لماذا تتفوق إسرائيل على العرب أجمعين؟.

بين فلسفة التفوق النوعي وبين نهج ميكافيلي في كرسي الحكم يقبع عالمنا العربي مثل الثكلى النائحة التي لا تملك غير اللطم وشق الجيوب ! تسلمت "إسرائيل عدداً من طائرات "أف35" المقاتلة ذات الإقلاع والهبوط العمودي، وهي الجهة الوحيدة في العالم التي حازت هذه الطائرات غير الجيش الأمريكي، وأيضا هي الجهة الوحيدة المخولة باستخدام تكنولوجياتها الخاصة على هذه الطائرات وأنظمة تسليحها الخاصة، وليس التكنولوجيا أو أنظمة التسليح الأمريكية.

 

وتركز "إسرائيل" على التفوق النوعي في جميع المجالات، العسكري، والأمني، والتكنولوجي مثل تكنولوجيا الاتصالات، وتكنولوجيا الصواريخ، وأنظمة المعلومات، والحقل النووي، وجميع تكنولوجيات المجالات المدنية بجميع أشكالها، ودعم المواهب العلمية وتبني العلماء والباحثين واستقطابهم من كل أنحاء العالم.

 

و قد حازت مركزا متقدما على العالم في البحث العلمي، وهذا التزام بالفلسفة التي قامت عليها "إسرائيل" فلسفة المؤسسين من هيرتزل إلى روتشيلد إلى بن غوريون، والتي تؤكد على أن وجود "إسرائيل " مرهون بتفوقها العسكري والاقتصادي والعلمي أولا، وفي جميع المجالات الأخرى ثانياً.

 

النهج الذي يحكم الدول العربية جميعها بلا استثناء هو نهج ميكافيلي، الأمر الذي يجعل كل شيء مباح من أجل الحفاظ على كرسي الحكم لزيد أو لعمرو !! وعند الحديث عن الأرقام، قد نصاب بالصدمة إذا ما قرأنا بعض مقارنات الأرقام الاقتصادية، سواء بالميزانية أو بدخل الفرد أو بالإنفاق على البحث العلمي في "إسرائيل"، مقارنة بالدول العربية، بحيث أن الفوارق تبدو فلكية ومحبطة. 

 

ولكن أيضا يجب الأخذ في الاعتبار بأن القدرات الاقتصادية والبشرية والجغرافية العربية إذا ما قدر لها التحرر من الاستبداد، فإنها ستعوض هذا الفارق الهائل في زمن قياسي جداً !!!

 

وفي نفس الوقت وكما أسلفنا فإن النهج الذي يحكم الدول العربية جميعها بلا استثناء هو نهج ميكافيلي، الأمر الذي يجعل كل شيء مباح من أجل الحفاظ على كرسي الحكم لفلان أو فلان، بحيث تدمر الحضارة والإنسان، ويحول الوطن إلى سجن كبير ومكان لإعدام العقول والكفاءات !! وحرمان الشعوب من نهضتها من أجل بقاء كرسي الحكم للحاكم، ويختصر الوطن والحضارة والإنسان في شخص أو عائلة تنهي طموحات الناس وتضع سقفا لأي طموح علمي أو عسكري أو سياسي، بل حتى ثقافي وإنساني.

 

في الحقيقة هذه محنة عظيمة ونكبة أليمة على الأمة أن تدرك حجم ضراوتها، وعلى الأنظمة العربية الحاكمة أن تفرق بين كرسي الحكم وبين نهضة الشعوب وحقوقها، إذ من الواجب على الحاكم أن ينأى بالصراع على السلطة عن مسألة التقدم العلمي والإنساني والحضاري ونهضة الشعوب، وأن ينأى بأجهزته الأمنية عن التدخل في كل ما هو مدني وبعيد عن الصراع على السلطة، وهذا بدوره سيخفف الاحتقان السياسي ويقلل من المآسي التي لن تتوقف مادام هذا النهج حاكما جميع البلاد العربية من المحيط إلى الخليج !!!

 

جمعة, 21/08/2020 - 11:14