في الرد على مقال "بين دائرة الاهتمام ودائرة التأثير"

كتب الاخ المحترم : /الهادي بن محمد المختار النحوي/ مقالا بتاريخ الخميس 2020/08/27 ، وذلك  للرد على مقالي  السابق  في اطار الحوار الاخوي الذي دار بيننا على موقعكم المحترم :/ اقلام حرة/، وكان  موضوع الحوار حول ما كتبه عن " هزيمة 67"،،وباعتباري باحثا، ومهتما بالشأن القومي العربي ، رأيت من جهتي  ان الذي كتب  العزيز  النحوي عن " نكسة 67" لم ينسجم مع الحقائق التاريخية،، والسبب في ذلك  راجع الى موقفه السياسي  العام، ومنهجه الانتقائي، ومرجعياته التي كان معظمها من  مذكرات العسكريين الصهاينة  المنشورة في رابط البحث / جوجل /،، 
وجميل ان نقرأ لغير متخصص عن التأثر والتأثير، او التفاعل في (الاستجابة)  من بعض كتابنا، وكيف نتعرف على ما  يعتمل في اذهانهم بالنظر الى مقولة /سقراط/ الحكيم " تكلم، فأقول لك من انت وماذا تفكر فيه"، وانطلاقا من التحليل النفسي عن بعد، فانا استغرب  في مقال الاخ / النحوي/  الممتع  الانتقال  من مواضيع عامة الى مواضيع خاصة ، تتعلق باهداف ذاتية غاياتها القصوى اسكات من يرى غير ما يراه هو حول مواضيع  عامة، اما وطنية، او قومية، او اممية حسب رؤاه المحترمة،، 
وبعد فاني أنوه بمقال  الزميل، واعبر له عن  استمتاعي بكتابته  الاخيرة عن موضوع  التأثر والتأثير، والمتأثر واللامتأثر،  ولكن هل فاته هذه المرة ان هذا من باحث علم النفس الاجتماعي  الذي يعد من احدث مباحث علم الاجتماع،،؟ 
وقد قدمت  فيه مباحث ميدانية عديدة وكانت رائعة  بالنظر الى غيرها من المباحث الاجتماعية والنفسية في حقليهما، وذلك بفضل خصوصيته ـ علم النفس الاجتماعي ـ  في الجمع بين المباحث المستحدثة كدراسة  اتجاهات الرأي العام، وانواع القيادات، سواء  أكانت القيادة في الادارة ، ام في جماعات  العمال، ام القيادات السياسية، ام قيادت الجيوش ،،فضلا عن اهتمام اصحاب هذا المبحث في علم الاجتماع بدراساتهم في  تتبع سلوك القيادة في خلايا "النحل" و " النمل" من  التجمعات غير البشرية،،
ولعل معرفة علماء الاجتماع والنفس النظرية للسلوك الانساني انطلاقا مما  قدمه الرواد المفكرون من النظريات،  الفروض النظرية التي  مكنت غيرهم  في الدراسات الميدانية من تحديد "المتغيرالرئيسي"، و"المتغير الدخيل"، وتأثيرهما المحتمل  على "المتغير التابع": كسلوك للفرد موضوع الدراسة،، ومن هنا تمكنوا من قياس درجات التاثر بالمؤثرات ان الداخلية ، او الخارجية ،،مما  صال وجال  كاتبنا  فيه بقلمه السيال،، كتصنيفه للهتمين وغير المهتمين ، والمتأثرين، وغير المتأثرين،،وصنفهم على مزاجه السياسي تصنيفات ترقى الى البحثوث  الميدانية  ما شاء الله، ولكن وفق  تخرصات تقديرية لعل زملاءنا  الاكاديميين  المتابعين لما يكتب في المواقع الوطنية، ان يطلعوا عليها، وان يكتبوا لنا انطباعاتهم التي سيستفيد منها الكاتب والقراء معا،، 
  ولعل  تصنيف/ النحوي/ للمتفردين بالمرثرات  الممزوجة بالمحفزات الذاتية  تارة ، وبالخارجية احيانا، لم يشكل منطوق اقناع  لقرائه، لأنه لم يتوسع في تحليل تلك المؤثرات، ولم يفصلها  عن بعضها فصلا منهجيا،  بمعنى ان يفصل  بين المثير والاستجابة ،،وما هو الموضوعي العام من الذاتي  الخاص لكل منهما ،، وهل كانت مطلوبة من المجتمع ، وتعبر عن قيم الامة في ثقافتها، وقيمنا الدينية، او هي  جموح ذاتي ، وخروج على القيم العامة،؟
 ولظروف تالية وضعت تلك المؤثرات في تراثنا  تأثيرها  في سلم القيم  دون التزاماتها ، فصارت" مثالا" يستظهره  بعض كتابنا، فكان لهذه الفئات  المذكورة  الدورالريادي حسب التقييم  المعياري لكاتبنا المبجل بالمحبة والاحترام،،!
