إبادة غزة.. سلاح الطاقة

ما يحدث في غزة إبادة جماعية، من لم تقتله نار مستعرة مات على نار هادئة، مرضا، جوعا أو عطشا. تحدث هذه الإبادة ليس فقط بمباركة غربية بل –بعد أن أظهرت حكومة نتنياهو عجزها وفقدت مصداقيتها- تشرف الولايات المتحدة بنفسها مع القادة العسكريين على إدارة حرب الإبادة، والتي لن تتوقف حتى نوقفها بحمل الشعوب الغربيةفالحكومات على تغيير موقفها.
 
علينا أن نساعدهم على معالجة تكلس المشاعر عبر مستقبلات الجيوب. يكفي لتحقيق ذلك أن تقرر الدول العربية المنتجة للنفط والغاز والتي تعتبر نفسها معنية بحياة الفلسطينيين –السعودية، قطر، الكويت والجزائر- خفض إنتاجها اليومي من الطاقة بما يعادل مليون برميل إضافية مع فجر كل يوم إبادة، ستدرك حينها الشعوب الغربية أنها تدفع فاتورة إبادة سكان غزة وأنها أيضا باستمرار ذلك تخسر بشكل غير مباشر حرب أكرانيا لأن سعر النفط يلعب دورا محوريا في قدرة روسيا على تمويل الحرب.  
 
أصبح ذلك ممكنا بعد أن تبين خلال السنوات الماضية أن السعودية خرجت من العباءة الأمريكية وأنها تقرر إنتاجها النفطي بناء على تقديرها للمصلحة، ولاشك أن المصلحة اليوم هي وقف هذه الإبادة التي لن تتوقف انتظارا، وإنما نتيجة لقراراتنا العسكرية والسياسية والاقتصادية والتي يجب أن تتضافر وتتسارع.
 
وفق الله وأعان 
د. م. شماد ولد مليل نافع

ثلاثاء, 17/10/2023 - 20:25