بيرام اعبيدي: أولويتي عقد مؤتمر تأسيسي وبناء ميثاق مجتمعي جديد

أكد المرشح الرئاسي بيرام الداه اعبيدي أن أولويته في حال الفوز في الرئاسيات ستكون "عقد مؤتمر تأسيسي لإعادة تأسيس الأواصر الوطنية والوحدة الوطنية الحقيقية، وبناء ميثاق مجتمعي جديد بين الموريتانيين".

وأضاف ولد اعبيدي خلال مشاركته في حوار الأخبار أن هذا الميثاق "سيتم بناؤه على أنقاض الفوارق والغبن والانحراف الفئوي والعرقي والزبوني الذي كان هو الميزة الأساسية في الأنظمة السابقة".

وشدد ولد اعبيدي في الحوار الذي نشرته الأخبار على أنه "لا بد من إعادة تحرير الاقتصاد الموريتاني من المؤامرة بين الزبونية الحاكمة والهيئات الاقتصادية الشريكة لها التي تتقاسم مداخيل ثروات البلد على حساب الشعب، وعلى حساب جميع القطاعات الحكومية التي اندثرت من صحة وتعليم وطرق وبنية تحتية".

 

ورأى ولد اعبيدي أن "الإدارة نفسها هزمت وتم القضاء عليها أمام الزبونية السياسية، وأصبح الإداريين عبارة عن مطبلين، التقدم في الإدارة يحصل عليه فقط عن طريق التطبيل، وانعدم معيار الكفاءة بسبب تزوير الشهادات والزبونية.

وأدار الحوار رئيس تحرير وكالة الأخبار أحمد محمد المصطفى، وشاركه في نقاش الضيف المدير الناشر لصحيفة "لوتانتيك" عمر المختار، ومدير إذاعة موريتانيد محمد سالم ولد الشيخ المقلب الشرفة، والمراسل المختار بابتاح.

 

 

 

وهذا نص الحوار:

رئيس تحرير وكالة الأخبار أحمد محمد المصطفى: السيد الرئيس ما هي معالم برنامجكم الانتخابي؟ وما الذي يميزه عن برامج باقي المترشحن؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: أبرز معالم برنامجي الانتخابي، يتحدث عنها مشواري النضالي مشوار التضحيات والصمود والانتصارات في الرأي العام الوطني والدولي للقضايا العادلة، قضايا المسحوقين والمظلومين وضحايا انعدام العدالة بهذا البلد.

أبرز معالم برنامجي الانتخابي يتحدث عنها مواقفنا ضد استمرارية أشكال إفرازات المجتمع التقليدي الظالم، مقاومتنا لتغول النظام السياسي الدكتاتوري على خصومه من أي عرق وجنس، فرأس النظام الحالي يأكل شركاءه، لكن نحن كنا دائما موجودين في الموقف الصحيح، للدفاع عن الحريات.

معالم برنامج الانتخابي يتحدث عنها وقوفنا مع المغيبين من الدورة الاقتصادية من الحياة الكريمة من الاقتصاد الوطني، يتحدث عنها موقفنا من سياسية النهب الممنهج، سياسية خصخصة مداخيل الاقتصاد الموريتاني بصفة زبونية وتمركزه في جيوب قطط بدينة سمان هم من يشكل واجهة النظام من مطبلين وركائزه.

برنامجي تتحدث عنه نجاحاتي الباهرة في استقطاب الجماهير كظهير ومحبين ومساندين، يتحدث عنه تألقنا دوليا في المجتمع الدولي في جميع الأوساط الدولية من حكومات حرة ومنظمات غير حكومية ذات مصداقية وهيئات حكومية ذات مصداقية عضو فيها دولة موريتانيا.

 

رئيس تحرير وكالة الأخبار أحمد محمد المصطفى: الأولوية في برنامجكم الانتخابي، هل هي للقضايا الحقوقية أم السياسية أم الاقتصادية؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: الأولويات متعددة ومرتبطة، حين نحكم البلد لا بد من عقد مؤتمر مؤسس لإعادة تأسيس الأواصر الوطنية والوحدة الوطنية الحقيقية، لبناء ميثاق مجتمعي جديد بين الموريتانيين يتم بناؤه على أنقاض الفوارق والغبن والانحراف الفئوي والعرقي والزبوني الذي كان هو الميزة الأساسية في الأنظمة السابقة.

لا بد من إعادة تحرير الاقتصاد الموريتاني من المؤامرة بين الزبونية الحاكمة والهيئات الاقتصادية الشريكة لها التي تتقاسم مداخيل ثروات البلد على حساب الشعب، وعلى حساب جميع القطاعات الحكومية التي اندثرت من صحة وتعليم وطرق وبنية تحتية، الإدارة نفسها هزمت وتم القضاء عليها أمام الزبونية السياسية، وأصبح الإداريين عبارة عن مطبلين، التقدم في الإدارة يحصل عليه فقط عن طريق التطبيل، وانعدم معيار الكفاءة بسبب تزوير الشهادات والزبونية.

