رباط ابن ياسين فى حوض نهر السنيغال!

لم تفضِ بحوثُ الأركيولوجيينَ عن رباطِ ابن ياسين إلى نتيجةٍ يُركن إليها، ويعودُ ذلك في رأينا إلى نصِ ابن خلدون ثم تفسيرهُ عمداً منذُ البداية بطريقةٍ خاطئة. 

فما دعاهُ ابن خلدون "ربوةٌ يحيطُ النيل من جهاتها مغطاة بـ..." أعتبر جزيرةً مِن جزر الأطلسي كان يُبحث عنها اعتباطاً في الشمال. 

 

كما أنَ الصيفَ المُعاكس لـ "فصلِ الأمطار" كانَ مصدر "غموض" لأنَ هذه المنطقة تحديداً أمطارها صَيفية دون أن يُوضعَ في الحسابِ أن كاتباً من مِنطقة البَحر الأبيض المتوسط يعتبرُ  الصيفَ فترةً للحر الشديد. وهيَ بالنسبةِ إليه فترةَ جفافٍ، وهوّ ما حددهُ المؤلفُ بقولهِ : "في الصيف يفصلُ ماءٌ ضحضاحٌ هَذا المكان عن الضفة" (يعني النهر) بَينما تُحوّل مياهُ الفيضان في فَصل الأمطار هذا المكانَ إلى مَجموعةٍ من الجزر الصَغيرة.  وعبارةُ "ماءٍ ضحضاح" تَم تحويلها إلى موجةٍ لأنَهم أحالوا البحرَ إلى نهرٍ. 

 

وقد حَولَت بعضُ الأحكامِ الجَاهزة الكُولونيل مودا colonel modat ف. دو لا شابيل. De Le chapelle نطاقَ البحث الأركيولوجي من الجنوبِ صَوب الشّمال. مِن النّهر إلى المُحيط ، مِن ربوةٍ في الجنوب إلى جزيرةِ تيدرة فى الشَمال لهذا فقد تضافرَت جَميع العَناصر لإفشالِ مهمَة هوغو hogot ودكانب descamps. 

 

وقد سَمحت لنا عناصرٌ جديدة في الموضوعِ أن نعيدَ توجيهَ مسار البَحث ناحيةَ الجَنوب محددينَ مُختلف التلالِ الواقعة عَلى الضّفة الشَمالية لنهرِ السّنيغال من والابدي walabadé إلى مورديري mordédri. ويشيرُ دومارشي desmarchais في رحلتهِ بين سنتي 1724و1727 أثناء وصفِه لإتجاهات الريح إلى وجودِ إسمٍ لمكانٍ يدعى الرباط.

وعلى ضوءِ تلكَ الملاحظات قامَ الجُغرافي الأكَاديمي دوليل delisle بِرسم خريطةٍ لنهرِ السّنيغال سنة 1927 مبرزاً معظم مُرتفعات المنطقة. 

 

ومن هنا أعتقدُ أن ربوة داوو والو dae walo تعتبرُ المكانَ الأنسَب الذي يَنبغي أن ينالَ اهتمامَ الأركيولوجيين.

 

 المصدر:

عمر كان، في سبيلِ البحثِ عن رباطِ ابن ياسين. ترجمة محمد باباه ولد محمد ناصر. أعمال الندوة الدولية حول حركة المرابطون، نواكشوط 1999

سبت, 13/06/2020 - 00:41