عودة حراك منسقية المتسابقين الحاصلين على معدل 12

مابعد منتصف ٢٠١٩ نظمت مسابقات عرفت بالمسابقات الكبرى و شارك فيها عشرات الآلاف من حملة الشهادات في كافة المجالات ، ونجح من نجح ، و سقط من سقط ، سواء كان بسبب معدله الذي لا يسمح له بالنجاح أصلا ، أو بسبب التصفيات ، وفي هذا الإطار وجد عشرات الشباب أنفسهم في مشاعر لا يمكن وصفها ، فهم نجحوا في كل مراحل المسابقة ، ( كتابيا ، شفهيا ... ) ، بيد أن التصفيات النهائية أقصتهم، ومن هؤلاء المؤهلون للنجاح في مسابقات المدرسة الوطنية للإدارة، والذين صرح الوزير الأول في خطابه أمام البرلمان أنهم أضيفوا للناجحين النهائيين، ليتبين لاحقا أنه مجرد تصريح عابر ، لا أساس له على أرض الواقع ، وهو ما فجر حراكا قويا عرف ب" منسقية الحاصلين على معدل ١٢ فما فوق " ، وهذا الحراك يتشكل من نخبة الشباب وخيرتهم ، وقد نظم عشرات الوقفات الإحتجاجية، مطالبا بتطبيق كلام الوزير الأول ، و أطلق حركة مطلبية احتجاجية شهد القاصي والداني برقيها و نبلها، ولا غرو ،فهم ما بين قاض و مفتش شغل وخزينة و مراقب و كاتب ضبط ...

وفي الوقت الذي تستثمر فيه الأمم في الشباب ، و تشيد فيه الدول آلاف الجامعات لبناء العقول ، والإستثمار في الفكر والوعي ، ووجه حراك هذا الشباب المناضل بالقمع ، و لقد صمد هؤلاء الشباب أيما صمود ، و انتشرت قضيتهم في الآفاق مطاردة الوزير الأول في كل موقع ، حتى إذا أصبحت قضية رأي عام جاءت جائحة كورونا ، لتوقف كل شيء ، ولم يكن حراك " منسقية الحاصلين على معدل ١٢ فما فوق " بدعا من ذلك، واستمر الإغلاق ٣ أشهر ، ومع رفع الإغلاق وفتح المجال العام ، عادت المنسقية بحماس أقوى ، ونفس جديد، لتؤكد أنها لم تكن نائمة طوال فترة الإغلاق، وأنها عازمة على تحقيق النصر، وانتزاع التوظيف الذي يستحقه أعضاؤها، بما بذلوا من جهود علمية في الدراسة ، وبما حققوا من تفوق، ليؤكدوا أن نجاحهم كان بفضل الله تعالى ، و أنهم مصرون على خدمة هذا الوطن، وأنهم لن يستسلموا لداعي الخنوع والإنبطاح، و أنهم جزء أصيل ومكون فاعل من هذا المجتمع، حقق النجاح في سبيل بناء الدولة، عن طريق المسابقات ، و لن يتنازل عن بناء وطنه مهما كلف الثمن .

 

زين العابدين علي

أحد, 26/07/2020 - 11:56