أمن الطرق من جديد!!

جميل أنْ تَمَّ تأديب عناصر أمن الطرق، والأجمل أن تُطبَّق فيهم أشد بنود مسطرتهم قسوة، بعد صنيعهم السَّالب لكرامة المواطن، بالتنقيص به وتعريضه للأذى النفسي والامتهان البدني في الشارع.

أنشئ أمن الطرق ليُكفِّر عن بعض ذنوب الشرطة فكانت بعض خطاياه أشنع،.. قد يُلتمس له العذر، وهو تمَّت " شرشمته" على عجل فوُلد خديجًا خلال بضعة أشهر، ينقصه التكوين وتنقصه خصوصا العقيدة المهنية الصلبة، عقيدة الانضباط العسكري، وضبط حدود العلاقة بينه والمواطن المدني، الذي هو علَّة وجوده أصلا، والتي تسودها حالة كبيرة من عدم الفهم.

ليفهم شباب "مسغارو" ممَّن تنسحبُ عليهم حالة عدم الفهم تلك، أن لكل زمن مقتضياته، وأن الجيل الرقمي الحالي لم يعرف حظرا للتجول قبل الآن، خلافا للأجيال التي سبقته والتي جُرِّبت فيها رقصات القردة وصياح الديكة من قبل "آنْصييهاتْ" ذلك الزمن،.. لكن ذلك كان في ظروف طبعتها الاستثنائية الأمنية وتواتر الانقلابات، وكانت الممارسة من أدبيات "باتِروي"، وطرائفه الشائعة والمقبولة ضمنا،.. لكن استدعاء تلك القصص لحقبتنا لم يعد ممكنا.. اعتبروها من تراث ملاطفات العسكر "الطريفة" للمدنيين، وانسوها، فالعقليات اخلفت وتطورت. 

غير مقبول أن يستلذ شباب بإذلال مواطنين ليسوا موضع ريبة، فقط من باب التَّنمر السلطوي، لأنهم يتمترسون خلف بدلة قوة عمومية تحميهم من ردود أفعال ضحاياهم الذين يتقاضون رواتبهم على افتراض خدمتهم وحمايتهم لا أذيتهم..."مُيِّينْ!"

مُجازاة المتجاوزين خطوة في الاتجاه الصحيح.

 

الدهماء ريم

ثلاثاء, 26/05/2020 - 20:19