 

مدير صحيفة "لوتانتيك" الصادرة باللغة الفرنسية عمر المختار: ما هي إجراءاتكم الأولى في حال كنتم خيارا لدى الموريتانيين؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: ستكون إحدى إجراءاتي الأولى، عند انتخابي رئيسا للجمهورية، الدعوة لعقد جلسات وطنية، تجمع كل الموريتانيين، بفصائلهم السياسية، ومنظماتهم المدنية، والمؤسسية، والمهنية، بهدف تقييم مسار الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في مختلف المجالات، وخصوصا فيما يتعلق بالأحداث المؤلمة، التي تسببت في جرائم دموية، ومنتهكة لحقوق الإنسان.

أتحدث عن التطهير العرقي، الذي استهدف الموريتانيين السود، عن الاسترقاق، عن العديد من الدعاوى التعسفية الدموية، وعن التعذيب الذي تعرضت له العديد من الفصائل السياسية الموريتانية.

وأعتقد أن هذه الجلسات الوطنية، ينبغي أن تقود إلى الحقيقة الكاملة، التي تتيح للضحايا حقوقهم، من الجلادين، من أجل التغلب على الروح السائدة في بلادنا، والتي تقسمنا، وتسمم علاقاتنا الاجتماعية، والروابط بين المكونات الوطنية.

أما الإجراء الثاني الذي سأتخذه، فهو فصل الإدارة عن السياسة بشكل نهائي، وسيتم وضع مختلف المناصب الإدارية من أعلى إلى أسفل، بعيدا عن التعيين السياسي، والمزايدة السياسية، إذ تجب علينا معرفة كيفية نزع فتيل هذه الآفة، التي تميتنا ببطء، جراء الأوضاع القائمة، خصوصا في مجال الصحة، وبالأخص فيما يتعلق بالأدوية.

 

المراسل التلفزيوني المختار بابتاح: هناك تغير جذري في خطابكم الذي انتقل أخيرا في مرحلة الحملة من خطاب راديكالي، وأحيانا يوصف بالشرائحي، إلى خطاب سياسي معارض للنظام، إذا فزت بالرئاسة أي الخطابين سيشكل أولويتكم؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي:  ذلك مجرد دعاية من بقايا المرجفين ضد تيار بيرام، كل هزيمة أكبدها لهم يحاولون البحث عن نواقص، أنا خطابي لم يتغير، لكن الخطاب تتم صياغته حسب الواقع، بيرام حينها كان مُحاربا من جميع الأطراف في البلد سواء السياسية أو المجتمعية والدينية، الجميع تكالب علي كما تتكالب الذئاب على فريستها وفي ردود الفعل الدفاعية أظهر بيرام وأنصاره أنهم مدافعين شرسين ولدينا ردود دامغة، وبدأنا تلقين الدروس للمتسلطين المتطاولين المغرورين، وأصبح تيار بيرام تيارا عريضا وطنيا ودوليا، أما وقد تراجع تيار الإرجاف، أصبح من الإنصاف أن ندرك أن مثل تلك الردود لم تعد ضرورية، وأصبح الخطاب الأكثر أهمية هو الخطاب الذي يجمع الكل.

 

مدير إذاعة موريتانيد محمد سالم ولد الشيخ: تحاول إمساك العصا من الوسط بين النشاط الحقوقي والسياسي وبين خطابيهما، كيف يمكن أن تنجح في مثل هذه السياسية؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: سياسيتي ناجحة على الصعيد الحقوقي، فالانجازات التي حققتها على الصعيد الحقوقي لم يسبق أن حققها أي حقوقي في المنطقة المغاربية والغرب إفريقية، حصلت على جوائز كبيرة واعترافات وتكريمات متعددة وكثيرة.

أما سياسيا، فبعد 10 سنوات من الحظر والملاحقة والمحاكمات غير العادلة والسجون والتعذيب والحصار الاقتصادي والوظيفي، حين نزلت للجماهير رأيتم انخراط الموطنين وتحمسهم في حملتي الانتخابية، الجماهير تبحث عني وتتوافد علي من كل مناطق البلد، رغم أنني لم أقدم أموالا ولا سيارات والحكومة تضايقني لكن الجماهير تتوافد وهذا هو النجاح.

نحن في حركة (إيرا) نحب جميع الموريتانيين، أما حزب الصواب فأحبونا وأحببناهم، الصواب يوجد به شباب وأطر جامعيين ليسوا ضالعين في حالات عبودية لم يسجل أن أي أحد منهم سبق أن مارس العبودية وليس لهم أي ماض عنصري، كما أنهم ليسوا ضالعين في قضايا فساد أو نهب للمال العام.

