خبير أمريكي: كارثة بيئية قد تنجم عن استخراج الغاز فى موريتانيا

قال الخبير الأمريكي في علم البحار، البروفسور ريك ستاينر، انه واعتبارا لخبرته لعدة عقود في مجال المخاطر البيئية الناجمة عن عمليات استخراج النفط والغاز في البحار، فانه يشعر بالقلق بشأن المخاطر المصاحبة لمشروع الغاز احمييم على الساحل الموريتاني والسنغالي والمنفذ من طرف شركة بريتش بتروليوم.

وأكد الخبير الأمريكي وأستاذ البيولوجيا البحرية في جامعة آلاسكا، فى حديث خاص مع أقلام، على أن المشروع يحمل مخاطر  جدية ويجب أن تكون شركة بريتيش بتروليوم والسلطات في موريتانيا والسنغال جادة للغاية في التعامل مع هذه المخاطر قبل ظهورها في شكل كارثة. فعمليات استخراج الغاز  سيكون لها تأثير مزمن على المجتمعات المحلية ، ويجب العمل علي التقليل من تلك التأثيرات. بالإضافة إلى ذلك ، هناك خطر حقيقي من الانبعاثات الكارثية للهيدروكربونات في البيئة البحرية ، مثل انفجارات رؤوس الآبار ، وتعطل خطوط الأنابيب ، والحرائق على متن السفن ، والانفجار ، وما إلى ذلك ، والتي يجب تقليلها جميعًا إلى أقصى حد ممكن. ومحذرا من أنه  فى حالة تشكل بقع زيتية سوداء يكون التدخل لحماية الكائنات البحرية بلا جدوى ومن المستحيل إصلاح الأضرار البيئية.

 الموقع  الذي اختارته بريتش بتروليوم  لبناء المنصة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ داخل المياه الموريتانية، وايضاً موقع خط الأنابيب/التدفق، هي أماكن واقعة داخل المنطقة البحرية الأكثر أهمية لبقاء الأنواع المعرضة للخطر. فتلك  المنطقة من المياه الموريتانية تعتبر منتجعا شتويا أساسياً لمجموعات كبيرة من الكائنات البحرية، وفى حالة حدوث تسرب ستكون تلك الكائنات البحرية عرضة للخطر. إذ ان 30% من أنواع الطيور البحرية Morusbassanus تهاجر من الجزر البريطانية الى السواحل الموريتانية شتاء. مشددا على ان الزيت والأسماك والماء والحياة البحرية لا يمكنها التواجد فى موقع واحد دون حصول أضرار.

واقترح الخبير الأمريكي على  كل من موريتانيا والسنغال إنشاء مجلس استشاري للمواطنين يتألف من أصحاب المصلحة من المواطنين المحليين لتوفير الإشراف المدني على GTA والمشاريع الخارجية الأخرى.  إذ لا تستطيع الحكومة وحدها توفير الإشراف الكافي أو الترخيص الاجتماعي لتشغيل المشروع.

 

ناقوس الخطر

 

وكان  فريق من الباحثين الدوليين من جنسيات مختلفة قد أشاروا فى  تقرير مشترك قبل أشهر  (اطلعت عليه اقلام) على ان بحوزتهم ادلة قوية على ان النظام البيئي الهش سينهار نتيجة التقييم الخاطئ الذي اعتمدته شركة بريتش بتروليوم  فى دراستها حول الأثر البيئي لعمليات التنقيب والاستغلال لحقول الغاز. المشتركة بين موريتانيا والسنغال.

وأشار الباحثون الى وجود تقديرات واخطاء جسيمة فى دراسة تقييم الأثر البيئي لعمليات التنقيب والاستخراج فى حقل الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال. وحذروا  من المخاطر المدمرة التى ستتعرض لها الثروة البحرية فى المياه الموريتانية على وجه الخصوص جراء بناء المنصات البحرية لاستخراج الغاز فى حقل احميميم اذا لم تبادر شركة بريتش بتروليوم الى مراجعة تقييمها للأثر البيئي لعملياتها.

ويعتقد الخبراء الدوليون فى مجال البيئة بان بريتش بتروليوم اخطات فى تفسير المعلومات التي جمعتها فى دراستها والمتعلقة بمنطقة خط الأنابيب ومنطقة التدفق المستقبلية. وهو ما سيشكل تهديدا للشعب المرجانية من فصيلة Lophelia والتي تشكل الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة لمجتمعات غرب أفريقيا، وتعد المياه الموريتانية موطنا لأكبر الشعب المرجانية في المياه الباردة فى العالم.

وعبر  فريق الخبراء  عن الأسف للتحليل الضعيف للنظام البيئي السطحي من خلال الدراسة التى اعتمدتها بريتش بتروليوم لتقييم الأثر البيئي والاجتماعي.

وشدد التقرير على وجوب إلزام الشركات النفطية بمراجعة وتصحيح التقييم الذي اعدته بشان الأثر البيئي لعملياتها والحلول المقترحة من طرفها خصوصا فيما يتعلق بالتسرب المحتمل للغاز وايضاً طريقة التخلص من النفايات الصناعية ونوعية المواد الكيميائية المستخدمة.

 

ثلاثاء, 17/05/2022 - 18:26