاء بإلتزاماتها تجاه البنوك، ينضاف لذلك ارتفاع الفوائد وعدم وجود برامج حكومية للتخفيف من الوضعية الصعبة التي .تواجهها المصانع
ويستوجب التغلب على هذه الوضعية تدخل الدولة السريع، وقد اقترحت الاتحادية أن يتم ذلك من خلال تدخل إنقاذي :للمؤسسات الحكومية المختصة عبر بوابتين
.

بوابة البنك المركزي فيما يخص التسهيلات الصرفية 
بوابة صندوق الإيداع و التنمية، من خلال تمويل اقتناء خمس بواخر لتزويد السوق المحلي بالأسماك و لتغذية مصانع * .التبريد

الأمين العام للاتحادية الوطنية للصيد بمنطقة الجنوب

عابدين سيداتي
 

أحد, 09/10/2022 - 16:28