قال المحامي الموريتاني، الأستاذ امِّين ولد عبدُ الله، ان توقيع اتفاقية لتوريد المحروقات لموريتانيا مع الجزائر ليس هو الحل الأفضل بسبب حالة التبعية التي يخلقها ذلك وما قد يحمله من مفاجئات غدا.
واعتبر بأنه من الأفضل والأكثر أمانا لموريتانيا الاستمرار في تفضيل خيار توريد المنتجات البترولية من طرف الشركات الأجنبية التي تملك الوسائل والخبرات المطلوبة ، والاستفادة من الضمانات المقدمة من المؤسسات المصرفية.
وبرر ولد عبدُ الله طرحه هذا، في مقال بالفرنسية نشره في Le Calame، بأنه في عالم تعمل فيه الطاقة على ضبط حياة الدول وتنميتها وعملها ، فإن الاعتماد الكامل لبلد ما على بلد جار في هذا المجال الحيوي يخضع لمخاطر جسيمة ومتعددة. وفي حالة موريتانيا ، يمكن اعتبار أن التوقيع على اتفاقية لتوريد المنتجات البترولية مفيد ، لكن ذلك يجب ان لا يخفى عنا بأي حال الصعوبات التي يجلبها الاعتماد على الطاقة من الجزائر. وبالنظر إلى مشكلة الصحراء الغربية التي طالما أنها لم تجد حلاً نهائياً مقبولاً من الجميع ، ستظل عقبة أمام استقرار المنطقة.
وشدد المحامي على أهمية تعزيز العلاقات مع الجزائر ومشيدا بدعمها الكبير لموريتانيا في اصدار العملة الوطنية 1973 كما أن موريتانيا - وخاصة الرئيس الراحل مختار ولد داداه - بذلت الكثير من الجهود ، لا سيما على المستوى الدبلوماسي ، لجلب عدة دول أفريقية (مثل نيجيريا) لإقامة علاقات دبلوماسية مع الجزائر.
وبالنظر الى التقلبات التي ميزت العلاقات بين موريتانيا والجزائر ، فمن الواضح أنه كما هو الحال بشكل عام بين الدول المجاورة والشقيقة ، فانه بعد رفض الرئيس ولد داداه التخلي عن الاتفاقات مع المغرب بشأن الصحراء ، أعادت الجزائر بين عشية وضحاها جميع الطلاب الموريتانيين الذين كانوا يتابعون دراستهم على أراضيها.
نشير الى يتوقع ان يصل اليوم الى نواكشوط وفد جزائري برئاسة وزير الطاقة والمدير العام لشركة النفط الجزائرية سوناطراك لبحث التعاون مع موريتانيا في مجال التموين بالمواد البترولية، فى ظل إلغاء موريتانيا قبل أسابيع لصفقة للتموين بالمحروقات مع الشركة السويسرية Addax وعدم التعاقد مع مورد جديد في حين ينتهي عقد التموين الحالي بالمحروقات منتصف شهر ابريل المقبل.
لمتابعة النص الأصلي للمقال:
Faut-il approvisionner la Mauritanie en produits pétroliers par l’Algérie
