خبير أمريكي ل"اقلام": مخاطر كارثية سيسببها مشروع استخراج الغاز فى موريتانيا

خاص/ اقلام - قال  الخبير البيئي الدولي والأستاذ بجامعة ألاسكا الامريكية، البروفسور ريتشارد ستينر، فى اتصال اجرته معه صحيفة اقلام، ان مشروع تورتي/احمييم لاستخراج الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال  هو  "مشروع عالي المخاطر، ويمكن ان يتسبب فى انسكاب نفطي كارثي، ويجب ادارته وتسييره بحذر شديد". حيث ان الحفر  فى المياه يتسبب فى انسكاب نفطي او غازي كارثي.

 

  كما ان الموقع  الذي اختارته شركات استخراج الغاز  لبناء المنصة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ داخل المياه الموريتانية، وايضاً موقع خط الأنابيب/التدفق، هي أماكن واقعة داخل المنطقة البحرية الأكثر أهمية لبقاء الأنواع المعرضة للخطر.

 

فتلك  المنطقة من المياه الموريتانية تعتبر منتجعا شتويا أساسياً لمجموعات كبيرة من الطيور الساحلية والطيور البحرية، وفى حالة حدوث تسرب ستكون تلك الطيور والكائنات البحرية عرضة للخطر، اذ ان 30% من أنواع الطيور البحرية Morusbassanus تهاجر من الجزر البريطانية الى السواحل الموريتانية شتاء. مشددا على ان الزيت والأسماك والماء والحياة البحرية لا يمكنها التواجد فى موقع واحد دون حصول أضرار.

 

و تستضيف المياه الموريتانية مجموعات هامة من الطيور من مناطق شبه القارة القطبية الشمالية وتستخدم هذه الطيور المهاجرة المرتفعات على طول الجرف القاري الموريتاني كموقع تغذية موسمي. محذرا من انه فى حالة تشكل بقع زيتية سوداء يكون التدخل لحماية الكائنات البحرية بلا جدوى ومن المستحيل إصلاح الأضرار البيئية 

 

واقترح البروفسور ريتشارد ستينر،  فى خلاصة بحث أعده حول الانعكاس البييي السلبي لعمليات  التنقيب عن النفط والغاز  فى الساحل  السنغالي والموريتاني  (أعطى الباحث  لصحيفة اقلام  نسخة منه) على الحكومتين  الموريتانية  والسنغالية انشاء مجلس استشاري مستقل ومنحه التمويل الكافي يضم الحكومة والخبراء والفاعلين فى قطاع الصيد البحري تكون مهمته الاشراف على وضع استراتيجية فعالة للرقابة والتدخل فى حالة التسرب النفطي او الغازي لاجل تقليل الأضرار الناجمة عن الأنشطة النفطية والضغط على الشركات لضمان التزامها بالتقيد باقصى درجات الحيطة لحماية النظام البيئي البحري كما هو معمول به فى العديد من دول العالم المماثلة. وهو  المقترح الذى استعرضه بالتفصيل للنقاش خلال اجتماع عقد فى دكار شهر دجمبر 2019   

 

ابريتش بتروليوم فى دائرة الاتهام

 

أكد  فريق من الباحثين الدوليين من جنسيات مختلفة، من ضمنهم  البروفسور ريتشارد ستينر،  فى  تقرير مشترك قبل أشهر  (اطلعت عليه اقلام) على ان بحوزتهم ادلة قوية على ان النظام البيئي الهش سينهار نتيجة التقييم الخاطئ الذي اعتمدته شركة بريتش بتروليوم  فى دراستها حول الأثر البيئي لعمليات التنقيب والاستغلال لحقول الغاز. المشتركة بين موريتانيا والسنغال.

 

وأشار الباحثون الى وجود تقديرات واخطاء جسيمة فى دراسة تقييم الأثر البيئي لعمليات التنقيب والاستخراج فى حقل الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال. وحذروا  من المخاطر المدمرة التى ستتعرض لها الثروة البحرية فى المياه الموريتانية على وجه الخصوص جراء بناء المنصات البحرية لاستخراج الغاز فى حقل احميميم اذا لم تبادر شركة بريتش بتروليوم الى مراجعة تقييمها للأثر البيئي لعملياتها.

كما اعتبر  الخبراء الدوليون فى مجال البيئة بان بريتش بتروليوم اخطات فى تفسير المعلومات التي جمعتها فى دراستها والمتعلقة بمنطقة خط الأنابيب ومنطقة التدفق المستقبلية. وهو ما سيشكل تهديدا للشعب المرجانية من فصيلة Lophelia والتي تشكل الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة لمجتمعات غرب أفريقيا، وتعد المياه الموريتانية موطنا لأكبر الشعب المرجانية في المياه الباردة فى العالم.

وعبر  فريق الخبراء  عن الأسف للتحليل الضعيف للنظام البيئي السطحي من خلال الدراسة التى اعتمدتها بريتش بتروليوم لتقييم الأثر البيئي والاجتماعي.

وشدد التقرير على وجوب إلزام الشركات النفطية بمراجعة وتصحيح التقييم الذي اعدته بشان الأثر البيئي لعملياتها والحلول المقترحة من طرفها خصوصا فيما يتعلق بالتسرب المحتمل للغاز وايضاً طريقة التخلص من النفايات الصناعية ونوعية المواد الكيميائية المستخدمة.

 

 

إعداد وترجمة: صحيفة اقلام

ثلاثاء, 17/03/2020 - 18:44