النزاع الصحراوي: مرافعة محمد مولود ولد داداه في محكمة لاهاي ممثلا عن موريتانيا (1975)

السيد نائب الرئيس، السادة أعضاء المحكمة، 

 

إن وفد الحكومة الموريتانية ارتای نظراً إلى الدور الذي لعبه الشيخ ماء العينين في الفترة التاريخية المذكورة أن من واجبه أن يقدم  إلى المحكمة معلومات توضيحية إضافية.

إن شخصية الشيخ ماء العينين ومختلف مراحل حياته الطويلة لا يمكن أن تظهر في دلالتها الكاملة إلا إذا أنزلناها في الوسط الذي ولد فيه والذي تكون فيه والذي أدى فيه مساره كشيخ طريقة و عالم مسلم ورجل سياسي.

 

إنّه في هذا السياقِ يمكنُ فهم الدور الذي لعبه الشيخ ماء العينين، فسننظر إذن في حياته، ولا نذكر من سيرته إلّا الأحداث ذات الدلالة متجنبين عمداً جانب الندرة، وسنذكر أسرته ومراحل حياته في شنقيط وفي الأخير حياته المغربية. إن مصادرنا ليس لها من الأصالة إلّا كونها نابعة من المورد الأول و الأساسي، فالمعلومات المستعملة هنا مأخوذة من كتابات الشيخ نفسه أو المقربين منه، ولا سيما منها مؤلف ابنه النعمة المتوفي سنة 1920 وتوجد نسخ من هذا الكتاب محفوظة عند الأسرة في موريتانيا، كما طالعنا كذلك المخطوط رقم 1444 من الخزانة العامة في الرباط. 

 

لقد أثار الشيخ ماء العينين انتباه الادارتين الفرنسية والإسبانية، وقد خصصت له الدراسات التي كتبها أعوان هذين البلدين من موظفين وضباط، أو كتبها علماء القانون عندما یکتبون عن الإسلام أو سياسة المسلمين منذ العقود الأخيرة من القرن التاسع، خصصت له مكانة مهمة في بعض الأحيان.

 

لكن من البديهي أن هذه الكتابات تحمل سمة عصرها وتحتاج غالبا إلى شيء من السكينة. إذ تحمل كثيرا من الأغلاط و التواريخ غیر الصحيحة والأحكام القابلة للنقاش. ونذكر من ذلك على وجه الإستثناء المقال الصحفي الجدي والغني بالمعلومات الذي كتبه المأسوف عليه البروفيسير إيفاريست ليفي-بروفنسال  الذي تعرف مساهمته في تاريخ ملوك البلدان المعنية بالمرافعة أمام المحكمة. ويوجد هذا المقال في الموسوعة الإسلامية (الطبعة الأولى، المجلد3، 1936 ص.57 - 55). ونذكر كذلك عملا قام به م مستعرب آخر،هـ. ت. نوريس: «الشيخ ماء العينين الفلقمي» في كتابه The Folk Literature of the Spanish Sahara [الأدب الشعبي في الصحراء الإسبانية] (Bulletin of the School of Oriental and African studies) [مجلة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية] (المجلد 31، 1968 ص113-136. وص347-376). 

تنتمي أسرة الشيخ ماء العينين من أهل الطالب مختار إلى قبيلة القلاقمة الكبرى في الجنوب الشرقي من موريتانيا وهي قبيلة زاوية من أصل شریف يفترض انها منحدرة عن الرسول عليه الصلاة و السلام ووالده الشيخ محمد فاضل ولد مامين الذي ولد 1798 وتوفي 1869، عاش في ولاية النعمة في الحوض، وهو الذي انشأ الطريقة الكبيرة التي تحمل اسمه، الفاضلية، وهي فرع من القادرية وقد لاقت هذه الطريقة نجاحاً كبيراً، ومازلت لها أهميتها في المجموعة الموريتانية وكذلك في افريقيا الغربية كلها، ومن أبنائه الكثيرين ثلاثة لعبوا دوراً مهما: الشيخ سيدي الخير والشيخ سعدبوه والشيخ ماء العينين، فلنقل كلمة سريعة عن الأولين، الشيخ سيدي الخير وهو الوارث الروحي وقد خلف والده في مكانه وظل مقيماً في الحوض إلى أن توفي سنة 1916 بعد عمر طويل غطى فيه تأثيره الديني الحوض والمناطق المجاورة له. 

