داء التعليم... ودواؤه!

قانون توجيهي للتعليم لم يرض أحدا, وسيلتحق ب"إصلاحات" سابقة كانت كلها تجتمع في النهاية على إفساد التعليم وفشله الذريع.
السبب واحد هو "تسييس" التعليم وتجريده من طبيعته التقنية, وإبعاده عن روحه التربوية... حتى صار إلى ما صار إليه: أربع جزر موحشة: 
- تعليم أجنبي تغذيه وتدعمه بهدوء النخبة البورجوازية الميسورة الحال;
- تعليم تجاري يقوم على سرقة التعليم العمومي ولا "يلوح فيه" إلا سوء حال التعليم العمومي نفسه;
- تعليم فرانكفوني/ إفريقي خاص يكاد ينفرد بمجموعات معحددة من إبناء الضفة;
- تعليم حكومي (عمومي) متخلف ومهمل, يتميز بضعف المستويات وتغيب المدرسين وتدني مستوياتهم وسوء توزيعهم... ومن ثم أصبح معظم رواده من الأسر الفقيرة وتلك التي حرمها مجتمع ظالم من التعلم طول قرون...

 

الإصلاح ممكن

لو أراد أي نظام إصلاح التعليم لرأى طريقه محجة بيضاء لا يزيغ عنها إلا مغرض جهول:
١- تجريد التعليم من كل صبغة سياسية أو أيديولوجية وإسناد تخطيطه وتسييره وتطويره لخبراء فنيين هواهم الوحيد هو النهوض به, مخولين السلطة والاستقلال;
٢- حظر تعليم المرحلة الأساسية كلها, من الروضة إلى الثانوية, علي المدارس والمعاهد الخاصة, سواء كانت تجارية أو أجنبية... وجعلها عمومية بحذافيرها, يرتادها أبناء الكبراء والفقراء وكافة الشرائح دون استثناء ولا تمييز.
٣- توفير التأهيل والتكوين المستمر للمدرسين, وإعادة الرقابة والتدقيق في مستوياتهم بإصلاح مدارس التكوين وجعلها أداة حقيقية لكسب مهارات التدريس والتربية, وتصفية المترشحين للتدريس; بدلا من وضعها الحالي بوابة للتوظيف وللحد من البطالة!
٤- تحسين الأوضاع المادية والمعنوية, بمضاعفة رواتب وحوافز المدرسين, من جهة, وتوفير الاحترام والحماية لهم من كل إساءة وتطاول, ولاسيما في سوح عملهم من جهة أخرى...

خميس, 28/07/2022 - 20:30