سيدي الوزير.. هب أنه ابنك

سيدي الوزير:

حين طرق المغفور له - بإذن الله – محمد السالك ولد احجور بابكم لم يكن يدور بخلده أن مأساته لا تعدو بالنسبة لكم أن تكون مطية لتلميع صورتكم والتغطية على فشلكم 

ولو كان هناك باب ينجيه من مذلة الوقوف أمامكم لما توانى عن طرقه ،فقد سُدّت في وجهه كل الأبواب ،حتى الجمعية التي تكفلت بعلاجه _كما قالت أخته _ رفضتم السماح لها بمرافقته استكمالاً لعلاجه ،ولم يكن يعلم يوم سلّمته تلكالجمعية جوازه  أن أحلك فصل من فصول معاناته قد بدأ، قوامه الانتقال من المحسوس إلى المجهول ،من العناية إلى الإهمال ....

كان يظن أن شرف مهنة الطبيب لا يسقطه التوزير، وأن بقية أخلاق تمنع من في مقامكم من إهمال شاب في مقام ابنه ، كان يظن أنكم مدركون لقيمة حياة كل إنسان ، أحرى إن كان في مقتبل العمر تنتظره دراسة وعمل ....

كان يخاطب فيكم الأبوّة قبل المسؤولية ، والشفقة والرحمة  قبل الحقوق والواجبات ..فهل كنت لتترك ابنك يموت بين يديك هكذا..؟

 

سيدي الوزير:

سيتولى مستشاروك مهمة التبرير والدفاع عنك ، لكنك تعلم علم اليقين أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً ،وسيتنكرون لك في الدنيا قبل الآخرة ،حينها لن تنفعك سلاقتك ،ولا منابرك الإعلامية التي كنت تفصلها على مقاسك تفصيلاً

سيدي الوزير: 

إن إنقاذ نفس بشرية أنهكها المرض وكبّلها الفقر أهم من اغلاق صيدلية لم تحترم المسافة ، أو مصادرة دواء مغشوش دون مساءلة مورده ،وقبل أن تنظم خرجة إعلامية لتبرر فعلتك .....فقط هب أنه ابنك!

 

محمد المختار ابيه    

جمعة, 22/01/2021 - 19:05