هكذا ننتظر فخامة الرئيس

في الذكرى الأولى لتوليه الحكم، يتطلع الموريتانيون إلى موقف الرئيس من الحصيلة، وأين هو من موقفهم الحائر بشأنها.
وهذه هي الاحتمالات المتوقعة:

 

الاحتمال الأول:

سيتحدث فخامة الرئيس في خطاب يكشف فيه عن "ذا الِّ كانت القيادة وَاحْلَه فيه" طيلة سنة كاملة؛ فيعدد المسائل الحيوية التي كان يجري العمل عليها وراء الكواليس، ويعرض جدول حلولها ومعالجتها؛ فيعلن سيادته الانجازات التمهيدية التالية:
1- وضع أسس جديدة للحكامة الرشيدة، تحارب بجدية الفساد والمحسوبية؛
2- تنفيذ توصيات لجنة التحقيق البرلمانية ومفتشية الدولة؛
3- مراجعة كافة الاتفاقيات والصفقات القائمة منذ 1990، على أساس تصحيحها ومتابعة المسؤولين عن الانتهاكات القانونية أو شبهات الفساد المؤثرة فيها.
4- وضع خارطة طريق للتعاطي السياسي، من أجل تصحيح الممارسة الديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية، وقطع الطريق على النزعات العنصرية والقبلية والجهوية؛
5- إحداث قطاع متكامل للرقابة والتفتيش والتقييم الإداري الشامل عبر الوظيفة العمومية، يتولى وضع آليات دقيقة وعادلة لتصفية المشمولين في كتلة الأجور، وإخراج زوائدها الكليلة العائدة للتوظيف بواسطة المحسوبية أو الغش والتزوير، واعتماد "التنقيط" السنوي لكل موظف عمومي.
6- الإعلان عن تخفيضات كبيرة في أسعار المحروقات والكهرباء والماء، ومراجعة طرق تسعيرها على أساس رفع سقف "الاستهلاك الاجتماعي" المخفض السعر، وتنشيط الرقابة على أسعار وجودة المواد الغذائية الأساسية.
7- الإعلان عن بدء حوار وتنسيق بين قطاعي الصحة العام والخاص، لتخفيض تكاليف التكفل الطبي وخفض أسعار الاستشارات والفحوص والعمليات الطبية، ومواجهة الأخطاء والمخالفات، والغش والتحايل والشعوذة... في ممارسات الطبابة والتمريض.
8- الإعلان عن خارطة طريق لإصلاح التعليم العمومي على أساس تكفل الدولة وحدها بالمراحل الابتدائية، وإعادة الاعتبار للمدرس، وتوحيد المناهج والأزياء المدرسية.
9- الإعلان عن سياسة اجتماعية تشجع التطوع، وتنشئ برامج "الخدمة المدنية" ينخرط فيها الشباب في المراحل الثانوية والجامعية، تشغل حيزا متناسبا من العطلة الصيفية.
10- حل الحكومة الحالية والإعلان عن حكومة جديدة ذات هيكلة إدارية مبسطة، تتولاها كفاءات نظيفة السيرة، مهيأة لتنفيذ هذه السياسات، في آماد محددة.

 

الاحتمال الثاني:

سيلقي الرئيس خطابا مختصرا يعدد فيه إنجازات حكومته خلال السنة الأولى، مركزا على برامج المساعدات وصندوق تآزر وكورونا، وعلى الانفتاح السياسي على المعارضة، وملقيا باللوم في أي إخفاق على وباء كوفيد19، ومبرزا النجاح الملموس في مكافحته وتقليل خسائره، مع مقارنة ذلك بدول الجوار والعالم.
وإعلان وعود سخية بالمزيد من الانجازات المرسلة، وخاصة في مجال مكافحة الفساد، والحكامة الرشيدة، والتنمية والترقية...

 

الاحتمال الثالث:

قد لا يتحدث الرئيس إطلاقا ، أو يتحدث عن أشياء أخرى، وإنما يتحدث المسؤولون عبر وسائل الاعلام الرسمية عن إنجازات قطاعاتهم.
بينما تنشط الاذاعة والتلفزة في المديح ، و تركز على بث المقابلات التي تثمن نتائج السنة الأولى من الحكم وتعدد "الانجازات العملاقة" التي تحققت في هذه الفترة "الوجيزة"؛ تماما كما مردت على ذلك ويبست!
وقد يحدث تعديل وزاري بسيط على أساس "المباترة" التقليدية بين بعض الوزراء المخلدين.
وبذلك تكون العشرية قد أضافت لعمرها سنة جديدة، تبين أن النظام ما زال هو نفسه، وأنه في وادٍ مع مزيد من الوعود، والناس معظمهم في واد آخر مع "هريله"!!

اثنين, 27/07/2020 - 21:18