تعليقا على "المؤتمر" الصحفي

ملاحظات في الشكل والمضمون - تقرأ مجتمعة ولل ماه اباس تترك مجتمعة:

-1- لولا غياب ول محم وول اجاي عن الخلفية - إذا ابتسم ابتسما، وإذا كشر كشرا- لحسبت الرجل لا يزال في القصر رئيسا. لم يخلع الرجل جلباب السلطة نفسيا واندمج في مشهد "تصدر" مشهد المؤتمر (وأثر هذا على أدائه لأنه "بث مباشر" على موجة "تسجيل") 
2- لم يتم الرد على أي سؤال من الأسئلة القليلة التي طرحت بشكل جيد ؛ المراوغة والسقوط في حيلة مركبة : الحدة في إرباك السائل إخافة وتهكما مسبقا يحرجه، أو كبحه تماما أو تحليل شخصيته ونواياه للتقليل من أهمية سواله أو إدراجه في نسق التحامل والاصطفاف (فعلها مع بعضهم)، حتى يسهل الرد عليه + التذاكي القائم على ثقافة البيظان في تجاهل الإشكال المحرج 
3- أغلب الأسئلة أعدت بشكل غير جيد وبعضها سيئ جدا لأنها صيغت طويلة حلزونية مرتجلة وغير مراعية لترتيب الافكار؛ وفتح ذلك أفقا سهلا للرجل ليسفه براحة بال (محتاج لأي ثغرة) حال السائلين في طريقة طرحهم للأسئلة (قوله مرات : ذي محاضرة ماهي سؤال)

4- لا يمك الرجل أي كاريزما خطاب إلا لجمهور يعاني من السادو-مازوشية؛ أي المتلقي الذي يتلذذ بأن يذله المتححدث بسادية جاهلة وأن يرى المنطق يداس ثم يبتسم فحسب، أو المتلقي الذي لديه أصلا موقف ود أو محاباة للرجل (هؤلاء خارج التعليق هنا لأن علاقتهم غير موضوعية بالرجل)

5- لم يتبين الرجل - رغم اتساع الهوة - تباين موقعه رئيسا ورئيسا سابفا، ولم يوفق في تحصيل درجة الذكاء في العلاقات العامة التي تمكن من تمييز موقف المدافع من موقف المتغطرس : اختلط عليه مفهوم الهجوم - سياسيا ونفسيا- لأجل الدفاع مع مسألة أخرى بعيدة تماما وهي تسفيه الآراء بعنجهية والنظر للناس كتابعين في ثكنة. في هذا يلتمس للرجل العذر تكوينا وخبرة لعقود لم يشكل فيها جسرا بين رئاسة ثكنة خاصة وبين الرئاسة. حتى لا أظلمه: هذه الخاصية النفسية-الثقافية ذات حدين وقد كان لأحدهما - الإيجابي - دور خلال مأموريته : مواقفه في المضي في مشاريع او قرارات معينة رغم تحفظ مستشاريه وتردد من سبقوه من الرؤساء أو تحججهم بالامكانات المالية او الحرج البروتوكولي (تنظيم القمة، تشيييد المطار، اقتناء الطائرات والحرب على الارهاب وموضوع السفارة). لا شك أن خاصية رجل الثكنة أفادت في ذلك.

6- وقع الرجل في فخ الخلط بين فرصة مخاطبة الموريتانيين ومخاطبة خصومه في السلطة فلم يقدم شيئا للمواطن واكتفى بالتلميح في شأن الخصوم (يبدو أنه لا يزال يؤخر أوراقه في تلك اللعبة الخطرة). ربما الجمهور الوحيد الذي أشبع شغفه هو أقاربه ورهطه لأنه لعب دور الفتوة المعلم تحديا لفظيا لخصومه 

7- أعطى الجمهور انطباعا سيئا لتناقضه بشأن اعتبار خصومه مفسدين وقد كانوا شركاءه في العشرية! وزاد ذلك سوء بالتلميح إلى وجود غيره من الفاسدين ضمن الجهاز التنفيذي الحالي (كأنه قارن بمنطق : نحن العدن كن فاسدين لم أكن لوحدي). حدث ذلك دون ملاحظة منه لمجرى كلامه فالرجل يعاني من صفة البث غير المؤطر. من كان رئيسا أمنيا وسياسيا لعشر سنوات يفترض أنه جاهز لانتقاء عناصر خطابه ضمن مواجهة مع خصومه (المعلومات، المواقف، والتفاصيل). 

8 - يبدو أنه يرغب في لعب دور ما رغم مخالفة ذلك لمنطق شائع في دول الجنوب فالرئيس السابق لا دور له بعد مغادرته خاصة إن كان عسكريا قدم بانقلاب وذا مال محل اشتباه
9 - لست متشائما؛ لكن أخشى القول : روجعوا اعل فظتكم واعل فرص منحت لبني الاصفر في أرضكم 
10- قد يكون التحقيق تموضعا ديناميا بين "باط ؤمرفكَ" وللشعب أن يجرب طعم المحيط من كَد شاطئ "كَدج"، لا قدر الله.

سبت, 29/08/2020 - 10:20