 

أما الشيخ سعد بوه المتوفى 1917، فاستقر في بلاد الترارزة في الجنوب الغربي من موريتانيا، في حدود 1865 أي في حياة أبيه وامتد نفوذه إلى الجنوب و حصل على نجاح عظيم في موريتانيا والسنيغال. وبالنسبة إلى الشيخ محمد فاضل نفسه وابنيه المذكورين نحيل القارئ إلى عملين قام بهما الضابط المترجم بول مارتي، العمل الأول  يسمى études sur l'islam maure [دراسات حول الإسلام عند البيضان] ونشر في مجلة العالم الإسلامي (باريس 1916) والعمل الثاني : études sur l'islam et les tribus du soudan [دراسات حول الإسلام والقبائل في السودان] (المجد 3، 1921، ص249 إلى 264).

وقد اعتمد من كتبوا في الموضوع بعده على هذين العملين. 

 

فلنتكلم الأن على الشيخ ماء العينين ولنقل انه ولد في مخيم أبيه الواقع إذ ذاك عند بير على بعد أربعين كيلومترا جنوب غربي مدينة النعمة في الحوض الموريتاني، وكان ميلاده في شباط/ فبراير 1831 على وجه التحديد، وقد سبقه وجاء بعده إخوة و أخوات كثيرون. 

 

تلقى محلياً التكوين التقليدي في القبائل الزاوية. حفظ القرآن وهو ابن ست سنوات مصحوباً بدراسة النحو و الشعر العربي. وعندما بلغ الثالثة عشرة من عُمره درس البرامج المقررة عادة من مواد الفقه أي القانون الإسلامي والتوحيد والمنطق والتصوف بعد أن بلغ ستة عشرة سنة. كان أساتذته هم أبوه والعلماء من مريدي أبيه. وقد حصل الشيخ على علمٍ غزير في المواد الإسلامية التقليدية كما تشهد بذلك اللائحة الطويلة لمؤلفاتهِ المذكورة في المقال الذي أشرنا إليه لليفي بروفنسال. وعرف الشيخ في باكر عمره بميوله الصوفية وحسب ما ذكر مترجموه، ميزه والده وشجعه وبشره بمستقبل عظيم. 

 

والوسط الذي تلقي فيه الشيخ تعليمه وتهذيبه الخلقي كان يمتازُ بالتقوى العميقة والثقافة الإسلامية التقليدية الواسعة. وفوق كل هذا كانت التعليمات الصوفية المقدمة تكتسي طابعاً سلوكياً مزدهراً إذ ذاك في هذا الجزء من العالم الإسلامي. وكما ذكرنا كان والده المباشر شيخاً ومؤسساً لطريقة. ويفتح هذا التكوين أفاقاً مُتنوعة. فاختار الشيخ منها أن يُخصص حياته لنشر العلم وطريقة أبيه إلى أقصى مكانٍ يمكن أن تصل إليه، فاختار الجانب الشمالي والشمال الغربي من بلاد شنقيط، في حين أختار أخوه الشيخ سعد بوه المذكور منطقة الجنوب الغربي. 

وما كاد الشيخ ينهي تهذيبه حتى ذهب إلى مكة سنة 1857 فأدى فريضة الحج في يوليو 1858 ومر بالمغرب و الجزائر ومصر.

ولكن ما كاد يرجع سنة 1860 حتى نصحه أبوه بالإقامة في آدرار ومنذ ذلك الوقت لم ير قط مسقط رأسه منطقة الحوض.

