الجانب الآخر لجائحة كورونا!!

 كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام عن تأثير جائحة كورونا  على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي تفاصيل ومشاهدات بدأت تتكشف عبر العالم...!!

      صحيح أن آن كورونا قتلت الالاف وشردت ملايين العمال وافلست آلاف الشركات...  

    ولكنها في الجانب الآخر على المستوى الاجتماعي أعانت آلاف الشباب وشجعتهم على الزواج ماديا يقول احدهم؛

 ( ان الزواج الحالي أزاح عن كاهلي الكثير من الأعباء المالية،

فلم اضطر  إلى الاقتراض من البنوك لإتمام زواج ابني ،كالعادة فقد الغيت استئجار صالة الأفراح وحتى إقامة حفل الغداء.. ولم يقتصر انخفاض التكاليف على هذا بل امتد إلى الاستغناء عن فستان العروس والذي بالعادة يكلف مبلغاً كبيراً،.)

حددت كورونا الحضور بالعروسان والولي والشهود و المأذون وعدد قليل من الأقارب يقفون أمام البيت متباعدين، ومرتدين كمامات. فلا مصافحة ولا جلوس في مسجد أو بيت أو قاعة أفراح ..لا ولائم  لاحفلات ...حضور متواضع وتكاليف ضئيلة!!

   بلدنا موريتانيا ليس نشازا فقد شهدت انواكشوط  وأغلب مدن الداخل تزايد في حالات الزواج قبل حظر التجوال بساعات وهذا غير طبيعي حيث  آن الزواج التقليدي يستمر طوال الليل إلى ساعات الفجر...

    العامل المشترك في جميع أنحاء العالم هي الطريقة المنخفضة التكاليف، سيما وأن ظاهرة العنوسة توسعت في المجتمع  الموريتاني بسبب تكاليف مظاهر الزواج الباهظة وعدم التعددية...

    لقد باتت ظاهرة العنوسة والبوار تهدد بشكل كبير قسما كبيرا من فتيات موريتانيا وتحولت الظاهرة بارتفاع معدلات العناس، إلى مصدر قلق مجتمعي كبير.

   دفع هذا الواقع المرير العوانس من نساء موريتانيا للخروج عن الحياء، حيث استخدمت عديدات منهن، مواقع التواصل الاجتماعي... 

   بعد أن كانت المرأة الموريتانية محافظة بشدة، دفعت العنوسة المريرة، فتيات عديدات لنشر صورهن على مواقع التواصل اقتناصا لفارس الأحلام ولو كان ذلك من خلال عالم الإفتراض.

      يعتبر أهل المناطق البدوية والقرى الموريتانية العانس هي كل من تجاوزت العشرين ولم تتزوج، بينما سكان المدن يعتبرون العانس هي من تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج لأنهم يرون أن الفتاة لابد أن تكمل دراستها قبل الزواج.

    وتقابل عنوسة النساء، عزوبة الرجال، فهما وجهان لمشكلة واحدة هي تأخر الزواج.

    ومع أن الإحصائيات تقدر عدد العوانس في الوطن العربي

وتحصر الدراسات الاجتماعية أسباب العنوسة في عدة قضايا بينها قيام بعض الفتيات بتأجيل الزواج لإكمال دراستهن، ومن ذلك المغالاة في المهور والتكاليف المصاحبة للزواج، 

    ومن هذه التقاليد إصرار الأسرة على أن تكون مواصفات حفل الزفاف ومكان انعقاده لا تقل عن  نظيراتها،وماينجر عن

 ذالك من إنفاق للملايين..!!

   فالفتاة تريد حفل عرس يحكي عنه الناس، وفستانا وجهازا يتكلف الكثير بغض النظر عن ظروف الأسرة نفسها، إذ إن كل ما يهمها هو أن تستمتع بحياتها، وأن تسمع من المجتمع الذي يهتم كثيرا بالقيل والقال فلان جاب كذا.. وهو ما يدفع الشباب بدوره إلى الهروب من تكاليف حفل زواج لا يطيقه....

    وتعتبر البطالة السائدة حاليا بين فئآت الشباب الذين هم في سن الزواج، أحد أسباب العنوسة، ومن أسباب العنوسة ايضا المبالغة في صفات الزوج.

     تعاني العانس من الوحدة والاكتئاب في انتظار فارس الاحلام...!!

  وتنفرد المرأة الموريتانية  بخصوصيات لا تتمتع بها نظيراتها من النساء العربيات،  فهي محظوظة في كون الطلاق لا يعد انتقاصا منها، فمثلاً عندما تطلق المرأة عادة ما يكون هذا الحدث في البلاد العربيَّة مأساويا، فهو في موريتانيا يحدث العكس حيث تحتفل المرأة المطلقة عموما، وكأنه تعبير عن أن ما حدث ليس انتقاصا من كرامتها ولا امتهانا لها، بل أكثر من ذلك قد تطلق عدة مرات ولها الحق – اجتماعيا – في مغادرة بيتها والعودة إلى بيت أهلها، وهذا ما يؤدي بالزوج إلى الذهاب إليها واسترضائها لأن غضب النساء أو الإساءة إليهن ليست من المروءة أو كرم الخلق الذي تفرضه العادات والتقاليد الموريتانية...

    ان المجتمع الموريتاني اخترع نظاما اجتماعيا متكاملا قاعدته القبيلة. وقد نشطت المهارات الإبداعية في هذا المجال فاخترعت ضمانات أخلاقية، واجتماعية، للحيلولة دون تلاشي هذه العادات بينها ارتفاع المهور، وتكاليف حفلات الزفاف، والأثاث، وارتفاع أسعار الذهب والعقارات والشقق السكنية، وغيرها من متطلبات الزواج، والمتضرر الأول والأخير في هذا كله هو المرأة الموريتانية مربية الأجيال.

    وبما أن التكاليف الباهظة هي التي تقف أمام الشباب المقبل على الزواج فقد اقترحت حلا في مقال سابق وهو اللجوء  للزواج الجماعي لمساعدة الشباب على إزاحة العوائق التي تقف أمامه ، مثل غلاء المهور  وتكاليف حفلة العرس.وتأجير قاعات وعادات وسهرات..الرابط....

http://wonews.net/ar/index.php?act=post&id=13443

 

   وبما أن المجتمع الموريتاني لا يعرف الزواج الجماعي الذي قد يخفف من التكاليف الباهظة واقتصر على الزواج في السر فإن  جائحة كورونا  قد حدت من تلك التكاليف حيث أصبحت في متناول الجميع...   

  ولهذا نجد رواد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الذكور منهم حثوا المقبلين على الزواج على استغلال هذه الفرصة للتخلص من الالتزامات المادية التي يتطلبها حفل الزفاف، حيث تم إلغاء الولائم والحفلات وقاعات الأفراح  والسهرات الليلية التي تتطلب مصروفات كبيرة، واقتصر الزفاف على عقد القران بحضور الزوجين والشهود..والمأذون...

  وأجبر المقبلين على الزواج على التخلي عن عادات ارتبطت بحفلات الزفاف لسنوات طويلة....

   وهذا هو الجانب الإيجابي للجائحة حيث انتشرت الزيجات بشكل ملحوظ ربما يفسر الارتفاع الغير مسبوق في إعداد الاصابات بفيروس كورونا.

سبت, 13/06/2020 - 12:18