بيان من "ماجدات شنقيط"

منذ 2003، ذلك التاريخ المشؤوم، تعرضت أمتنا لأكبر و أخطر مؤامرة ، في تاريخها الحديث، لمحوها من الوجود  تمثلت في غزو و احتلال العراق ، مركز الدماغ و موضع القلب في أمتنا، على أيدي تحالف كوني رهيب، شاركت فيه أقوى امبراطورية حديثة، الولايات المتحدة الأمريكية، بالشراكة مع الكيان الصهيوني و القوى الأطلسية و إيران و أنظمة الرجعيات العربية العميلة و تنظيمات " الإسلام السياسي "، و بخاصة تنظيم الإخوان المسلمون . و هكذا، انكشفت أمتنا باحتلال العراق و إسقاط النظام الوطني فيه، نظام الرئيس الشهيد صدام حسين، لينكشف بتداعيات ذلك الأمن الوطني في  كل قطر من أقطار الأمة.

غير أن أمتنا الخالدة، خلود رسالتها الإنسانية، استجمعت قواها فحاولت النهوض من الكبوة في 2011، بيد أن أعداءها من لفيف التحالف المذكور أعلاه تمكن من حرف الهبات الشعبية في تونس و ليبيا و مصر و سوريا و حولها من انتفاضات جماهيرية شرعية و مشروعة ذات أهداف نبيلة ضد الضعف و الاستكانة و الفساد و الاستبداد إلى جحيم أتى على الأخضر و اليابس ، فتحطمت دول هذه الأقطار و تمزقت لحمة مجتمعاتها. 

و ها هي أمتنا، بفضل الله ثم بفضل شبابها في أقطار السودان و  الجزائر و العراق و لبنان تستعيد الثورة من جديد ضد أوضاعها و لقلب الطاولة على مشاريع أعدائها ؛ خاصة في العراق الذي وقع عليه العبء الأعظم من جرائم العدو الأمريكي- الإيراني ؛ حيث انفجرت ثورة تاريخية مجيدة ماحقة.. حارقة لأقدام أمريكا و إيران و سلطة عملائهما في بغداد العروبة. و قد تفجرت، على نحو عاصف،  ثورة تشرين المجيدة الملتهبة بالتزامن في العراق و لبنان و كشفت عن دور بطولي أسطوري للماجدة العربية في ثورة هذين القطرين الحبيبين. 

إننا، نحن ماجدات شنقيط، إذ نكبر في أخواتنا في العراق و لبنان، و قبلهما في السودان و الجزائر، هذا الأداء الثوري الملحمي في يوميات الثورة العربية  ، فإننا، باسم النساء الشريفات من التقدميات و الحرائر  الموريتانيات ، نرفع أعلى درجات التقدير و أرقى مستويات التضامن لرفيقاتنا و أخواتنا في هذه الأقطار؛ كما نهيب بكل التقدميات و كل التقدميين في سائر دول العالم  إلى الوقوف مع الحقوق المشروعة للثوار و فضح فظائع حكومة الاحتلال الأمريكي - الإيراتي في العراق ضد شعب أعزل ثار من استعادة وطنه و كرامته و حريته. 

عاشت الماجدات العربيات المكافحات في كل ساحات نضالنا القومي. 

و الخلود و الرحمة لشهيدات و شهداء  الثورة و الشفاء لجرحاها، و المجد لحاملات و حاملي لواءها بصدور عارية في وجه الرصاص الحي خاصة في العراق السليب..

 

ماجدات شتقيط. 

نواكشوط ، في 7/11/2019

خميس, 07/11/2019 - 22:41