أزمة UFP: على ذكر الخواتم... (رد)

إلى الرفيق د. محمدو الناجي الموقر،

اطلعت اليوم على آخر مقال لكم بعنوان :«الأمور بخواتمها»؛ ويبدو أنه من سلسلة مقالات تودون من خلالها الدفاع عن رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، ولا بأس بذلك فهذا حقكم، وهو رئيس حزب يفترضنظريا أنه ما زال يضم جميع أعضائه باستثناء أولئك الذين طردهم أو علق عضويتهم الرفيق رئيس الحزب. وأنا، كعضو في هذا الحزب –حتى الآن على الأقل، لا أستحسن بعد أن أتكلم عن تلك القرارات ولو أن لي منها موقف غير موقف من اتخذوها. لكن ما لفت انتباهي هو تقسيمكم، في عملية سرد تقييمي، لمؤسسي الحركة الوطنية الديمقراطية سنة 1968 في توكومادجي، حيث ظهر من خلاله أن العنصر الثاني، إذا كنتم تعنونني بالثاني، "قد اختط لنفسه طريقا خاصا أكبر من الحركة الوطنية الديمقراطية"؛ فرأيت من حقي أن أضع عليكم الأسئلة التالية:

أين كنتم حين كنت أنشط داخل الطبقتين التين اعتمدت عليهما الحركة في نضالها الطويل والشاق:العمال والفلاحين؟ فاسأل أحد العمال والفلاحين يجيبك إذا كان نزيها في جوابه، فسيخبرك عن النشاط الذي كنت أقوم به لا لحساب شخص، بل لمبادئي التي اخترت الانخراط فيها عن قناعة وما زلت حتى الساعة.

أين كنتم حينما شاركت في الإضراب الذي دعت له الحركة بواسطة النقابات سنة 1971 تضامنا مع سجناء الحركة النقابية، وكنت حينها مدير مدرسة لكصيبة 1؟ ألم تكن تضحيتي بأسرتي من أجل مبادئ اخترتها عن وعي وليس لصالح شخص، أم كانت تطبيقا لخطي الذي اخترتم لي؟.

أين كنتم عندما حولت إلى "جول" أثناء السنة الدراسية لأن الإدارة تعتبرني ممثلا للحركة داخل ولايةكوركول، وهي محقة في ذلك ولو لم يكن لها الحق في تحويلي بسببه، لأني أستضيف داخل المنزل الذي أجرته مع بعض رفاقي المعلمين (محمد سالم ولد حي، مثلا) مجموعة من الطلاب المطرودين من المدارس (لمرحوم لمرابط ولد حمديت، ومحمد ولد ابراهلله) على سبيل المثال لا الحصر؟.

أين كنتم عندما قدت مع بعض الرفاق مظاهرة مخلدة لمذبحة العمال في ازويرات يوم 29 مايو، بعدماقررت الحكومة منعنا من تخليد فاتح مايو 1972؟ لقد كننت أنا حينها أقوم بمهمة منسق جهوي لاتحاد العمال الموريتاني المندمج في كوركول.

وأين كنتم عندما أرسلت لي الحركة مجموعة من التلاميذ المطرودين من المدارس وأنا في روصو، كي يتابعوا دراستهم -وما زالوا كلهم أحياء الحمد لله؛ فباسم من تابعو دراستهم دون أن يتضرر أي منهم حتى أكملوا، غير الحركة؟

وأين كنتم رفيقي الموقر سنة 1991 عندما قمت بالمشاركة في تحرير وطباعة رسالة الخمسين إطارا المفتوحة والموجهة إلى رئيس اللجنة العسكرية معاوية ولد سيد أحمد الطائع، تطالبه بالانفتاح خوف انفجار الوضع في البلاد حفاظا على وحدة الشعب الموريتاني التي كانت وما زالت ضمن مبادئ الحركة قبل ميلاد أي حزب؟

وأين كنتم رفيقي العزيز عندما تقدمت بملفي لوزارة الداخلية، من بين العشرين شخصا المحددين، لطلب الترخيص لحزب اتحاد القوى الديمقراطية، وترأست لجنة انتسابه في لعصابة وكانت حملة ناجحة؛ فباسم من قمت بكل هذه الأنشطة؟ أباسم خطي الخاص الأكبر من خط الحركة الوطنية؟ أم هو من صميم الخط الذي اتفق عليه الجميع؟

وأما ما قلتم، رفيقي العزيز، من أني لم أتول القيادة، أليست قيادة طبقة العمال قيادة في نظركم؟ أم القيادة فقط هي قيادة الحزب بعد الديمقراطية.. وحتى في هذه، فقد كنت عضوا في أول مجلس وطني لاتحاد قوى التقدم، وقررت عدم الترشح إيثارا لرفاق آخرين يودون المشاركة في عضوية المجلس.

وأخيرا رفيقي وصديقي العزيز، لم أكن يوما من الأيام من الذين يرغبون في مثل هذه التجاذبات، وكنت أربأ بكم عن الدخول في هذه المهاترات.

أما كوني كتبت بعض المقالات التي أنتقد فيها بعض المواقف التي تتخذها قيادة الحزب (كمقال بعنوان"لم أكن أتوقع"...)، عندما قاطع حزبي، مثلا، وبدون تشاور مع قواعده وأطره الذين أعتبر نفسي منضمنهم وليس لأحد الحق في أن يمنعني من ذلك، فهو حق لي لا أتنازل عنه. أليس هذا الحزب، حزبي،هو اتحاد قوى التقدم، أم أنه أصبح اتحاد قوى أخرى؟ أليس من حقي أن ابدي وجهة نظري للرأي العام في حزب أنتمي إليه قبل أن أطرد منه كبقية الرفاق؟

أنا لعلمكم لم أخرج من موريتانيا خوفا من القمع ولا طمعا في رزق أناله، فموقفي اخترته لنفسي واقتنعت به وما زلت وسأظل بإذن الله.

كتب الله لنا جميعا حسن الخاتمة

محمد عينين بن أحمد الهادي

 

خميس, 10/10/2019 - 11:38