تساؤل حول "عهد الوفاء والتوازن والمنهجية"

جميل ان نعرف رأي احد الزملاء من اساتذة الجامعة والمتخصص في علم الاجتماع: علم السلوك، والنظم الاجتماعية، ومفاعيلها المنظمة، كعوامل موضوعية، واخرى فرعية تابعة بما فيها الذاتية التي  شكلها الوعي الجمعي، وان وجهتها الحوافز الذاتية، والتربية المنزلية، والثقافة العامة..ثم التفاعل مع المعطيات التي تجسد القيم، ومطالب المجتمع، واكراهات  الظروف الاقليمية والدولية معا...
وقراءة  مستجدات النظام السياسي المازوم بنيويا،،وما ذكر عنه  الدكتور البرناوي يثلج  صدورنا من جهة التطمين للانتظارات المتوقعة في عهد الرئيس ولد الغزواني،، ومن المؤكد ان الزميل  اصدر توقعاته التبشيرية انطلاقا من خلفياته المعرفية في علم النفس الاجتماعي وتحديداته لصفات القيادات في التجمعات التي تتفاعل في اطارها المجتمعي للحفاظ على السلوك المنظم لها تحت قيادة "ملكتها" ان كان مجتمع النحل، او رئيستها بالنسبة للنمل، وامومة المراة بالنسبة للمجتمعات الاموية"الاميسية"، او الابوية  بالنسبة للمجتمعات  الاولية... 

 والقيادات الكاريزمية بالنسبة للقيادة العسكرية والسياسية بالنسبة للمجتمعات  الوظيفية، المعاصرة، بغض النظر عن تاثير "الدور" الوظيفي في الادارة البيروقراطية من منظور "ماكس فيبر" حيث  توزع الادوار على الفاعلين لا على المخططين بعد ان حددت في البرامج السياسية،، 
لذلك نتساءل عما هو  البرنامج التنموي، والتربوي، والبنائي للبنى التحية، والفوقية على حد سواء والتحديث عموما، وكلها مطالب  تحتاج الى الخطط والمبراج لانجاز المشروع التنموي  تنفيذيا ، والموزع على  فترات زمنية..؟
ومن هنا يكون الحديث ـ ضرورة ـ  يقود الى الاطار النظري الذي تجاوز وقته،  ولم نلحظه في برنامج رئيس الحكومة الذي قدم ميرانيته المالية  في بداية رأس السنة..دون ان يشعرنا بان النظام الجديد يتميز عن سابقيه...
وكان اكثر ضبابية ــ حتى لا  نقول تشاؤما:  عجزا ــ في الاشارات الخافتة  الى العلاقة بين "تعهداتي" كشعارات، او مبادئ اولية، وبين منهجية الحكومة في التسيير ..

وكذلك غياب النموذج النظري المتعلق  بالمؤشرات الدالة على السياسة الخارجية والمبادئ  التي تحافظ بها على السيادة الوطنية  في العلاقات الخارجية...

ولئن كانت لهذه الايحاءات التي  اشار  اليها الدكتور البرناوي  في بداية العهد،  دافعا للامل المعقود على التفاؤل المطلوب..
غير ان قيم المعرفة في العلوم الاجتماعية، توجهنا الى العام وتجاوز  الخاص الحيثياتي، والعام هو المشروع التنموي، وسياسة التخطيط والاداء الفعلى ومحصلاته كانجاز...
اما استخفاء هذه  في "الخوافي " كصفات مشخصنة للقيادة،،
فهل  ذلك اشارة  عكسية توضيحية  على ان  الذاتي: " في الصفات الست التربية الصوفية، وثقافة العصر، والعقل الاستراتيجي العسكري، والتجربة، ووضوح الرؤية"، هي البديل، مما يحيل الى جفاف شرايين النظام،، حين يكون التركيز الموضعي على القلب"الرئيس" ليس الا...؟
واذا كان الشيء بالشيء بذكر، وفي الذكرى منعفة..لكننا نتمنى الا يكون هذا التفاؤل كالسابق لزميلنا في الاقتصاد في "النظرية الاقتصادية في خطاب معاوية"،، حيث لم  يكلف نفسه  عناء في تحديده  لفروض النظرية، ولا موضوعها، ولاعلاقتها بما كان يعتمل في صدر معاوية، وقد عجز عن قوله  بخصوص  الاقتصاد : لذلك لم يفصل كل منهما هوية الاقتصاد في الحوض هل هو رعوي، او منزلي،،وتجاهل المنظر لنظريتي: التبعية والتخلف، و"التطبيع" المتصهين المكبلتين  للوطن، واقتصاده، وليس لرئيسه فحسب،  والمدنسة لشرف العروبة والتزاماتنا حول امتنا وعقيدتنا...
وقد كان اجرأ منه في التنظير الاخ  العزيز صاحب النظرية الانتربولجية في عنوانه " اهل الحوض امراء فقراء".
وان كان لم يلق الوقت ليوضح لقرائه  ايهما العامل الرئيسي،  وايهما التابع؟

  لقد كان تركيز  الزميل البرناوي يحمل بشارتين تزكي احداهما العهد الجديد  من حيث التفاؤل ..
اما عدم تجاوز ذلك  الى دلالة   المؤشرات في النظام، وتلبيس الاخير  بصفات الرئيس الحميدة   كمرحلة  معبرة عن الاكتمال الاخلاقي .. ولما يبدا التدبير  بعد، فهذه اشارة الى ماذا؟
فقد قيل في المأثور : فما بعد الكمال الا النقصان..ألهذا المح الزميل؟
وهل الاكتمال في صفات الرئيس حين يتجازها المؤملون، والمتفائلون،، ولايتبصر فيها المنظرون معالم للتغيير الاجتماعي، سيصابون بخيبة امل ..وبالتالي سيشهد العهد فشلا متباطئا،  مسببا انطواء للدوافع، وانكماشا للحوافز، ،وانطفاء خافتا، كما القمر في نهاية دورته الشهرية....؟
نتمنى عدم ذلك، ولذلك نحث  الجميع على الخطوات الاجرائية وتطبيق برنامج" تعهدات" النظام  اجرائيا في " تعهداتي" للرئيس.
فهل سيتحقق ذلك قبل الانتخابات القادمة؟

 

اشيب ولد اباتي

 

ثلاثاء, 14/07/2020 - 10:20