التحديات البيئية في موريتانيا

يصادف الخامس من يونيو من كل عام الْيَوْم العالمي للبيئة , يحتفل العالم بهذا الْيَوْم وتتزين الشوارع بالخضرة وتقام الاحتفالات في الساحات العمومية في المدن الكبري ، التي تعتبر الساحات العمومية والمنتزهات المتنفس الأهم فيها ، قد يأخذ تخليد هذا الْيَوْم العالمي الذي دأب العالم علي الاحتفاء به منذ العام 1972 تاريخ إنشاء برنامج الأمم المتحدة للتنمية UNEP أشكالا أخري منها غرس الأشجار ، وتنظيف الشواطئ ، وتنظيم ندوات علمية كبيرة ،  الهدف منها هو  إلي شد انتباه المواطنين والفاعلين التنمويين و الجمهور عموما إلي القضايا المتعلقة بالبيئة ، وتستغلها الحكومات لتأكد التزامها بالمواثيق الدولية في هذا الإطار، و هي مناسبة حول التقييم الموضوعي لما تحقق حول حماية البيئة بشقيها البري والبحري , بالعودة إلي النقاط التي تأخذها الحكومة علي عاتقها والتي منها مراقبة أنشطة الشركات التي تستغل المعادن ، باعتبارها مصدرا أساسيا للانبعاثات الهوائية التي تضر بالمجال البيئي عبر ثقب الأوزون التي تؤدي إلي ارتفاع حرارة الأرض من خلال اختزالها لثقب الأوزون الشيء الذي يتسبب في عودة هذه الغازات السامة إلي الأرض مما ينتج عنه ارتفاع حرارة الأرض وانتشار الأمراض بفعل هذه الغازات السامة المنبعثة من المصانع والسيارات والأدوات المنزلية خاصة المبردات والمكيفات, من المعلوم أن الغلاف الجوي يشكل منه عنصري الأكسجين والازوت 99% لكن النسبة المتبقية أي 1% قد تسجل عناصرها سمية قاتلة في بعض الأحيان.

ان العالم اليوم يشعر أكثر من أي وقت مضي أن البيئة العالمية تواجه تحديا خطيرا، وأن الكوارث البيئية لا يمكن التصدي لها بعد حدوثها مستحضرين المثل القائل " الخطأ في المريض يموت المريض والخطأ في البيئة لا يموت أبدا ".

 

وتختلف الفوارق بين الدول كل حسب فهمه لأهمية البيئة والتغيرات والمناخية والمخاطر المحدقة بها، ففي أغلب بلدان العالم لا تكاد تمر هذه المناسبة من دون إقامة ندوات ومحاضرات وتجمعات حول البيئة الهدف المباشر منها تثقيف المواطنين بيئيا، من هنا تأتي أغلب أنشطتهم من المدارس والاعداديات والثانويات وحتى الجامعات، ممولة من طرف الدولة ونشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن البيئة والتنوع الحيوي الذي يعاني من اختلالات كبيرة نتيجة التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث البيئي في كل العالم.    

إن     المحافظة على البيئة وجعلها أولوية ككل دول العالم مسؤولية الجميع، على الإعلام سواءا الرسمي منه أو المستقل أن يسلط الضوء على الظواهر البيئية ومشاكلها التي لا تنتهي واعتقد جازما أنها لن تنتهي إذا استمر الحال على ما هو عليه، على المنظمات الناشطة بالميدان تنظيم ندوات وتظاهرات وملتقيات تجمع أكبر كم من الخبراء الحقيقيين والمهتمين لدراسة سبل تقوية التوعية والتحسيس البيئي.

ولأننا أمام حدث تاريخي في بلدنا يتمثل في استغلال الغاز هذا العام وما له من تبعات بيئية تشكل هاجسا مخيفا على بيئتنا البحرية خاصة التنوع لبيولوجي.

هنا وفي هذه المناسبة العالمية نوصي ببعض الأمور الاستعجالية مثل:

-أحزمة خضراء تحيط بالمدن الكبرى وتنتشر على طول الطرق الرابطة بين المدن

 - تقنين الممارسات الضارة بالبيئة بشقيها البحري والبري: قطع الأشجار أو أنواع منها مهددة بالانقراض، الصيد الجائر لأنواع من الأسماك تحاشيا لندرتها أو انقراضها.  

-الحد من التسربات التي تكون الشواطئ عرضة لها الشيء الذي يودي بحياة أعداد معتبرة من الحيوانات البحرية وبالتالي تدمير البيئة البحرية 

-مراقبة المصانع وكل المصادر المحتملة للانبعاث الحراري من شركات نفط ومعادن وإرغامها على انتهاج سياسات بيئية واضحة، وإرغامها على الاستفادة من التكنولوجيا في هذا المجال. 

 

محمد عينين ولد احمد

ناشط في مجال السلامة والصحة المهنية والبيئة

ainineahmed@gmail.com

.

أحد, 04/06/2023 - 14:34