مقصلة الكبرياء و مشنقة الضمير!

 كان الوقت أصيلالا حين أشرأبت الأعناق نحو الأفول لمسامرة تلفاز مفقد لشهية المتابعة .. مرمد للعين الثاقبة مزعج للأذن المصغية .. لفرط ما تنوء به من تفاهات و سخافات .

و ذلك لمتابعة جديد السياسة و قياس نسبة الكياسة في شارع لا يكترث كثيرا لصراع الكبار بقدرما ينشغل بجهاده  الأكبر في الكدح من أجل البقاء  .

غاصت الكلمات في بحر لجي من الشائعات و غصت المنابر و الحناجر بعنتريات العاجزين عن تبرير الواقع، و عن تمرير خطابات العهد و الشرف و الوفاء في زمن باتت كل المفاهيم فيه مغشوشة .

  أراد "الزعيم" أن بخرج و يسلك طريقا كان يظنه قد عبده بالمال و القانون و لكن هيهات .. لم يسلكه قبله زعيم عربي أو إفريقي زال سلطانه -مريدا أو مكرها-  إلا تبلل في مستنقعات السياسة الآسنة أو غاص في وحلها العفن .. و رمته بغثها و زبدها ..
لقد تلطخت السمعة و خدش الحياء و كسرت الهيبة ؛  فانكسر الكبرياء و أزفت ساعة الحساب .

  لكن  التجاهل و التمادي ظلا يسيطران على النفس المثقلة بتضخم الأنا؛ لتقود صاحبها نحو مقصلة الكبرياء المعلقة أمام كل بيت موريتاني أصيل .

وغير بعيد من تلك المقصلة توجد مشنقة الضمير تنتظر غائبا فر من كل جسم أتخمته المناصب و المكاسب و الامتيازات . في عشر خلت من النماء و البناء .

ولكن مع هذا كله فقد تعالت الزغاريد هنا للزعيم  الموقوف و لعلع الرصاص هنالك في الشرق للوزير الملهوف ...

و أمام هذه المشاهد الدرامية بت أكاد أسمع ترنيمة مؤازرة لمن غيبهم الحرمان عقودا من الزمن، و أسمع  طقطقة حبات سبحة عتيقة ورثها عمرو عن زيد في جوف صحراء لم تكن تنبت غير الصبر و الزهد و العهد .

و كأن بنان عمرو تلك تناجي بعضها بعضا في صخب لا يخلو من مكر سياسي ممزوج بعهد غير واضح المعنى و وعد مبهم المبنى يقول في حزم نادر :  "بكل خرزة من هذه السبحة سيفتح ملف و بكل شاهد فيها سيغل فحل" .

  مما يؤكد بجلاء أن الأحداث تتجه بجدية تامة نحو التصعيد . و لن ينفع معها تصعير الخد ، و لا  شيطنة بعض الحركات الفكرية في ساحتنا السياسية .

          الحسن ولد محمد الشيخ 

18 أغسطس 2020

ثلاثاء, 18/08/2020 - 18:19