تعزية من التيجاني محمد الكريم

انتقل أمس 13/01/2021 إلى رحمة الله صديقي الحميم والزعيم السياسي القديم "محمد يحظيه ولد أبريد الليل" غفر الله له وأكرم نزله ووسع مُدخله ونقاه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، إنا لله وإنا إليه راجعون ، "كل شيء هالك إلا وجهه"  فأعظم الله لأهله الأجر وألهمنا وإياهم الصبر ورزقنا وإياهم  الشكر، فإن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك وعوضا من كل ما فات ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
لقد التقيت هذا الصديق لأول مرة عام 1967 وكان يومها رئيس تحرير جريدة الشعب حيث قادني إلى دخول خلية بعثية أفادتني بالكثير في المجال السياسي وآنذاك أنا تلميذ في ثانوية نواكشوط ، وكان يلتقينا في منزله بحفاوة وكرم وكنا نتبادل الآراء ونعمق أفكارنا في جميع المجالات. وقد أفادني ذلك كثيرا .
فى نهاية عام 1969 ، انخرطت في الإتجاه الذي سيكون الحركة الوطنية الديمقراطية. هذا الالتزام الجديد لم يقطع العلاقات بيننا لأننا كنا نلتقي ونتبادل وجهات ا النظر وكان كل لقاء فرصة لتبادل الآراء حول مصير وطننا.
ما دفعني بالإ هتمام بالرجل هو لطفه واحترامه للآخرين وتعلقه بالتقدم المستمر بعيدًا عن الظلامية.  
كما أنني كنت راضيًا عن مواقفه بشأن مكافحة آثار الرق والتزام و بتحسين الاندماج الاجتماعي.
كنت أرتاح إذا التقيته لأني أشعر أني أمام رجل لم يشارك في مسلكيات سوء الحكامة التي دمرت هذا الوطن الغالي ويبحث دائما عن طرق تحسين الأوضاع بعيدا عن النعرات التي تلحق الضرر بتناسق هذا البلد كالقبلية والجهوية والمحسوبية.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أسأل الله له الرحمة والمغفرة

التجاني محمد الكريم

جمعة, 15/01/2021 - 14:52