تجربة ولد عبد العزيز فى الحكم ...

أنا شخصيا لا أعرف ولد عبد العزيز جيدا،بحكم محدودية الاحتكاك،لكنى تعمدت الحرص على اللقاء معه،بدافع التعرف،و لو نسبيا، على هذه الشخصية المثيرة،التى تضررت منها و تضرر منها شعب برمته.

أجل تضررت منه شخصيا، بحكم معارضتى لانقلاب 2005 و كذلك انقلاب 2008، و جل محطاته فى الحكم،و خصوصا فترة تفاهمه مع ولد بوعماتو،فقد تم الزج بي فى السجن، و فى ظروف متنوعة ثقيلة و معتمة،و رغم ذلك استقبلنى فى مكتبه بالرئاسة، يوم الثلثاء ،يوم 8/8/2017،مباشرة بعد إجازة التعديلات الدستورية المثيرة،و كان هذا اللقاء بحق، لقاءً وديا طيبا،اتسم فيه بالهدوء و الخلق الرفيع و التعبير لى عن كامل التقدير و الروح الأخوية.

و لكن عموما اتسمت تجربة ولد عبد العزيز باستغلال النفوذ،و فى أغلب الأحيان الشدة على الخصوم،و خرج من كل تلك الفترة، ثريا غنيا بامتياز،على حساب شعب فقير مغبون،و رغم ما يقال من مثل عربي أصيل معبر:"قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق"،إلا أن فترة ولد عبد العزيز كانت فترة غير دموية،على خلاف أكثر تجارب الحكم عندنا.

و فى أمر المطالبة بمحاكمة ولد عبد العزيز،رغم ما اقترف،أرفض محاكمته،دون محاكمة الحقب الأخرى،كما أن محاكمة الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز،ليست محاكمة شخص،و إنما محاكمة نظام برمته،و قد تكون سلبياتها أكثر من إيجابياتها المظنونة،لكن فى المقابل أدعو الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز، للابتعاد عن مسرح اللعبة السياسية،فذلك أدعى للاستقرار.

و أدعو الجميع للترفع عن التشفى.

 فما يلاحظ من حين لآخر، فى الميدان السياسي و الإعلامي،من تصفية الحسابات و تصيد الفرص،ضد هذا الرجل الأعزل،ليس مناسبا و لا متلائما مع طبيعة شعبنا المتسامح،و ليس من الائق معاملة قادتنا، مهما كانت عثراتهم،بهذا الأسلوب القاسى.

فمحمد ولد عبد العزيز، رئيس سابق لبلدنا،و ينبغى معاملته،رسميا و شعبيا،على هذا الأساس،أخلاقيا و قانونيا،و ينبغى على ولد عبد العزيز،أن يترك الفرصة لصديقه محمد ولد غزوانى،لنعرف كيف سيسير الشأن العمومي،و هل سينجح فيما فشل فيه هو؟!.

و لعل من واجبى أن أنصح ولد غزوانى، بالحذر من ولد عبد العزيز،لأنه باختصار-أي عزيز-يتمتع بشخصية قوية ماكرة،و لن تتاح له فرصة الانقضاض على السلطة،إلا فعل، غير متردد إطلاقا.

أربعاء, 25/12/2019 - 10:00