60 عاما: مخاوف من 3 خيانات

إن أسوأ ما يمكن تصوره ، هو أن #تستلم وطنا كلف إيجاده الكثير ، #فتفشل في العيش عليه احتراما للمؤسسين وتضحياتهم ، #وتخون أمانة توصيله لأجيال المستقبل بما يضمن حقهم في العيش الآمن  ! 

‎ترى كيف وجدنا وطنا ؟

- هل لأن فرنسا تحترمنا وتقدر قيمة هويتنا وتؤمن باصطفاء أعراقنا ؟

- أم هل أن الدول المجاورة تتعفف عن الاستيلاء علينا ؟ أم أنها لا ترغب فينا ؟ 

- أم هل أنه لا مصلحة لجهة ما فينا ؟

أسئلة تظهر الجانب السلبي والعدمي والضدي لوجودنا ، والجواب عليها واضح #بالنفي ، غير أن الجانب الحقيقي لذلك الوجود يبرزه السؤال التالي : 

- من #ضحى لأجل وجودنا ؟ 

حين تجد وطنا بكل عزته ، يمنحك التمايز عن الآخر ( الأجنبي ) بكل أهميته ، ويعطيك الحياة بكل ملذاتها ، ويشعرك بالأمن بكل سيادته ، ويعطيك القيمة الإنسانية للوجود ، فعليك التفكر مليا في مسألة هامة هي ( من #منحك هذا الوطن ؟ ) 

حين تتأكد تاريخيا وعلميا أن الوطن لا يوجد صدفة ، وأن الوطنية ليست مخزونا للاستهلاك ، بل عضلة رياضية للترويض والتقوية ، فإنك في سبيل البقاء ستبحث عن وسائل وآليات الممارسة الوطنية ، بعيدا عن تبديدها وتخريبها ، منطلقا من حتمية حقيقة اكتسابها بعيدا عن التكسب بها ، وهو اكتساب له عملة واحدة هي #التضحيات ، وتكسب له سوءة ثابتة هي #الخيانة .

فياترى ، من ضحى من أجل الوطن ؟ 

حين تتبع التاريخ الحديث لما قبل الاستقلال تجد أن #التضحيات التي أورثته كانت متعددة :

1- فمنها ما كان #بالنفس عبر المجاهدين الأشاوس ، من جميع أطياف المجتمع الموريتاني ، الذين قدموا أرواحهم الزكية رخيصة في سبيل الله والوطن . 

2- ومنها تضحيات #بالعلم ، مقاومة للمستعمر ثقافيا ، بحجب القوى المجتمعية عنه سدا لباب التأثير والتبعية.

3- ومنها التضحيات #بالصبر ، ممانعة اقتصادية عن التعامل مع المستعمر أخذا في ظل قسوة الظروف ، أو عطاء مع تعريض المصالح الخاصة للخطر .

ويبرز السؤال : هل أرواحهم أرخص من أرواحنا ؟ هل فرصهم للتعلم أكثر من فرصنا ؟ هل ظروفهم الاقتصادية أحسن من ظروفنا ؟ 

الجواب طبعا #بالنفي القاطع ، ولكن إيمانهم بالقضية الوطنية أقوى من إيماننا ، واستعدادهم للتضحية أكبر من استعدادنا ...

لقد وجدنا وطنا لأنهم قدموا #التضحيات الشاملة ، فما هو المطلوب منا ؟ 

الجواب ببساطة هو أن نتحمل الأمانة بالحفاظ على الوجود ، وأن لا نخون الوطن ثلاث خيانات قاصمة .

#الوجود : معركة البقاء :

تقوم عملية البقاء على ثلاث أسس متوازية :

#الأول : الأساس الديني 

#الثاني : الأساس الديموغرافي

#الثالث : الأساس الاجتماعي 

فالوجود الوطني الموريتاني مبني على حماية ونشر #الدين الإسلامي ، الذي هو أساس امتلاك الجغرافيا ، وحافز مقاومة المستعمر ، وصمام أمان الدولة ، وكل تنازل عن الهوية الإسلامية هو عامل تفكيك ، ومنحدر انزلاق ، وعلامة نهاية .

في حين أن البعد #الديموغرافي ، هو سلاح البقاء في ظل تجاذبات الشمال التي لم ترس على بر آمن حتى اللحظة ، وفي ضوء عدم الاستقرار شرقا لمجموعة عرقية لم تجد ذاتها بوضوح في دول الساحل ، وفي تتبع استمرار حركة الهجرة جنوبا لمجتمعات ترزح تحت ظل التهميش والفقر والأمية . 

أم الأساس المتين للحمة والوحدة والتعايش ، فهو مراعات وتعهد #التنوع الاجتماعي الموريتاني الوطني ، الذي يعد مصدر غنى ومنبع ثراء وحجر قوة للدولة ، التي تجد فيه التاريخ المشترك والمستقبل الواعد ، في حالة تطبيق العدالة الشاملة والكاملة ، التي لا مفر منها بالدولة أو بالمجتمع .

الخيانات الثلاث :

حين أدركنا أن الوطن لا يوجد صدفة ، وأن سبب وجوده هي تضحيات الأوائل ، وأن مهمتنا هي مهمة بقاء ، فإن تسليط الضوء على المخاوف ، يبرز الخوف من 3 #خيانات قاصمة ، هي : 

#الخيانةالأولى : خيانة تضحيات الأوائل .

#الخيانةالثانية : خيانة تحمل الأمانة في الحاضر .

#الخيانةالثالثة : خيانة حفظ مستقبل جيل الأحفاد في حق البقاء . 

حين نتنازل عن هويتنا نخون تاريخ الدماء الزكية التي سالت من أجلها ، ونفرط في الأمانة الملقاة على عاتقنا في تسيير حاضر الوطن ، ونضيع حق الأجيال القادمة في مستقبل آمن في وطن واحد ، يضمن العيش المشترك لمجتمع متفاهم ومتجانس ...

آلية كل ذلك ووسيلته هي #التعليم .

النائب / محمد بوي الشيخ محمد فاضل

اثنين, 23/11/2020 - 15:37