صحف دولية: تحذيرات من خطر نشوب حرب شاملة بالشرق الأوسط

اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالهجمات التي شنتها إيران الليلة الماضية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ردا على قصف تعرض له مبنى ملاصق للقنصلية الإيرانية بدمشق، مطلع أبريل/نيسان الجاري مما أدى لمقتل مقتل 7 من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، بينهم القيادي البارز محمد رضا زاهدي،  محذرة من التداعيات المحتملة لذلك التصعيد.

ففي تعليقها على الضربات الإيرانية، قالت مجلة إيكونوميست إن الإسرائيليين يعيشون الآن ليلة مرعبة وهم يتساءلون عما إذا كانت لحظة الحقيقة قد حانت.

وفي وقت سابق من اليوم نفسه، صعد جنود إيرانيون على متن سفينة في مضيق هرمز قالت إن لها صلات بإسرائيل.

ولكن المجلة البريطانية وصفت الضربات الصاروخية وموجة الطائرات بدون طيار بأنها تمثل تصعيدا أكبر بكثير، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها.

ورغم أن إسرائيل قادرة على التعامل بشكل شبه مؤكد مع التهديد المباشر –وفق تحليل المجلة- فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن أن تنتقم، مع احتمالات جر المنطقة وأميركا إلى حرب شاملة.

ونقلت عن مصدر عسكري أميركي –لم تذكر اسمه- أن إيران ووكلاءها قد يسعون، في أسوأ الحالات، إلى اجتياح الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قائلة "إنهم يريدون إبقاء الإسرائيليين في حالة تخمين"، ومع ذلك، فإن احتمالات نجاحهم في تحقيق هذا الهدف منخفضة.

واعتبرت إيكونوميست أن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل يتجاوز خطا جديدا، مما قد يضطر إسرائيل للانتقام، وهو سيناريو "ليس مضمونا على الإطلاق".

 

 

 

تشغيل الفيديو

 

 

كافة الجبهات

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقد حذرت، في مقال لمحللها العسكري عاموس هاريل، من أن الهجوم الإيراني سيشعل الحرب على كافة الجبهات.

وعزا الكاتب تأخر طهران في الرد على قصف مجمع سفارتها في دمشق إلى التحذير الذي وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى القيادة الإيرانية من مغبة الانتقام من مقتل القائد الكبير في الحرس الثوري الجنرال محمد رضا زاهدي في العاصمة السورية مطلع الشهر الجاري.

وذكر هاريل في مقاله أنه ليس هناك ما يوحي بأن تحذير بايدن ردع الإيرانيين عن القيام بأي عمل، أو أنهم كانوا سيكتفون بالاستيلاء صباح يوم السبت على سفينة شحن ذات صلة غير مباشرة بإسرائيل في خليج عمان.

وأعرب عن اعتقاده بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل حاليا قد تتفاقم أكثر، كما يتضح من التغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي صدرت مساء السبت.

وقال إن تحذيرات بايدن وحشده القوات الأميركية في المنطقة ينطوي على مشاكل متعددة طويلة المدى؛ فهو يدل أولا على اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة، "بينما، للمفارقة، أن حكومة نتنياهو تبذل منذ أشهر كل ما في وسعها لإيذاء الرئيس الأميركي وإهانته".

وثانيا، على الرغم من تهديدات واشنطن، فمن المشكوك فيه جدا أن تقرر إيران التراجع، الأمر الذي سيلقي علامة استفهام على استعراض القوة الأميركية. ثالثا، لا يزال بإمكان طهران اختيار طرق بديلة أو إضافية للانتقام، مثل ضرب أهداف إسرائيلية في الخارج.

ولفت الكاتب إلى أنه في حال رأت إسرائيل الانتقام من هجمات إيران، السبت، فإن طبيعة الرد سوف تعتمد على التحركات الإيرانية، فضلا عن الموقف الأميركي، مشددا على أن الدعم الأميركي ليس هدية مجانية، وستكون هناك حاجة إلى الأخذ في الحسبان اعتبارات الإدارة الأميركية.

وأضاف أن الأمر الواضح بالفعل هو أن شيئا أساسيا قد تغير في حسابات إيران. ويبدو أن القيادة الإسرائيلية، وكذلك المؤسسة الأمنية، لم تأخذ ذلك في الاعتبار.

ومن الواضح أيضا –وفق مقال هآرتس- أن هذا الأمر يرتبط بانطباع إيران بأن إسرائيل قد ضعفت، وغرقت في حربها ضد حماس، وأن من الممكن الآن أن تتعرض لضربة مباشرة.

الخط الأحمر

وفي المقال الذي نشره موقع ذا هيل الأميركي المتخصص في شؤون الكونغرس والبيت الأبيض، قالت تارا سونينشين، الباحثة في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، إن إيران ربما تكون قد تجاوزت للتو "الخط الأحمر" من خلال إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل.

أحد, 14/04/2024 - 15:59