 

مدير صحيفة "لوتانتيك" الصادرة باللغة الفرنسية عمر المختار: يخشى جزء من الموريتانيين من بيرام رئيس مبادرة "إيرا" ويصف خطابه بالمتطرف والعنيف.. كيف يرد بيرام؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: في البداية أريد القول إن هؤلاء ضحايا الداعية الكاذبة للأنظمة الاستثنائية، ونظام محمد ولد عبد العزيز، لقد تقصلت هذه الفئة.

لقد فهم "البيظان" أن مساعي محمد ولد عبد العزيز إلى تقديم بيرام وإيرا والحراطين كخطر، ليس سوى غطاء يستخدم للاحتفاظ بالعرب البربر، وتعزيز وتقوية قوة محمد ولد عبد العزيز.

وقد عانى العرب البربر، أنفسهم خلال عقد الجمر من حكم محمد ولد عبد العزيز، وتعرضوا للاضطهاد، وكانوا ضحايا، للقمع الذي لا يوصف، على يد رجل لا يفكر إلا في صندوقه وجيبه، والمقربين منه، ومرؤوسيه.

لهذا السبب، فإنني فكرت في الإجراءات، وفي التواصل القوي، الذي قمنا به، وعززناه من خلال التوجه نحو حزب الصواب، وأعتقد أن "البيظان" الذين تم تضليلهم، أدركوا أننا هم، وهم نحن، وأضحت مشاعرهم أحسن، وسيكون التحقق من ذلك ممكنا خلال هذه الانتخابات.

 

رئيس تحرير وكالة الأخبار أحمد محمد المصطفى: تحدثتم اليوم في المؤتمر الصحفي عن اختيار النظام مسارا أحاديا للانتخابات للرئاسية، وعن تحضيره لتزويرها، ما مبرر استمراركم في السباق الانتخابي في ظل تأكدكم من هذه الوقائع؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: أنا لم يسبق أن قاطعت انتخابات سوى انتخابات لم أجد إطارا قانونيا يخولني المشاركة فيها، أنا لا أعتبر أن للكفاح المسلح أي فائدة أومن بالنضال السلمي والصمود والصبر عن بيع الضمير والمواقف، المشاركة هي الخيار الوحيد، نظام كالنظام الحالي أضعف من أن يستطيع المقاومة بالاعتماد على التزوير وطمس الحقيقة، وهذه الانتخابات ستبرهن على ذلك، النظام لن يفلت هذه المرة من قبضة الجماهير وتصويتهم.

 

المراسل التلفزيوني المختار بابتاح: خصومكم يتهمونكم بأنكم هم من أنقذ النظام سنة 2014 بعد مقاطعة شبه كاملة من طرف المعارضة، وحتى في هذه الانتخابات تمت تزكيتكم من طرف مستشارين في الحزب الحاكم، كيف تردون على سؤال: بيرام والنظام أي علاقة؟

المرشح بيرام الداه اعبيدي: وجدت الكثير من المستشارين من المعارضة، ووجدت مستشارين من الحزب الحاكم ومرحبا بهم.

بخصوص العمد وجدت منهم عمدة واحد من عمد الحزب الحاكم قام بتزكيتي شخصيا، أما العمد الآخرين فعلا هم عمد من الحزب الحاكم، لكن لم أطلب منهم تزكيتي ولا أسأل عن تزكيتهم ولا يمكن لأي منهم تقديم شكوى ضد أي شخص، هم يخضعون للوصاية وتحت حضانة حزبهم.

مستشاري وعمد الحزب الحاكم كل واحد منهم وقع على بياض، وقام حزبي باتصالات بحزب من الأغلبية وذلك الحزب قام بتوجيه حزبنا (الصوب) للحزب الحاكم باعتبار أن الأغلبية اتفقت على منح التزكيات للجميع ولست أنا وحدي.

أخيرا، أقول إن شريحة البيظان أصبحت تدرك أن ولد عبد العزيز ليس هو المنقذ، حيث قام بتفقير الناس وكبتهم وسجنهم، وأدركوا أيضا أن بيرام ليس هو العدو.

 

رئيس تحرير وكالة الأخبار أحمد محمد المصطفى: شكرا لكم السيد الرئيس، وشكرا للزملاء الذين شاركوني إثراء الحوار، مدير صحيفة "لوتانتيك" الصادرة باللغة الفرنسية العميد عمر المختار، مدير إذاعة موريتانيد الخاصة محمد سالم ولد الشيخ الملقب "الشرفة"، والمراسل التلفزوني المختار بابتاح.

ثلاثاء, 13/08/2019 - 08:51