 

كانت منطقة آدرار أيام مجيء الشيخ الشاب إليها تعيشُ في خضم أزمة وراثة إرث الإمارة وهي أزمة ما وُضع لها حد إلّا بمجيئ الأمير أحمد ولد أمحمد سنة 1872. عاش الشيخ ماء العينين حياة البداوة فكان يزور واحات شنقيط و أطار وحصل فيها على أملاك. وقد جذب إليه إشعاعه الروحي دوائر متزايدة من المريدين القادمين من كل حدبٍ وصوب. ولاقى مع ذلك بعض الصعوبات لما حاول لعب دور سياسي. وهكذا في سنة 1876 فكر بعض الوقت في الرجوع إلى الحوض إثر مواقف مناوئة له من أمير أدرار وقبيلة أولاد دليم، ولكنه في النهاية عدل عن هذا المشروع، وحوّل مجال تحركاتهِ إلى الجانب الغربي من ولاية تيرس على جانبي الحدود بين الإقليم الذي تديره في الوقت الراهن إسبانيا وتراب الجمهورية الإسلامية الموريتانية. من هنا امتد نفوذه على القبائل التي تعيش بينها بل تجاوزها. 

 

وكان العقد الزمني 1877-1886 فترة ازدهار الشيخ. فازداد نفوذه وتدفق إليه المريدون ويرجع إنتاجه الفكري في غالبه إلى هذه السّنوات. وفي هذه المنطقة لقيه الرّحالة الفرنسي كاميل دولس سنة 1887 (أنظر كاميل دولس Voyage d'exploration, à travers le Sahara occidental  [في رحلة استطلاع بالصحراء الغربية] bulletin de la société géographique de paris [مجلة شركة الجغرافيا بباريس] 1888، الصفحة 427-479.)

 

إلّا أن أفقاً أخر انفتح أمام نشاط الشيخ وهو بالمغرب. في بدء الأمر، كان طموح الشيخ لا يعدو إبرام علاقات مع الأوساط العلمية. وقد أعرب عن رغبته في طباعة مؤلفاته في هذ البلد الذي دخلته المطبعة الحجرية في 1860. وبهذه الطريقة، كان يريد نشر تعاليمه. ولقد طبع له بالفعل الكثير من مؤلفاته بالمطبعة الحجرية في فاس بفضل حماسة مريديه الشنقيطيين وبمساعدة مريديه المغربيين الذين بدؤوا الإنخراط في طريقته. ويبدو أن علاقاته مع العاهل وحكومته بدأت حوالي 1886.

 

ونلاحظ أنه منذ ربع قرن كان الشيخ يسكن المنطقة الشمالية الغربية من البلاد الشنقيطية يمارسُ فيها نشاطه الديني والإجتماعي. وحصل فيها على الشهرة و النفوذ. وكانت دعوته حتى الأن دينية بالأساس: نشر تعاليمه وزيادة نفوذه. وهو الدور التقليدي لكل شيخ كبير من الشناقطة. فكان لا يمتاز حينئذ بشيء عن أقرانه من المشايخ الأجلاء في تلك الفترة منهم على سبيل المثال أخوه الشيخ سعد بوه في الجنوب و سيد الخير في الشرق، وأخرون كثيرون، وإنه من الخطأ، إذن، أن ننسب إليه في هذه المرحلة من حياته نفوذا يشمل المجموعة الموريتانية أعظم من نفوذ الأخرين.

 

 ونذكر الأن المرحلة الأخيرة من حياة الشيخ وقد دامت ربع قرن فنراه يرتمي تدريجيا فيما كان يسمى حينذاك بالجاذبية المغربية، ولكن الأمور ما كانت قط بسيطة، فكان علينا هنا أيضاً أن نقسم المسار إلى ثلاث مراحل : 

 

ففي المرحلة الأولى التي سبقت بوادر الغزو الفرنسي لموريتانيا نرى الشيخ يندمج شيئاً فشيئاً في العالم المغربي. 

المرحلة الثانية يطبعها مجرى الإحتلال الفرنسي لموريتانيا.

