جرس الإنذار بين الرئيسين؟

يصر الرئيس السابق ولد عبد العزيز علي ممارسة السياسة من خلال الولوج إلي العمل الحزبي, ويصر خلفه وصديقه و وزير دفاعه علي تقليم أظافره من خلال التحقيق البرلماني الذي تحول إلي تحقيق قضائي, فيما يلتزم الرئيس غزواني الصمت كعادته منذ تسلمه مقاليد السلطة , بدأ الرئيس السابق يشكوا من مضايقات يتعرض لها , وأيا كان وبعيدا عن المزايدات و حرب البيانات و ليِ الأذرع بين الصديقين السابقين العدوين اللاحقين, يحسب للرئيس السابق أنه سلَم السلطة للرئيس المنتخب بدون ضجة تذكر , فمن حقه كأي مواطن موريتاني ممارسة العمل السياسي الذي يكفله الدستور .

بالعودة قليلا إلي مسلسل الخلاف بين الرجلين الذي انفجر لأول مرة- غداة عودة الرئيس السابق من رحلة خارجية قيل وقتها انه كان يتعلم لغة شكسبير- , حيث اجتمع بأعضاء حزبه الذي كان يحكم به, وهو الاتحاد من أجل الجمهورية,  كان اجتماعا ليليا هادئا , سرعان ما سخَن التفاهم بين الرجلين فطفت علي السطح حرب المرجعية , التي ركب عليها كثيرون واعتبروها سفينة إنقاذ لمستقبلهم السياسي , فأشعلت فتيل خلاف ما يزال قائما حتى الآن, تلاه مباشرة غياب الرئيس السابق عن الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال الوطني كأول احتفال في فترة الرئيس المنتخب , قد يعتبرها الرئيس غزواني طعنة من صديق طالما أعتبره رفيق درب في مسلسل ما بعد فترة حكم ولد الطايع , حيث أول انقلاب شاركا فيه جنبا إلي جنب, و لم يكن الأخير في سلسلة العمل المشترك بين الرجلين والرئيسين , حيث كانا جنبا إلي جنب غداة الانقلاب علي الرئيس المنتخب ديمقراطيا وبطريقة لاشية فيها رحمه الله , ظل الرئيسان السابق والحالي يحكمان  البلد , حتى قرر النظام القائم ممثلا في الرئيس السابق ولد عبد العزيز تسمية ولد الغزواني كمرشح للإجماع الوطني , اليوم بات من شبه المؤكد أن خلافات قوية ظهرت بين صديقي الأمس فهل يمكننا أن نعتبرهم عدوا اليوم؟.

بعد مسلسل من التحقيقات و الاستدعاءات المتتالية للرئيس السابق و ما رافقها  من رفض للتجاوب مع المحققين الذي يكلفه القانون باعتباره رئيسا سابقا للدولة علي خلاف بين فقهاء القانون.

اليوم مع مطلع عام جديد من أعوام كورونا العجاف,  سيشتغل جزء من الرأي العام الوطني حتما  بالتطور الحاصل في ملف الرئيس السابق علي  خلفية توقيع المشمولين  علي ما ورد في محاضر التحقيق. 

الأيام المقبلة ستجيب علي الكثير من الأسئلة حول مستقبل الرجل السياسي , الذي قابله الكثير من الرفض الرسمي , أما الشارع فينظر بكثير من التعاطف مع الرئيس السابق , الذي علي الأقل يحفظون له أسماء دكاكينه و أسماكه الذي حملت اسمه و مازالت ’حوت عزيز’ و’دكاكين عزيز’ .

الرئيس السابق حكم البلاد بكاريزما قوية جدا مازالت تطغي علي الشارع اليوم أكثر من أي وقت مضي.

في ظرفية حساسة وطنيا حيث حراك عقدويي التعليم , و شكاوي ساكنة تيفريت المتكررة من النفايات , و و ضيف العامين -موجة ثانية- عنيفة من كوفيد 19 لم تترك مشروعا الا جعلته كالرميم , يجد الرأي العام الوطني نفسه أمام صراع قد يطول بين الرئيسين فهل يؤثر ايجابيا علي حياة المواطنين اليومية ؟

محمد عينين ولد احمد

ainineahmed@gmail.com 

 

جمعة, 08/01/2021 - 16:45