«حزب الاتحاد» أم «الذراع السياسي»؟

لا تبدو الخيارات الحالية أمام «الاتحاد من أجل الجمهورية» كثيرة ولا مريحة على أي حال، وكلها تتلخص في خيارين بلا ثالث؛ أن يتبناه الرئيس ولد الغزواني وينشر عليه جناح السلطة وظلها الوارف الظليل، وفي هذا الحالة سيستمر الحزب كما كان طيلة السنوات العشر المنقضية، وهي كل عمره؛ جهازاً للتعبئة الموسمية، وجزءاً من الإدارة، وقناةً مع زعماء المجتمع المحلي، ومنصة انطلاق للمنتفعين وهواة التملق والتقرب.. أو أن ينأى بنفسه عنه وعن الأحزاب عموماً، باعتبار أن الدستور يحظر عليه قيادة أي حزب أحرى رعايته، وفي هذه الحالة فإن «حزب الاتحاد» الذي ولد في حضن السلطة ولا يعرف العيش أو التنفس خارج حضانتها، سيذوب سريعاً كما يذوب فص ملح في ماء ساخن. 
وأعتقد أن الاحتمال أو السيناريو الثاني هو الأرجح والأكثر معقولية، وذلك باعتبار أن ولد الغزواني قد ترشح لانتخابات الرئاسة وخاضها مستقلا وقدّم نفسه على تلك الصفة، فصوّت له كثير ممن صوتوا لصالحه على ذلك الأساس، أي باعتباره عسكرياً حرفياً عاش عمره كله خارج الأحزاب والحياة الحزبية.. ومن ثم يَجمُلُ به أن يحافظ على استقلاليته ويظل بعيداً عن أي حزب تحوم حوله شبهات الفساد والتزوير، مثل «حزب ولد عبدالعزيز» الذي يعتقد كثيرون أنه غارق في الزبونية والمحسوبية.. حتى قبل أن يعترف بعض قادته بذلك مؤخراً، ناصحين ولد الغزواني بتركه ونبذه وإنشاء ذراع سياسية جديدة تعضّده، وهي نصيحة في شطرها الأخير مِن غير نَصوح!

 

محمد المنى

تدوينة

أربعاء, 16/10/2019 - 10:22