أما المرحلة الأخيرة، فإن الشيخ في أخر فصل من حياته حاول أن يدافع عن الإسلام المُعتدى عليه ثم حاول أن يحل محل الأسرة الحاكمة في المغرب، فأعلن نفسه سلطاناً. 

 

فلنبدأ، إذن، بالمرحلة الأولى دون أن ندخل في الكثير من التفاصيل لأنها راسخة في أذهاننا جميعاً. فقبل الغزو الفرنسي لموريتانيا في سنوات 1890-1900 نرى الشيخ يشرع في التقارب مع الأوساط المغربية الرسمية. ورأينا أنه ابتداء من الوقت الذي يشمل فيه نفوذه القبائل الداخلة في السياج المغربي، وخصوصاً قبيلة تكنة، عقد الشيخ علاقات ثابته مع مريديه في هذا البلد. 

 

فأجرى زيارات عدة إلى العاهل مولاي عبد العزيز. ولعل المراقبين الأجانب في تلك الحقبة كانوا على حق حينما رأوا في المعاملة العظيمة التي خصصها الملك و حاشيته للشيخ، وهي معاملة عادة تخصص للشخصيات الأجنبية الكبيرة (انظر السيدة دنيز فويلميين Contribution à l' histoire de la pénétration française en mauritanie [مساهمة في تاريخ الدخول الفرنسي لموريتانيا] دكار 1962، ص245-255) .

 

ويرتبطُ بهذه المرحلة تأسيس مدينة اسمارة واستقرار الشيخ بها في مركز حضري وحصل بهذه المناسبة على مساعدة كبيرة من العاهل المغربي، فكانت اسمارة مؤسسة للتعليم، ومكانا للعبادة، وما كانت مركزاً إدارياً، ولا حصناً حربياً، وهذا عاينته الحملة الفرنسية بقيادة العقيد موري سنة 1913، والمساعدة التي قدمتها إليه السلطات كانت ذات قيمة قربانية، مثل مسجد دكار الذي افتتحه في السنغال جلالة الملك الحسن الثاني، والجامع والمعهد الإسلامي الذي أنجزته أخيراً في انواكشوط المملكة العربية السعودية. 

 

وعلى كل حال أصبح الشيخ ماء العينين هو المرشد الروحي للسلطان بالمعنى الصوفي ولا نذكر للمحكمة هنا تفاصيل هذه المرحلة، فغالبها موجودة في الملحقات بالعرض المغربي وفي المراجع التي ذكرنا. 

 

كانت هذه الفترة كالتحضير لما يأتي بعدها. فقد بدأت فرنسا بالفعل في الأسابيع الأخيرة من 1902 غزو بلاد شنقيط. فتبنى الشيخ موقف المقاومة الصارمة باسم الواجبات التي تملي عليه عقيدته، ونظر أخواه الشيخ سيدي الخير والشيخ سعد بوه، في طرفي بلاد شنقيط، الأمر من منظور مغاير تماماً، فكانا يريان أن شروط الجهاد الفعال لم تتحقق، وأن الموقف الأكثر حكمة هو الإستسلام للفرنسيين. وقد تبنى هذا الموقف الكثير من الزوايا و المحاربين. 

 

أما الذين حاولوا أن ينظموا شيئاً من المقاومة، فذهبوا إلى المناطق التي لم تحتل بعد، ومنهم من اتصل بالشيخ ماء العينين في اسمارة، واستنجدوا كلهم بالمغرب، البلد المسلم الوحيد المجاور الذي يمكن أن يدعم نضالهم ضد الفرنسيين. وهذا الإستنجاد مطابق لمتقضيات التضامن الإسلامي كما ذكرنا في تدخلنا الماضي، وتوجه بعضهم حتى إلى تركيا البلد المسلم المستقل الأخير الذي تُظن به القوة والتصميم على حماية الإسلام المهدد. 

