الحالات المستعجلة.. بين المجانية.. وتأخر وقصور التكفل..

يحتل التكفل السريع والفعال بالحالات المستعجلة القادمة للمستشفيات أهمية قصوي في بلد قليل الآمكانيات كبلادنا ،تغلب علي شعبه الهشاشة ونقص الوعي الصحي ويغيب فيه مفهوم النقل الآمن للمصابين وينعدم فيه اي ( نظام مساعدة طبية إسعافية).

لقد ظل مطلب تطوير وإصلاح وتحقيق فعالية الحالات المستعجلة مطلبا ملحا للمرضي ومرافقيهم ومطلبا دائما لنقابات الصحة التي سعت بكل جهد لأن تكون الحالات المستعجلة( مجانية)...

إن انتقادات المراجعين لنظامنا الصحي والتي هي في غالبيتها مبررة تبدأ دوما من الحالات المستعجلة وقد تستمر بعدها في أقسام اخري ..لكن اللقاء الأول مع الطواقم الطبية يبقي المحدد الأساسي من ناحية الفعالية الطبية ومن ناحية الحفاظ علي كرامة المريض الإنسانية والحصول علي ثقته في العلاجات والمعالجين.

اليوم تقول الوزارة بان تعليماتها هي بمعالجة جمبع الحالات المستعجلة قبل طلب دفع المستحقات المترتبة علي ذلك ولكن شكايات المواطنين وانتقادهم لطبيعة التكفل وتأخره ونقص فعاليته مستمرة وتزداد، بل يذهب بعضهم إلي تحميل الطواقم العاملة في المستعجلات سبب فقد عزيز أو تاخر شفائه
فأين تكمن المشكلة؟

 

حسب رايي في نقطتين:

 

1- الوزارة لم تضع آلية سريعة وفعالة لتنفيذ ( توجيهاتها) فلا المستشفيات وضعت الادوية والمستلزمات تحت التصرف المباشر للطواقم الطبية ولم تسمح لمسيري الصيدليات ومقدمي خدمات الأشعة والمخابر فيها ( بتسليم الدواء وإجراء الفحوص بمجرد وصفة موسومة بصفة الآستعجالبة من طرف رئيس الطاقم الطبي المداوم..دون تأخير) 
ولا الوزارة وضعت مبالغ ولو جزافية لتعويض المستشفيات.
القضية هنا قضية ( إمكانيات) فمن سيعوض المستشفيات ؟ وهل هناك خط مالي في ميزانية الوزارة لتولي هذا العبء ؟.....هذا الامر لم يحسم وهو مصدر البلاء.

2-كفاءة الاطقم الصحية وكفايتها عددا وخبرة و عدم تنظيم دوامها بحيث لا يزيد علي12 ساعة لتكون في كامل تركيزها وهذا امر يمكن التغلب عليه تنظيميا من طرف المستشفيات عن طريق التدريب والتشجيع، وفي هذا المجال يجب 
تجنب وضع المتدربين سواء كانوا أطباء او ممرضين في الخط الأول في المستعجلات ،بل الاطباء ذوي الخبرة حتي يكتسب البقية حسن التصرف وآليات التعامل ليس فقط مع الحالة المستعجلة ولكن اكثر من ذلك مع الحالة النفسية والآجتماعية للمريض وأسرته ومرافقيهم.

سبت, 26/09/2020 - 17:31