موريتانيا.. المخاض العسير

 

 

اذا استطاع النظام الحالي بقيادة الرئيس غزواني استعادة أموال الشعب المنهوبة  ومحاسبة الفاعلين (وأحسبه  قادرا  علي ذالك لما يتوفر لديه الآن من مقومات تلك القدرة..) فسيكون قد أسس لمرحلة جديدة تضع حدا للحقبة الثانية أو الدولة الطائعية "التي امتدت قرابة 30سنة (1990-2020) منذ بداية ارهاصات المسلسل الديمقراطي ولا تزال امتداداتها قائمة للأسف  نتيجة لغياب المحاسبة.. و اعتمدت بالأساس  علي مبدأ "ال اتول شي كالو... "   وتغاضت فيها مختلف السلط الحاكمة وإن بشكل غير مباشر؛  مقصود غالبا و غير مقصود أحيانا عن الكثير من مظاهر الرشوة والفساد الإداري  الممنهج التى طالت كل شيئ جميل في هذه الأرض الطاهرة ولم يسلم منها حتي "مجتمعنا" الطيب البريئ القادم للتو من البادية بنقائها وحسن سريرة أصحابها.

 

تعرض هو الآخر - وهذا هو الأخطر-  لإختلالات جمة في منظومة الأخلاق و المفاهيم لديه (مسح الأدمغة)  وصارت سرقة المال العام المؤدي للثراء السريع يعتبرها "تفكريش" ويمجد مرتكبيها ، وقد خلق ذالك هوسا غير مسبوق لدي البعض  "للتعيين" وتحمل المسؤولية ليس لأنه اهلا لها أو أن لديه من الكفاءة ما يمكنه من تصدر المشهد وإنما فقط ليلتحق بركب "افكاريش"......

 

 كل هذا وذاك  تسبب فيما نسميه نحن  الأطباء (Retard de croissance = تأخر النمو) والذي أعاق بشكل واضح تقدم الدولة وحرم الكثير من مواطنيها من الخدمات الأساسية ومنع حصول الكثير منهم علي فرص العيش الكريم داخل وطنه من خلال أعمال لائقة في وطن غني بموارده الإقتصادية والتي لو سيرت كما ينبغي لعاش الجميع في رخاء وازدهار ....

 

بعد انتهاء تلك الحقبة يمكن البدأ في التأسيس لمرحلة جديدة  "الحقبة الثالثة أو الجمهورية الثالثة سمها ما شئت"،. المبنية علي مبدأ "حاسب نفسك قبل أن تحاسب " لتنطلق قاطرة التنمية ويجد كل مواطن حقه دون منة من أحد ودون أي تملق أو نفاق لفلان أو علان؛ حينها يكون  تولي المسؤولية بحق تكليف لا تشريف يتدافعه الأكفاء الأمناء بعيدا عن نظام المحاصصة القائم  والمبني علي تقسيم المناصب علي أساس  الإنتماء الشرائحي ، العرقي، القبلي والجهوي..  والذي حتما سيختفي يوما ما عندما يصل الوعي لدي الشعب لمرحلة تنصهر  فيها كل تلك المسميات في وطن واحد هو موريتانيا.

 

هذا ما نتمناه بصدق ونعمل من أجله وما ذالك علي الله بعزيز.

 

(من حقنا ان نحلم .. ومن حقنا أن نسعي لتحقيق أحلامنا ومن حقكم ان يكون لديكم وطن لا تحسون فيه بالغبن.

 

الدكتور محمد ولد محمد العاقب

أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد

سبت, 08/08/2020 - 15:40