لم يتنخب البريطانيون ونستون تشرشل المنتصر في الحرب العالمية الثانية بل انتخبوا مكانه رجلا لا أذكر أسمه لكن مايهمني هو تعليل البريطانين لذلك الإنتخاب بأنهم زمن الحرب قد إختاروا رجل حرب وفي فترة الإعمار اختاروا رجل إعمار .
هكذا تفلح الشعوب الواعية حين تبعد العاطفة عن مصير الأمم ومن هذا المنطلق أردت أن ألج للموضوع .
يمكن للمرء أن ينجز إنجازات عظيمة في مجال عمله وهذا ما يمنحه الذكر الطيب والثناء الحسن لكن ذلك لا يمنحه بالمرة أن يبقى في مكانه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا يمنحه كذلك حصانة عن المساءلة القانونية إن ورد اسمه ولو من باب الخطأ في قضية فساد مثلا .
للأسف لازلنا في موريتانيا كغرينا من الشعوب العاطفية نربط الإنجاز العظيم بشخص واحد وما نازلة ولد يحي منا ببعيد .
صحيح أن الفريق الوطني تأهل للشان والكان وصحيح أننا رأينا علم بلادنا الحبيبة مرفوعا بين أعلام الدول المتنافسة لكن هذا الإنجاز الجميل شارك فيه أناس كثر مثل اللاعبين والمدرب والإطار الفني وطبيب الفريق وكل المواطنين الذين تبرعوا بنية طيبة للمنتخب الوطني وأخيرا وليس آخرا ولد يحي ولكنه ليس الوحيد .
عندما فازت فرنسا بكأس العالم الأخير لم أسمع أو أشاهد في الإعلام الفرنسي ذكرا لرئيس الإتحاد الفرنسي لكرة القدم بل لم أسمع به إلا عندما تعصف مشكلة بالكرة الفرنسية وعندما فاز رفاق زيدان بكأس العالم تحدث العالم كله عن زيزو الرائع وكرمته فرنسا ولم يتحدث أحد عن رئيس الإتحادية الفرنسية لكرة القدم والذي نظم كأس عالم رائعة وفاز بها منتخبه .
الأمثلة كثيرة وأخشى أن أسهب بذكرها .
لا يهمني ما يذكره أهل الفيس بوك من تهم لولد يحي و لا علم لي بها ما أعرفه وأريد أن أشارككم إياه هو أنه من بين الشباب الموريتاني من يعرف الكرة أكثر من ولد يحي ومن هو متحمس لخدمة بلده أكثر منه ولنفترض جدلا أن ولد يحي هو الأفضل ألا يشفع لرأيي أن النتاوب على خدمة الوطن وضخ دماء جديدة ظاهرة صحية تخدم أي مجال وأن تعدد الأفكار ووجهات النظر غالبا ما يأتي بثمار إيجابية وأن بقاء الرجل في منصبه لفترة أطول من اللازم يصاحبها دائما بعض الغرور والتبلد و البقاء على استراتيجية واحدة كما أنه يغري بالفساد .
من الأكيد ان صاحب مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب لم يكن يقصد بقاء الرجل المناسب في مكانه المناسب إلى الأبد وإنما يقصد إتاحة الفرصة وإعطاء القوس لباريها حتى يقوم بدوره ثم يسلم القوس لأحد الرماة الآخرين .
بابه أربيه
