الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس الراحل اعلي ولد محمد فال

تمر اليوم اليوم الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس الراحل البطل الشجاعة المخلص والوفي لوطنه العقيد اعلي ولد محمد فال الذي وفاه الأجل المحتوم أثناء قضاء عطلة نهاية الأسبوع في ولاية تيرس زمور شمال العاصمة . 

وشيع الآلاف من الموريتانيين جثمان الرئيس الراحل في ساحة مسجد بن عباس في العاصمة نواكشوط إلى مثواه الأخير وسط حضور شعبي حاشد قل نظيره في تاريخ الدولة الموريتانية .

حكم الرئيس الراحل اعلي ولد محمد فال البلاد في الفترة الانتقالية ( 2005 - 2007م ) بعدة الإطاحة بسلفة الطاغية معاوية ولد سيد احمد الطائع في 3 أغسطس 2005م وفي تلك الفترة استطاع الرئيس الراحل النهوض ببلاده في كافة مجالات الحياة 

بدا بانصاف أصحاب المظالم الكبرى أذكر منهم على سبيل المثال فرسان التغيير الذين نفذوا المحاولة الانقلابية في 3 من يونيو 2003م ضد سلفه معاوية ولد سيد احمد الطائع 

حيث اطلق سراح العشرات من الذين حكم عليهم بالسجن المأبد من بينهم صالح ولد حننا ، عبد الرحمن ولد ميني ... إلخ 

كما عاد أيضا من فرسان التغيير أربعون عناصرا من التنظيم ويتصدر هؤلاء الرائد محمد ولد شيخنا القائد الميداني لتنظيم فرسان التغيير الذي تبنى خيارا عسكريا لإسقاط نظام الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع .
 
ومن بينهم رجل الأعمال والسياسي البارز المصطفى ولد الإمام الشافعي، الذي كان مقيما في بوركينا فاسو، وتتهمه سلطات نواكشوط السابقة بدعم وإيواء فرسان التغيير .

حيث أُسس في الفترة الانتقالية ورخصة لفرسان التغيير حزب سياسي يدعى حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني " حاتم " في 26 يناير 2006.

وفي مجال ترسيخ الديمقراطية في تلك الفترة رخصت لكل من حزب الصواب الذي يعتبر امتدادًا لحزب الطليعة الوطني الذي تم حظره في إطار سلسلة من سلسلات التضييق ومصادرة الحريات 1999م التي كانت هي أهم مبدأ في استراتيجية الرئيس السابق معاوية ولد الطايع .

ومن جهة أخرى استطاعة حكومة المجلس العسكري للديمقراطية في تلك الفترة استحداث لجنة وطنية لحقوق الانسان وسلطة عليا للصحافة والسمعيات البصرية ، ووضعت الإطار القانوني لمؤسسة زعيم المعارضة، وأرست دعائم الشفافية في تسيير المال العام بإنشاء المفتشية العامة للدولة المكلفة بمحاربة الفساد المالي والاقتصادي .

وفي مجال تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، زادت حكومة المجلس العسكري مع مطلع العام 2007 رواتب كافة الموظفين وعمال الدولة زيادة وصلت إلى الضعف ، وهي أعلى زيادة في الأجور في تاريخ البلاد.

كما تمكنت من إلغاء 900 مليون دولار من الديون الخارجية لموريتانيا أي ما يقارب نصف مديونية البلاد يومها، موازاة مع إعداد وتنفيذ برنامج اقتصادي استعادت موريتانيا بفضله ثقة الممولين وحققت أعلى نسبة نمو في إفريقيا سنة 2006 .

وبعد أول تناوب سلمي على السلطة في تاريخ البلاد في 19 من أبريل 2007م بعد فوز الرئيس المنتخب حينها سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رحمة الله عليه في استحقاقات رئاسية فريدة من نوعها ، وكان الرئيس الراحل اعلي ولد محمد فال أول من يتنازل عن الحكم لصالح المدنيين في تاريخ البلد والثاني عربيا بعد الرئيس السوداني السابق المشير عبد الرحمن سوار الذهب ..

وقد تعرض الراحل ولد محمد فال لأبشع و شتى أنواع الظلم وأبشع الإهانات من قبل النظام السابق حيث  منع الراحل من الحصول على امتيازاته وحقوقه التي منحها له القانون كرئيس سابق ، حيث خاطب محاميه حينها الرئيس الحالي للجنة الوطنية لحقوق الإنسان الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني قائلاً :

" أنا لا أريد المال، ولست محتاجا له ، وإنما أريد حقي فقط، وسأوزعه على الفقراء والمساكين "

ومن الإهانات والمضايقات التي تعرض لها الراحل ولد محمد فال من قبل النظام السابق بسبب مواقفه السياسية النبيلة والشجاعة ، اتجاهه واتجاه عائلته من انقطع التيار الكهربائي عن منزله ، ومنع أبنائه الأكفاء من التوظيف ،

وكان الرئيس الراحل اعلي ولد محمد فال من أبرز من 
وقف ضد انقلاب 6 أغسطس 2008م الذي قاده الرئيس السابق الجنرال محمد ولد عبد العزيز على أول رئيس مدني منتخب الفقيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رحمة الله عليه ، وأنخرط الراحل ولد محمد فال في صفوف المعارضة الديمقراطية حتى يوم انتقال روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى في مثل هذا اليوم من عام 2017م .

رحمه الله الرئيس الراحل العقيد اعلي ولد محمد فال وأسكنه فسيح جناته وتقبله مع الذين أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا وجزاه عن هذا الوطن خير الجزاء .

أربعاء, 05/05/2021 - 18:44