 

ابتداء من ذلك الوقت يمكننا اعتبار الشيخ قد أصبح مغربياً. لقد بدأ احتلال الفرنسيين لموريتانيا في الوقت نفسه الذي دخلت فيه القوات الفرنسية للمغرب، والشناقطة اللاجئون إلى المغرب بما فيهم الشيخ دخلوا من حيث لا يعلمون في كمين. فالمغرب خاضع للضغوط التي نعرف، وغير قادر على الإضطلاع بواجب التضامن المطلوب منه، فتوقفت المساعدة عن الشيخ و صدرت الأوامر بأن لا تسلم له الأسلحة، وكان ما يسلم إليه منها متخفياً تحت غطاء التهريب، وأحيل هنا إلى الوثائق التي استظهر بها كل من الطرفين.

 

أما الشناقطة، فرجع بعضهم إلى موريتانيا الفرنسية، وبقي بعضهم في المغرب، وذهبت مجموعات منهم إلى الشرق. ومازال أحفادهم يوجدون حتى الأن، نذكر منهم على سبيل المثال محمد الأمين الشنقيطي، الوزير الأردني السابق، ويشغل الأن منصب سفير المملكة الهاشمية في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن ذلك إن العقيد لورانس حدثت له قصة مع أحد هؤلاء المهاجرين في شمال الحجاز سنة 1917 فقتله (انظر كتابه Les Sept Piliers de la sagesse [أعمدة الحكمة السبعة] . كان عمل الشيخ مشوهاً لولا موقف السلطات الإسبانية. فمن المفارقة أنه خلال هذه الفترة كلها كانت علاقاته مع إسبانيا جيدة، وكانوا يتبادلون الهدايا كثيراً، حتى أن الشيخ نفسه وشح رسمياً من طرف ملك إسبانيا. ثم حاول مجهوداً أخيراً فأعلن نفسه سلطاناً لكنه لم يلبث أن توفي رحمه الله في تشرين الأول/أكتوبر 1910 .

 

ولا نرى من المفيد الحديث عن مسار أبنائه من بعده، إذ رجع بعضهم إلى موريتانيا أو أصبحوا رعايا إسبان أو فرنسيين في المغرب. وفي نهاية هذا العرض، أود أن أقدم بعض الملاحظات التي تعرض للذهن تلقائياً .

 

قضى الشيخ ماء العينين ثلثي حياته في بلاد شنقيط. ومثل نمطاً واضحاً للشنقيطي كولي من أولياء الله، وكشيخ طريقة أصبحت شيئاً فشيئاً بفضل نفوذه الديني وجاذبية شخصيته السياسية في الوسط القبلي الشنقيطي، دون أن يكون في ذلك الوقت للمغرب أو غيره تدخل في ذلك. كان الشيخ ذو الطبيعة الدينية العميقة يقوم بمختلف أنشطته حسب مقتضيات عقيدته. وكانت مقاومته للإحتلال الأوروبي باسم الإسلام، سواء تعلق الأمر ببلاد شنقيط أو بالمغرب أو بقبيلة كنته في مالي، التي طردها الفرنسيون فانضموا إليه. 

 

ومن الواضح جداً أنه عندما اعتقد الشيخ ماء العينين بتواطئ السلطان مع الفرنسيين فإنه، وهنا أستشهد بمقال الأستاذ ليفي برونفسال، "لم يتردد فى إعلان نفسه سلطاناً، وشروعه في غزو المغرب الذي اعتبر حكامه تنازلوا عنه للكفرة".

 

إن ظروف حياة الشيخ كانت مُتباينة. فقد تكون وزنه الديني بصورة تدريجية، وشمل جميع مناطق بلاد شنقيط، قبل زمن طويل طويل من اتصاله بالمغرب. فلا يجوز والحالة هذه أن نقلص حياته في الفترة الأخيرة منها، ولا أن نفسر موقفه الذي أملته عليه قناعته الدينية خارج سياقه.

 

المصدر: محمد عالي شريف، سيرة من ذاكرة القرن العشرين، ص175-176 .

سبت, 27/06/2020 - 08:32