فعالية المكتب الإعلامي للرئاسة مرهونة بإختيار طواقم مهنية

يعتبر قرار إنشاء مكتب إعلامي على مستوى رئاسة الجمهورية خطوة بالغة الأهمية في سبيل النهوض بمستوى الأداء الإعلامي لأعلى مؤسسة في البلاد، والتي ظل أداؤها الإعلامي دون مستوى مكانتها، بسبب غياب استراتيجية إعلامية، وانسيابية التعاطي إعلاميا بالشكل المناسب مع الكثير من القضايا وخاصة الوطنية الكبرى التي تحتاج حضورا إعلاميا كبيرا من طرف مؤسسة الرئاسة وطواقمها

 

وإذا كان إنشاء مكتب إعلامي في الرئاسة خطوة كبيرة إلى الأمام، إلا أن نجاحها مرهون بكفاءة وقدرة الطواقم التي ستكلف بعملية إدارة المكتب، والتي يجب أن يكون اختيارها حسب معايير فنية ومهنية تمكن من انتقاء خيرة المهنيين لإدارة أهم مكتب إعلامي في أعلى مؤسسة جمهورية في البلاد.

 

يحتاج المكتب إلى التحرر من روتين النمط التقليدي لعمل المكاتب الإعلامية العادية،  لأن دوره يتجاوز إصدار البيانات الصحفية وتزويد وسائل الإعلام بالأخبار المتعلقة بمؤسسة رئاسة الجمهورية وأنشطة الرئيس، حيث يضطلع فضلا عن كل ذلك بعملية التنسيق مع بقية الأجهزة الرسمية، ووسائل الإعلام وتصور السياسات الإعلامية على مستوى الرئاسة وتوجيهها وتنفيذها، بما يضمن إنتاج خطاب إعلامي فعال وتزويد الجمهور بالأخبار والمعلومات الدقيقة المتعلقة بعمل الدولة، ورفع اللبس في الكثير من القضايا، وقطع الطريق أمام مروجي الشائعات، وبلوغ الشفافية عبر توضيح كل المسائل التي تشغل الرأي العام وينتظر الاطلاع على جميع أبعادها، وبالتالي صناعة رأي عام وطني يواكب ويثق في الخطط التنموية المنفذة من طرف الدولة

 

ينبغي كذلك تمكن المكتب من تقديم الاستشارة الإعلامية لديوان الرئيس والتركيز على ما يخدم التوجه العام للحكومة ويسهم في نجاح السياسات العامة، والإبتعاد عن ما يضرها وفق رؤية واضحة تحقق النجاح الإعلامي المطلوب.

 

وتبقى فعالية المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية مرهونة بكفاءة طواقمه الإدارية والمهنية، ومدى قدرة هذه الطواقم على وضع سياسات إعلامية ناجعة وتنسيقها وتنفيذها، وكذلك تمكينهم من الوسائل الفنية الكفيلة بتحقيق الأهداف المنوطة بالواجهة الإعلامية لرمز السيادة الوطنية.

 

عبد الرحمن يغل

كاتب صحفي

جمعة, 29/01/2021 - 13:18