إنصافا للعام

 

ليس منطقيا تفسير الأحداث بتكرار الرقم ، وإرجاع مآسي البشرية ومحن الإنسانية على مر التاريخ إلى لعبة حسابية يصعب أن يتقبلها العقل .

على العموم ،   دعونا نركن إلى سرد تاريخي لجملة أحداث شهدتها سنوات "التكرار" دون غيرها، على أن نؤجل التحليل والتعليق إلى سياق لاحق٠

ولنبدأ بقصة الصيف الأحمر في الولايات المتحدة عام 1919 ،وخروج مظاهرات عنصرية جابت مختلف أنحاء أمريكا ، تدعو إلى قتل وتشريد السود، في وقت عانت فيه البلاد من آثار وتبعات الموجة الثالثة من جائحة إنفلونزا  إسبانيا !

وعندما وصلناإلى عام تكرار العشرين 2020 ، أعاد التاريخ نفسه بقوةمذهلةوعنجهيةوقيحة:

غضب وشغب وسقوط ضحايا في بلاد العم سام جراء استشراء الكراهية والعنصرية وفشل أقوى منظومة صحية عالمية في مواجهة كوفيد 19 ..

في بقية الكوكب يتحدثون عن رحيل العديد من الزعماء العرب ومرور الصراع مع إسرائيل بمنعطف خطير وحاسم، وملامح مابعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني وسقوط الطائرة الأوكرانية والإنفجار المدمر في بيروت .

أي عام هذا !

تشكيك بل رفض لنتائج  الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية بحجة التزوير !

لم يعد ثمة مسوغ لحصار الأفارقة وتلقينهم دروسا في الديموقراطية وقواعد التناوب السلمي على السلطة.

أي عام هذا الذي أرانا تفاهة وتهافت الشعار الكبير "الصحة للجميع " الذي رفعناه في كافةالواجهات وعلى كل المنابر ، قبل عشرين سنة !

ماذا بقي من التنوع والتعدد واحترام الآخر وحماية الحريات !

أي عام هذا الذي وثق صورا مخجلة لدول كبرى تصادر على مرأى ومسمع الجميع  طائرات محملة بالكمامات !

لماذا يدوس "الكبار" الدول الضعيفة في حلبة السباق المحموم سعيا لاقتناء لقاح كوفيد19!

عذرا، أيها العام الفاصل ..

من حقك علينا أن ننصفك ، ونشهد إزاءك بما علمنا ..

لقد هتكت ستر الباطل وأزحت الأقنعة الكاذبة :

الثورة التقنية والخلاصات العلمية ، علمت شيئا وغابت عنها أشياء.

الرفاه الاقتصادي والتعايش الأمن والتعاون الدولي ...أضغاث أحلام .

حرية التعبير كلمة حق أريد بها باطل ،حينما كشرت الذئاب عن أنيابهاوطفقت تنال من الثابت الديني .

وداعا أيها العام المعلم ..

لقد صدعت بالحق وأريتنا حقائق الأشياء.

اثنين, 04/01/2021 - 14:29