"وزير سابق"!

يقول الاخوة المصريون: "هاذا الناقص"!
وحق لنا نحن قولها اليوم, ونحن نرى "أكبر بدعة" إدارية وقانونية, وفي الحقيقة: سياسية; ألا وهي إنشاء نقابة للوزراء السابقين!
وهو اختراع يبدو أن الحكومة الموريتانية سعيدة به; ليس فقط لأنه هيئة تضمن لاعضائها "مستقبلا" أو مأوى يبقي الضوء عليهم, إذا قدر الله أنهم أخرِجوا من وزاراتهم, ولكن أيضا لأنه تجمع "حزبي" تستغله السلطة القائمة ويستغلها ويضمن لها ولاء لوبيات قبلية وسياسية...
بالطبع فهذا التجمع الغريب هو بالدرجة الأولى تجمع نفعي, يضم جمعا هائلا من الٱشخاص المختلفة مشاربهم وتجاربهم, لا جامع بينهم سوى "البكاء على أطلال" وزارات أكلوا الأخضر واليابس من خلالها وملؤوها ما استطاعوا بالاقارب والمحظوظين والمحظوظات و"المحظيات"...
وها هم اليوم يكتشفون "منفذا" ينقذهم من وحشة التقاعد أو مصيبة "التنگاز" للحصول على ما يمكن من الفوائد والمكاسب التي لا يكدرها واجب التحفظ ولا إحراج الحذر بالنسبة لأصحاب الضمائر الحية منهم; وليسوا أكثرية بالتاكيد!
هذا وتحظى - أو تبلى - موريتانيا بعدد قياسي للوزراء السابقين, بسبب ما تعاقب على حكمها من أنظمة انقلابية متخبطة وفاشلة تمنح الوزارة, لمن هب ودب, على أسس مزاجية متقلبة; فتعين هذا بالغداة وتقيله بالعشي, أو تجعله مقيما أبديا...

بالطبع في التعميم والمساواة حيف كبير; لأن هناك وزراء سابقون كثر لا يستحقون ولا يصلحون لتولي رئاسة قسم في مصلحة صغيرة, وهناك شخصيات تتمتع بالأهلية الكاملة, علميا ومهنيا ومعنويا, بعضهم استوزرته أنظمة لا تستحقه... وهم قلة, وأتوقع أنهم سينأون بأنفسهم عن هذا التجمع الشاذ الذي لم ينشأ لوجه الله ولا للمصلحة العامة!
هناك طبعا وزراء يعيشون بؤسا معنويا وماديا, بسبب عقدة "وزير سابق", لأنهم أصلا اتخذوا المنصب الوزاري رافعة اجتماعية تقتضي التطاول على عباد الله, والعيش فوق مستوياتهم العامة والمعيشية... فلا يليق في نظرهم أن يرجع الوزير بشرا سويا يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ويركب ما تركبون... فضلا عن أن يُرى واقفا في الطابور لأي معاملة, أو يُسائله حاجز أمن أو جمرك...

فالوزير السابق هو وزير على كل حال!

أحد, 07/03/2021 - 22:41