طبيب يكشف جوانب من مشاكل التموين بالأكسجين الطبي في المستشفيات (مقابلة)

تثير مسألة الأكسجين الطبي جدلا حادا على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الصحافة، حتى أن البعض يتحدثون عن فضيحة.. هل يعني ذلك أن مستشفياتنا تعاني نقصا خطيرا في الأكسجين خلال هذه الظرفية المتسمة بالموجة الثانية من كوفيد ـ 19؟

 

د. أحمد سالم ولد اكليب: بما أن الأكسجين دواء، يجب أن يصفه طبيب وتتم مراقبته، بانتظام، من قبل المورد، ومؤسسة مستقلة وصيدلاني، فيما يخص جودته ونقاءه. والأكسجين يجب أن يوضع ويعزل بمنأى عن المنشأة الصحية لأسباب أمنية إذ هو مادة قابلة للاشتعال بدرجة عالية.

موريتانيا اشترت، عبر مورد خصوصي وطني ، إحدى عشرة محطة لإنتاج الأكسجين من الشركة البرتغالية UltraControlo ، سنة 2019. وهذه المحطات من النوعية الجيدة وتوفر أكسجينا جيدا عبر الجهاز للمريض وهو على سريره. لكن أيا منها لا تتوفر على إمكانية ملء قنينة أوكسجين، بينما كان يكفي إضافة مضخة لواحدة أو اثنتين من تلك المحطات للحصول على استقلالية في مجال الأكسجين الطبي المنتج في الموقع وبالتالي يكون ذا جودة. مع العلم أن شركة UltraControlo تصنع مضخات من نوع Ultraco HP.

خلال فترة جائحة كوفيد ـ 19، أصبح استهلاك الأكسجين أعلى من القدرة الإنتاجية لمحطاتنا، ما يؤدي أحيانا، إلى توقف المحطات وانخفاض الضغط. ذلك أن هذه المحطات تم شراؤها في الأصل لمراكز صحية متوسطة وموجهة لاستخدام يقدر بنحو 6 لترات للدقيقة بالنسبة للمريض الواحد؛ بينما المرضى في وحدة "كوفيد ـ 19" ذات التهوية غير الشديدة VNI قد يحتاجون أحيانا لضخ ما بين 15 إلى 20 لتر للدقيقة بل وربما أكثر.  في هذا الوقت ينخفض ضغط المحطات؛ الأمر الذي يفرض استخدام قنينات الأكسجين التي يتم شراؤها لدى المزود الخصوصي الذي باع لنا محطات الأكسجين، وهذا يذكر بحكاية الرجل الذي يبيعكم بقرة ثم يفرض عليكم عدم شرب حليبها إلا عن طريق رضاعتها، بينما يستطيع هو بفضل بقرته التي يملك أن يبيع لكم حليبها، في إناء أو في كيس. هل تعلمون أن جميع قنينات الأكسجين الطبي الذي يتداول على كامل امتداد التراب الوطني تأتي من موردين خصوصيين اثنين يستفيدان من هذه الصفقة المربحة منذ استقلال موريتانيا إلى اليوم؟ إن صفقة الأكسجين الطبي في القنينات غامضة جدا ولا تمكن رقابتها على أساس الفواتير.

 

هل تتوفر المستشفيات الوطنية كلها على محطات للأكسجين، وإلا فمن أين تتزود بالأكسجين الطبي؟

 

د. أحمد سالم ولد اكليب:  شمال البلاد البلاد بكامله لن يتوفر على محطة للأكسجين إذا ما استندنا إلى التصريح الأخير لوزير الصحة، ولكم أن تبحثوا عن السبب. المحطتان الموجهتان أصلا إلى نواذيبو حسب "مصدر على صلة بالملف "، تم تحويل وجهتهما إلى مستشفى الأم والطفل في نواكشوط.

الشمال كله (باستثناء عيادة سنيم بنواذيبو) يتزود بالأكسجين الطبي من لدن موردين خصوصيين، وهذا قد يطرح مشكلة في التموين ومشكلة في الأمان أثناء النقل.

ثم إنه يجب أن نعلم بأن الأكسجين الطبي مسألة أكثر جدية من أن توكل لموردين؛ ومن هنا من المهم إقامة شركة وطنية لإنتاج الأكسجين الطبي مع إحدى المحطتين المتبقيتين في الموقع السابق لمركز أمراض القلب. ويكفي شراء جهازين للضغط موائمين من نوع مضخات Ultraceco HP للحصول على رقابة طبية على هذا الدواء المتمثل في الأكسجين.

 

أمام هذا التزايد اللافت في الإصابات والوفيات جراء كورونا، هناك نوع من الانطباع بأن الحكومة لم تكن مستعدة بشكل جيد لموجة ثانية..  هل تتفقون مع هذا الانطباع؟

 

د. أحمد سالم ولد اكليب:  فعلا، لقد حصل تراخي.. كان مؤشر الخطر بالنسبة للمواطنين هو حظر التجول وعندما تم رفعه تخلوا تماما عن التدابير الاحترازية، وذلك ما عكسه تجمع 30 أكتوبر 2020 في مطار نواكشوط القديم حيث تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص دون أية إجراءات أمان، ثم جاء التخليد الاحتفالي لعيد الاستقلال، وتجمعات أخرى باتت بمثابة حشود حقيقية،  رغم المؤشرات المقلقة التي تأتي من بلدان الجوار.

                                                                        

أمام وضعية الجائحة هذه، أعربت الحكومة عن استعدادها للحصول على لقاحات، هل هذه أولوية اليوم؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما الذي نحتاجه اليوم للحد من تفشي الفيروس؟

 

د. أحمد سالم ولد اكليب: لقد أعلنت أوروبا وبعض بلدان إفريقيا فتح أبوابها أمام اللقاح ضد كوفيد ـ 19 واختارت لقاحي فايزر وبيونتيك. عندما نكون أمام جائحة فإن الحصول على لقاح فعال وآمن يعتبر نعمة. سأترك لوزارة الصحة أن تختار اللقاح الذي يناسب إمكاناتنا المالية وبيئتنا المناخية. ومع ذلك فإن الأولوية تكون للطواقم الصحية والأشخاص المسنين والمرضى في حالة الخطر.

 

ترجمة: أقلام

Le Calame

جمعة, 25/12/2020 - 19:26