هل تؤثر الاحتجاجات فى السنغال على استخراج الغاز المشترك مع موريتانيا

مع تصاعد الاحتجاجات السياسية في السنغال، وتحوّلها إلى العنف، أصبحت مشروعات الطاقة، وفي مقدمتها مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، المشترك مع موريتانيا، على المحك، لا سيما مع توقعات حدوث هزة اقتصادية عنيفة في البلاد.

ويواجه المشروع الغازي المهم أزمة مستمرة منذ نحو عامين، إذ كان من المقرر بدء الإنتاج منه في أبريل/نيسان (2022)، إلّا أن التعقيدات المالية والإدارية -وكذلك السياسية- حالت دون انطلاقه في موعده.

وقد تُجبر الأحداث المتصاعدة -حاليًا- السنغال على مخالفة التوقعات الأخيرة للخبراء، المتعلقة بتحقيق طفرة اقتصادية قوية، من وراء الخطوات الثابتة في مجال الطاقة، مع اقتراب خروج عدد من المشروعات إلى النور، وفي صدارتها مشروع تورتو أحميم للغاز.

واشتعلت الاحتجاجات في الدولة الأفريقية، في أعقاب إعلان تأجيل الانتخابات الرئاسية، التي بموجبها سيختار المواطنون رئيسهم الجديد، الأمر الذي ألقى بظلال قاتمة على المشهد السياسي، مع تحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف، قد تعاني الدولة ويلاتها لمدة طويل

مع تحول الاحتجاجات السياسية إلى شكل أكثر تطرفًا، يهدد بتعطيل المشروعات الكبرى، مثل مشروع تورتو أحميم للغاز المشترك بين السنغال وموريتانيا، تتصاعد المخاوف بشكل تأثير تأجيل الانتخابات في قطاع الطاقة في البلاد عمومًا.

ويعاني مشروع الغاز المشترك في الأساس من التأخيرات المتتالية، التي يحاول البلَدان تجاوز أسبابها، إذ إنهما اتخذا في 19 يناير/كانون الثاني الماضي 2024، قرارًا عاجلًا، بشأن الحقل، الذي يتطلع إلى بدء الإنتاج خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وقررت كل من السنغال وموريتانيا إجراء تدقيق مالي لتكاليف المشروع، بجانب وضع نظام جديد للمتابعة الدقيقة، بعدما تأخَّر بدء الإنتاج من المشروع قرابة عامين، إذ كان من المنتظر بدء الإنتاج في أبريل/نيسان 2022، إلّا أنه واجه تحديات أدت إلى تأجيله، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة بي بي

ومن المنتظر تطوير مشروع تورتو أحميم للغاز، بإنتاج الغاز من نظام تحت سطح البحر بالمياه العميقة، وسفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة بمنتصف المياه، والتي ستتولى المعالجة وإزالة المكونات الهيدروكربونية الأثقل، قبل نقل الغاز بعد ذلك إلى منشأة الغاز المسال العائمة.

اثنين, 12/02/2024 - 15:43