وقد ضرب الاخ / النحوي/  الاخماس في الاسداس، وفي الاعشار احيانا، واستعصر ذاكرته الملهمة، فاسترجع مختلف الحالات في التاريخ العام للأمة،  لكنه ساوى بين العالم ، وبين الجاهل ، وبين  القادة التارخيين، والاقزام الماكرين المتأمرين ،،كما اختزل الزمن، فنظر من زاوية واحدة الى "المتأثرين" بمجريات التاريخ والحاضر على حد سواء ، دون تأثير في التاريخ  ضرورة، واهمل المؤثرين في تاريخ بلاده على وجه الخصوص مما اثار شجون الوطنيين ،،!
وبسبب ذلك  يشعر بعض القراء بالتقزز جراء المساوة بين ابوحامد الغزالي، وبين " وابو مسلم الخرساني"  والاول عالم، وفيلسوف ، وقد دافع عن المعتقد الديني للأمة  باكثر من كتاب ، وليس اهمها  كتابه "احياء علوم الدين" الذي يعتبره الدارسون يمثل خريف فكره التصوفي الانهزامي الذي كتبه في اخريات حياته،وقد بلغ به اليأس ، والتشاؤم مبلغهما،، واين كتابه الذي ركز الكاتب عليه في مقاله  من كتبه الاخرى ك"تهافت الفلاسفة" الخ،،؟
بينما / الخراساني / اول المدبرين  لاسقاط  حكم الامويين بدعوته السرية للعباسيين التي لاتعد مثالا  ناصعا في التاريخ،،  وهل وسيلته تلك  مثالا لدى الكاتب؟  والا لماذا اختاره عن  القادة من الخلفاء  الراشدين ؟ وهل نسى زميله  الذي استن بسنته في مؤامراته للقيام بالدياعة  للفاطميين  خلال فترة طويلة ، حتى اقام لهم حكما  في الجزائر ،، وكان جزاؤه كجزاء كل اداة للحاكم المستبد، كعبد الله السفاح في صدر الدولة العباسية؟
وقد ذكر العزيز / النحوي/  دور القائد صلاح الدين الايوبي، والجميع يوافقه في اختياره لهذه القيادة التاريخية ، لكن لماذا تجنب ذكر عبد الله بن ياسين في تأسيس حكم رشيد قاد اول نهضة في بلادنا، ولم يكن يدعو سرا،  ولامدبرا للمؤامرات السياسية  في الاطراف البعيدة عن مراكز الحكم،؟ 
  يا ابن / النحوي/ وانت كاتب من احفاد يوسف بن تاشفين وابنه  /علي / ، وهما  القائدان  السياسيان  اللذان دافعا عن الاندلس ،واهلها، فلماذا  لم تذكردورهما  حين استرجعت  دور صلاح الدين الايوبي في الانتصارات الكبيرة في فلسطين ، وقد سبقاه الى ذلك في القيادة المنتصرة والموفقة  في  الاندلس وتوحيد اقطار الغرب الاسلامي ،،؟!
فهل كان دافع  اقصائك ل"دوري "هذا المعلم الروحي، اي  /عبد الله ابن ياسين /،  والقيادة الحكيمة  ليوسف بن تاشفين،  هو  " الوعي  السياسي" الذي تغلب على الوطني ليسبح بخيالك بعيدا عبر البحار الى " ارخبيل"/ ما ليزيا/ على اطراف القارة الاسوية،  فقدمت لقرائك / مهاتثير ـ محاضر ـ محمد ،،او ان الصفات التي يتمتع بها / مهاتير محمد الماليزي/ لم يتمتع بها قادة المرابطون في زمانهم، ولا الوطنيون في زمانك؟
ان تاريخ بلادك ، حافل بالاسماء الوطنية التي دافع اصحابها  عن بلادنا من امثال ولد مولاي الزين، وولد  " امسيكة" والاخير  واجه الاستعمار الفرنسي وعملاءه  الذين غدروا به،،  وغيرهما كثير لمن  عنده وعي وطني،،ومن المؤكد انك تتمتع  بذلك، ولااجاملك  به، لكن الفارق بين ابناء وطنك وبين غيرهم ممن ذكرتهم من الوطنيين، محكوم بالابعاد النظرية والعملية في القاعدة السياسية الحكيمة " وكما تكونوا يولى عليكم" ، ان تأخر الوعي السياسي العام في بلادنا، هو السبب في اخفاق الوطنيين في بلادك،، مع تحياتي لك بالتوفيق في كتاباتك القادمة،،

أحد, 06/12/2020 - 10:26