نخبة الفستق!

لم تتحرك مشاعرهم الوطنية الجياشة ولا غيرتهم «التلقائية» على الدستور و«ثوابت الأمة» عندما تم خرق الدستور قبل أربعة عقود، بل طبلوا وزمروا وصفقوا لكل انقلاب على الشرعية الدستورية.. لم يرف لهم طرف حين رأوا وسمعوا من يفترض أنه «حامي الدستور» يمرغه نهارا جهارا عبر وسائل الإعلام وفي مناسبات رسمية !

يبذلون الغالي والنفيس (وما بينهما) من أجل علاج مرضاهم في بلدان تسود فيها اللغة الفرنسية كليا أو نسبيا؛ مثل السينغال، وكوت ديفوار؛ أو بعض بلدان المغرب العربي، وحتى في فرنسا.. ثم يعودون راضين كل الرضى عن «خدمات» الطواقم الطبية ونظافة وتجهيزات تلك المصحات والمراكز الاستشفائية الأجنبية حتى وإن عاد بعض مرضاهم، أحيانا، في توابيت !

يجمعون على فساد المنظومة الصحية هنا وعلى ضرورة منح أولوية الأولويات لانتشالها مما هي فيه؛ حتى إذا قيض الله من يحمل حسا وطنيا وكفاءة مهنية مشهودة، فباشر إجراءات عملية لتحقيق ذلك بكل حزم وصرامة وعن دراية؛ إذاهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها مستنكرين ومحتجين على تحرير وثيقة بلغة لا تكتب وصفة طبية إلا بها (استثناء وحيد أكد القاعدة)، ويفهمها معظم العاملين في القطاع إما حصريا وإما بشكل مزدوج مع اللغة العربية !

تسأل أحدهم: «انت باش حاس؟"، فيرد على الفور: «اللا قابظتني برونشيت»، وتسأل آخر نفس السؤال فيجيب: «طالعالي تانسيون» !

السالك ولد عبد الله، صحفي

اثنين, 19/08/2019 - 20:05