اننا في منظمة السلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة في موريتانيا -منظمة غير حكومية- نقوم بجهود في مجال كشف المخاطر البيئية و الصحية منذ العام الماضي, وفي هذا الاطار قمنا بزيارات ميدانية لنقف على الاليات المستخدمة في التعدين الأهلي في مدينة الشامي كأقرب مركز للمعالجة من العاصمة ولكونه أيضا الأكثر نشاطا وارتباطا بالذهب, نحاول اليوم في هذا المقال تشخيص التعدين والتوغل في حيثياته لفهم المخاطر البيئية والصحية ثم نقدم مقترحات علمية وعلمية تحافظ علي البيئة وصحة العالمين في المجال وتضمن للمستثمر أيضا الاستمرار في نشاطه ,وتنفع الباحثين وتمكث في الحقل البحثي الوطني بعيدا عن سياسة الكيل و الاتهام لهذا وذاك ونضع خبراتنا تحت تصرف الدولة وان كنا نأخذ على الجهات المعنية نقصا في التواصل معنا كجهة مدنية متخصصة ومعروفة بكتاباتها في المجال وتمتلك القدرة وبعضا من التجربة في المجال من خلال تأليف رئيسها لأول كتاب في موريتانيا عن السلامة والصحة في البلد ويتضمن دراسة ميدانية في مدينة الشامي القلب النابض للذهب في موريتانيا.
بدأ النشاط التعديني في موريتانيا بداية العام 2016 من خلال طرق كانت حينها بدائية هي الكشف عن الذهب من خلال جهاز كاشف المعادن من خلال موجات كهرومغناطيسية تخترق التربة لعمق رأسي يتراوح بين 20-50 سم–التعدين السطحي ثم تطور الي مرحلة الحفر في باطن الأرض وتتبع العروق وجمع الخامات ومعالجتها بالزئبق ثم مرحلة مجيئ شركات تعتمد على خبرات أجنبية تتمثل في معالجة مخلفات التربة التي لم يتمكن الزئبق من استخراج الذهب-مخلفات المعالجة بالزئبق- من خلال أحماض الكبريتيك ثم وجود مصانع تستخدم أحواض مادة أسيانيد , هنا و لفهم التأثيرات البيئية والصحية يجب علينا حتما التعريف بهذه المواد المستخدمة كل علي حدة ومن ثم تأثيراتها ونضع إجراءات احترازية للحد من تأثيراتها على المدي القريب والمتوسط وكذا البعيد.
1-الزئبق:
استخدم الزئبق منذ عصر الرومان في تعدين الذهب لذهب والزئبق مع بعضهما لاستخراج الذهب الخالص، ثُمّ يُصقل في وقت لاحق للحصول على ذهب أكثر نقاوة، أمّا الزئبق فإنّه يتبخّر في الغلاف الجوي، قد يخلّف الزئبق آثاراً سامة على الجهازين العصبي والهضمي وجهاز المناعة، وعلى الرئتين والكليتين والجلد والعينين. وتعتبر منظمة الصحة العالمية الزئبق واحداً من المواد الكيميائية أو زمر المواد الكيميائية الرئيسية التي تثير قلقاً كبيراً في مجال الصحة العمومية.
بالنسبة للتأثيرات الصحية فان عنصر الزئبق سام بالنسبة للجهاز العصبي المركزي والمحيطي، ويمكن أن يخلّف استنشاق بخار الزئبق آثاراً ضارة على الجهازين العصبي والهضمي وجهاز المناعة وعلى الرئتين والكليتين، وقد يكون قاتلاً. وتسبب أملاح الزئبق غير العضوية تآكل الجلد والعينين وقناة الجهاز الهضمي، وقد تتسبب في تسمّم الكليتين في حالة تناولها. وقد يُلاحظ حدوث اضطرابات عصبية وسلوكية عقب استنشاق مختلف مركبات الزئبق أو ابتلاعها أو تعرّض الجلد لها، ومن أعراضها الإصابة بالارتعاشات والأرق وفقدان الذاكرة وتأثر الأعصاب والعضلات والشعور بالصداع وتعرّض الوظائف المعرفية والحركية للخلل.
ان اهم الطرق للوقاية من أثار الزئبق الضارة بالصحة، هي الترويج لاستخدام الطاقة النظيفة ووقف استخدام الزئبق في تعدين الذهب وإلغاء تعدين الزئبق والتخلّص تدريجياً من المنتجات غير الأساسية الحاوية عليه.
2- أحماض الكبريتيك
يُستخدم حمض الكبريتيك لفصل الذهب عن الفضة من خاماته، حيث يوجد الذهب والفضة في نفس الخامات في الطبيعة ويتم فصلهم بتجزئة الخام أو طحنه ثم معالجته بطرق كهروكيميائية أو كيميائية
اعتمدت هذه الطريقة لمعالجة الذهب والحصول عليه من سبيكة الذهب والفضة وطورت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1867م وتم إنشاء مصانع لتوظيفها للعمل خاصةً بالقرب من المناجم.
اعتمدت هذه الطريقة لمعالجة الذهب والحصول عليه من سبيكة الذهب والفضة وطورت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1867م وتم إنشاء مصانع لتوظيفها للعمل خاصةً بالقرب من المناجم.
التأثيرات:
إذا استنشق الانسان بخار هذا الحمض فقد يحدث عنده اضطراب حاد في الجهاز التنفسي وقد يصل التأثير الى تلف الرئة وإذا لامس جلد الانسان قد ينسلخ الجلد تماما.
ينصح هنا لسلامة المستخدم أن توفر له تهوية جيدة وارتداء نظارات واقية وكذا لاحتفاظ بهذا الحمض بعيدا عن أي مصدر للاشتعال.
3- اسيانيد
وفي هذه العملية يتم معالجة غبار التربة المحتوي للذهب بكميات قليلة على شكل غبار ورمل، ثم يتم دمج غبار الصخور المتراكم في أعمدة أو أكوام مع محلول سيانيد الصوديوم والذي يعمل على فصل حمض الذهب عن غبار الصخور وينقله في سائل التسرب الحمضي في صورة مرتبط كيميائيًا.
محمد عينين احمد
رئيس منظمة السلامة والصحة المهنية ولمحافظة على البيئة في موريتاني
مؤلف كتاب السلامة والصحة المهنية في المناجم بموريتانيا
يتواصل
